قوس قزح
د. هلا علي
هو فنجان الآلهة مقلوب
ينتظر عرّافات الليل وترقب النساء،
هو شال على كتف غيمة،
اشتياق الأرض للسماء
واحتراق الضوء في رذاذ الماء
واختراق الوجود للعدم،
كانوا يسمّونه «قوس قزح»
وطني كان: قوس قزح
له أحمر دم الحرب،
وأرجوان زهر الحب،
له أخضر نفس عاشقة،
وبنفسجة مستلقية على قبر شهيد…
له برتقالة شمس نائمة في حضن المتوسط
هو الأبيض في ألوان
جميل كان قوس قزح..
بالأمس تمرّد الأبيض على ذاته
فاهتزّ الزمان وانتحب المكان
وعبست الملائكة ونزف قوس قزح..
على رؤوس الجبناء، احترق الأخضر
وأمام سيوف الورق، شيّعت الشمس أبناءها،
سقط خاتم اليمامة على جناح الغراب
وعلا نعيقه فوق الركام وتحت الركام وبين الزحام،
وبالأسود تلون قوس قزح..
أبيض الملائكة لا يعترف بالحداد
وبمنديل من قمر كفكف الخيبات،
أمسكت الأبدية فنجان آلهتها،
صبّت نبيذها ونادت أسراب الحمام
وأيقظت الكواكب والنجوم
وأقسمت أن تعيد قوس قزح،
وأقسمت أن تشرب نخب قوس قزح
مُهداة إلى دماء السوريين
على مذبح الكرامة والحرية