أنا وأنت

بداياتنا انتهاء. أحاديثنا كلّها انتقاد وشجار. كانت جدران عزّتنا سميكة، فلا جَمَعنا سقفٌ مشترك ولا آمال. بصمتٍ وحيد مارسنا زوالنا من دون عناء. دروب العالم كثيرة فاخترنا عدم اللقاء. سعيتَ في غربتك لمجدٍ وثراء. ورتّبتُ هنا حياةً هادئةً بكلّ انتقاء. سنون طويلة مرّت كنتَ فيها دائماً على البال، لكّ الصدارة في الحنين أوّل الصباح وآخر المساء. اليوم نلتقي كلّ شيء بالانتظار، أعليَّ قول كلماتٍ هنيّة وانتظار الإطراء؟ ترقّب، شموع، أزهار وموسيقى تملأ المكان، وكعادتنا فعلناها مجدّداً. خرجت معركة الإياب مكلّلة بالنجاح. ثمن باهظ يدفعه الإنسان لحياة مليئة بالغرباء. لا أنت ركعت حبّاً، ولا أنا أخبرتك عن ألم الاشتياق. كم هي خيانة الاصرار على الإخلاص لجلاد!

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى