ورد وشوك
دخلت محرابها وانصرفت لصلاتها، تناجي الإله متضرّعة أن يكشف الضرر الذي ألمّ بالعباد. قهر الرجال وأدمى قلوب الأمهات ودبّ الرعب في نفوس الأطفال، سرق طفولتهم، فرّق الأهل والأحباب. فتح الباب مشرّعاً أمام الأغراب، يعيثون فساداً في البلاد، فطفت على السطح شريحة من الغربان تتقن فنّ التخريب والتدمير وتُحسن سرقة اللقمة من الأفواه، مدّعية الوطنية والكمال وصدق الانتماء. كلّ همّهم الحصول على أضخم الثروات ولو على جثث الأبرياء.
واقع أليم لا كاشف له سواك. هنا، وصلها إحساس أن الرجاء لا بدّ مستجاب، فهو من قال «إذ ناداه ربّه نداء خفيّاً». فهي على يقين أنّ همسة التضرّع تهزّ أبواب السماء، ولا بدّ للهمّ أن ينجلي.
رشا مارديني