«المنار»

وعاد شهيداً، ما أُغمد ذو الفقار بل بدر أتمّ جهاده، الحاضر دائماً حيث يجب أن يكون، الراحل إلى حيث يعبر السالكون على طريق المصطفى وآله، ومن جاهد في سبيل الحق على طريق القدس وفلسطين، مصطفى بدر الدين وكفى للعارفين، من خلدة 82 إلى كل بقاع الجهاد العظيم بوجه الصهيوني وربيبه التكفيري، قائد جهادي كبير بأرفع أوسمة الجراح والأسر المتوّجة بالشهادة ستشهد له الأيّام أنّه حفظ دماء اللبنانيين كل اللبنانيين من الطلقة الأولى بوجه الصهيوني إلى آخر قطرة دم على أرض الشام الجريحة بمشاريع الصهيوتكفيري، ذو الفقار بين أحرفك يكمن الحزن، وعلى عهدك الممتدّ من ذاك العماد الشهيد سيكمل الركب. إنّها المقاومة التي تكبر بقادتها وهم أحياء، وتتشامخ بهم وهم شهداء. بشموخ شُيّع القائد الشهيد إلى جنة الخلد والنعيم، وعلى مقربة من ذاك الوداع كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الشهيد الذي حارت به «إسرائيل» والتكفيريّون، قائد في مسيرة تعطي الشهيد تلو الشهيد على خط الاستقامة والتحرير، لتبقى رايتها خفّاقة عالية ولو كره الكارهون صهاينة وتكفيريّون.

حزب الله الذي ينتظر انتهاء التحقيقات خلال ساعات، سيُعلن التفاصيل عمّا هو سبب الانفجار الكبير الذي ارتقى خلاله الشهيد، ومن هي الجهة المسؤولة لنبني على الشيء مقتضاه كما قال النائب العام، وحاضرون دائماً في المكان والزمان والأسلوب بما يحمي مشروع المقاومة حتى النصر.

«او تي في»

على حمّى البلديات أن تسكن لأنّ أحد الذين حموا البلد، أكمل اليوم أمس خياره، فصار ساكن الأبد. اليوم، يمكن لأصوات المقترعين أن تنتظر وأن تخفت، لأنّ الصوت اليوم للمقاومين … صوتُ شهادة لا يعلو عليها صوت، ولا يلمس طرفَها موت … مصطفى بدر الدين، المقاوم الذي واجه الاحتلال الصهيوني، ودحره عن أرضنا، والقائد الذي جابه الإرهاب التكفيري، وردّه عن حدودنا وعن قرانا وأهلنا. الرجل الذي لم يأمل لحظة بوسام ولم يفكر برتبة، ولا انتظر تكريماً. الرجل الذي نذر حياته للمقاومة، تسلّق اليوم أمس سلّم الشهادة حتى درجته العليا. مصطفى بدر الدين شهيد آخر يسقط قريباً منّا كي لا يسقطَ قريبٌ لنا، وكي لا نسقط نحن، وكي لا يسقط الوطن. مصطفى بدر الدين صار فوق الكلام، صار أعلى من الأقواس والحكام والأحكام. صارت شهادته أمنع من أيّ تطاول، وأحصن من أي تجنٍّ وأقدس من أيّ تدنيس، لكن استشهاده بالذات يترك في قلوبنا غصّة … هي غصة أن نكتشف كم أنّ بعضنا صار أسير الحقد الأعمى حتى التطاول على شهيد، وكم أنّ البعض فقد الحدّ الأدنى من الإنسانية حتى الذم الفاجر إزاء الدم الطاهر، وكم أنّ البعض يرفض أن نتوحد حتى حول الشهادة … ربما كي لا نتّحد من أجل الحياة. مع استشهاد بدر الدين، صوتنا الوحيد اليوم، أنْ كلُ الخلود للشهداء، وكل النصر للبنان، وكل الرحمة، لمن فقدوها في الموت … وفي الحياة … البداية، مع الشهيد مصطفى بدر الدين.

«الجديد»

وهذا الشهيد.. صِهرُ الشهيد.. خالُ الشهيد.. يسقطُ شهيداً في دمشق. سيفُ المقاومة وذو الفَقارِها الذي اصطفاهُ حزبُ الله قائداً برُتبةِ عِماد مُغنية تمكّن منه «عدوٌّ ما» فجاور العماد في النهايات كما في العائلات كما في الآلياتِ، وفي العاصمةِ نفسِها. مصطفى.. سامي.. الياس.. ذو الفَقار.. أسماءٌ لقائدٍ واحدٍ خَرَجَ مِنَ الهُويةِ إلى القَضية.. طاردتْه القراراتُ والأحكام، لكنّه اختارَ مكانَه وقرّر دمشقَ في وجهِ لاهاي. اغتيل الرجلُ الأولُ عسكرياً في صفوفِ المقاومة بعدما هَرِمت المحكمةُ الدَّوليةُ في البحثِ من دونِ القدرةِ على التحري، وبعدما بلغَت سنَّ اليأسِ في توجيهِ دليلٍ جديدٍ غيرِ الاتصالاتِ لاتّهامِ بدر الدين وآخرينَ باغتيالِ الرئيسِ الشهيد رفيق الحريري. مات الصِّهرُ السندُ غِيلةً، وعاشتِ المحكمةُ القاهرةُ غيرُ القادرةِ على بلوغِ طرَفِ الحقيقة. فمَن الذي سيجني ثمارَ الاغتيال؟ ففي سورية.. سورية من الإرهاب.. على أرضِها تكفيريّونَ وجواسيسُ آخرون قد يبيعونَ المعلومةَ بأرخصِ الأثمان، وعلى جَنوبِ هذا البلدِ غيرِ الآمنِ سواعدُ «إسرائيلَ» مِن جبهةِ النصرة يسيطرونَ أرضاً، و«إسرائيلُهم» تحلّقُ جواً.. فمَن القاتل؟ وأيُّ حقيقةٍ توصّلَ إليها حزبُ الله وسيعلنُها غداً اليوم كما أكّد نائبُ الأمينِ العامِّ الشيخ نعيم قاسم؟ فبياناتُ الحزبِ الأوليةُ لم تُشرْ إلى المسؤوليةِ المباشرة وغيرِ المباشرةِ للعدوِّ «الإسرائيلي»، لكنّ قاسم لم يستبعدْها ووَضعَ فرضيّتَها معَ الإرهابيينَ في خندقٍ واحد. تفرغَ الحزبُ أولاً للتشييعِ وتقبّلِ التعازي في حيِّ الأميركان من دونِ أن نعرفَ أيَّ دورٍ حتّى الساعةِ «لأركانِ الأميركان»، وماذا إذا كانَ سيظهرُ بعد سنواتٍ عميلٌ في السي آي إي يتلو على جماهيرِه السرَّ المدفون؟ شيّع جمهورُ المصطفى مُصطفاه.. وأعلنت الغبيري الحِدادَ على بطلِ الحيّ، فيما ظَهرتِ المحكمةُ الدّوليةُ على صورةِ بيانٍ مَيْتٍ بلا حَراك. أخذت علماً بالوفاةِ وقالت إنّها تنتظرُ صدورَ قرارٍ قضائيٍّ بذلك. ربما بقيةُ السطورِ لا تُكتبُ عادةً في بياناتٍ رسميةٍ للمحاكمِ الدّولية، غيرَ أنّ المستشارَ لدى فريقِ الدفاع عن حقوقِ ومصالحِ بدر الدين عمر نشابة يخرجُ للمرةِ الأولى عن حصار لاهاي، ويرى أنّ فشل الاغتيال المعنوي لبدر الدين عبر المحكمة الدولية هو سبب اللجوء إلى اغتياله مباشرة عبر قوى دولية صنعت المحكمة. لكن مهلاً .. ماذا لو صدقت روائع المستقبل من أنّ مصطفى بدر الدين لم يمت؟؟ وقبل أن يتورّط المستقبل أكثر في التحليل، ماذا لو ذهب إلى تحليل جيوبه ليدفع المئة دولار المنصوبة على أهل بيروت وما تزال في ذمّته.. وسلامٌ على المصطفى.

«ال بي سي»

مصطفى بدر الدين أو الياس صعب أو سامي عيسى أو ذو الفقار، بعد سمير القنطار وقبله جهاد عماد مغنية وقبلهم جميعاً عماد مغنية الحج رضوان، أربعة من قادة حزب الله تمّ اغتيالهم في سورية. الأخير مصطفى بدر الدين لم تتّضح ملابسات اغتياله ولا الجهة التي تقف وراء هذا الاغتيال، بدليل أنّ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تحدّث عن بعض الأعداء واعداً بأنّ تفاصيل عن التحقيق ستُعلن صبيحة غدٍ اليوم . هذه الضربة لحزب الله وازتها قضية الإجراءات الأميركية المالية بحق حزب الله، وفي هذا المجال تعقد جمعية المصارف في لبنان اجتماعاً طارئاً غداً اليوم السبت لبحث هذا التطور، وفي سياق غير بعيد، نقلت محطة الحرة أنّ السفير السابق جيفري فيلتمان سيتولّى مهمة متابعة تطبيق القرار 1559 بعدما قدّم تيري رود لارسن ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة استقالته. بعيداً من هذا الملف، ست وثلاثون ساعة تفصلنا عن منازلة جبل لبنان، حيث المعارك تمتدّ من جونية إلى دير القمر مروراً بالشويفات والدامور وغيره.

«ام تي في»

من جديد حزب الله في قلب الحدث، والحدث اليوم أمس في حدثين الأول أمنيّ ويتعلّق باغتيال القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين في دمشق،هذا التطور يحمل أبعاداً خطرة، ولا سيّما أنّ بدر الدين هو أحد المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

أمّا الحدث الثاني، فهجوم حزب الله على مصرف لبنان نتيجة التزام المصرف مندرجات القانون الأميركي ،علماً أنّ عدم الالتزام بهذا القانون يعرّض لبنان إلى عقوبات قاسية، ويزعزع أُسُس الاستقرار النقدي والاقتصادي.

سياسياً، الرئيس الفرنسي وجّه رسالة لافتة في الشكل والمضمون إلى البطريرك الراعي، جدّد فيها التزام فرنسا مساعدة لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية وبصورة سريعة.

انتخابياً، الحماوة بلغت ذروتها في جبل لبنان استعداداً إلى اليوم الانتخابي الطويل يوم الأحد .

توازياً، عاد موضوع الإنترنت ليفرض نفسه من جديد في ظل إصرار وزير الاتصالات بطرس حرب على الدفاع عن تجاوزات عبد المنعم يوسف، ما أوقع الوزير حرب في عدد من المغالطات.

«أن بي أن»

قائد جديد تقدّمه المقاومة شهيداً على مساحة الجهاد المفتوحة دفاعاً عن الوجود ضدّ الإرهاب «الإسرائيلي» والتكفيري، مصطفى بدر الدين عاد من سورية شهيداً ملتحفاً راية النصر كما قال بيان حزب الله، انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب القريب من مطار دمشق الدولي، ما أدّى لاغتيال بدر الدين وإصابة آخرين، لكن التحقيق متواصل لتحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، هل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي؟!

بالانتظار، ردّ المقاومة وزمانه ومكانه تحدّده قيادة المقاومة، وهي حدود ما تتطلّب المسيرة كما قال الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع الشهيد، اتّصالات معزّية تلقّاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أبرزها من الرئيس نبيه برّي.

في لبنان، ساعات فاصلة عن الانتخابات البلدية الثانية في جبل لبنان الأحد، التحالفات اختلطت ما بين العائلية والسياسية، وفشل التيار الوطني الحر والقوات في توحيد الجبهات الانتخابية لحسابات مناطقية تختلف بين مدينة وبلدة، ومن هنا تبرز الحدّة الديمقراطية من جونية عاصمة كسروان التي شمّر فيها العميد شامل روكز عن ساعديه، وإلى الحدث في بعبدا وما بينهما من متن تتصدّر فيه لوائح قوية يدعمها النائب ميشال المر.

من بين الاستحقاقات الداخلية أطلّ الرئيس الإيطالي في زيارة حظيت باستقبال رسمي واهتمام عين التينة والسراي الكبيرة، الاهتمام الدولي بلبنان قائم محوره ملف النازحين السوريين، والأمم المتحدة ذكّرت اللبنانيين اليوم أمس بالقرار 1559 بتغيير الناظر تيري رود لارسن وتكليف جديد هو جيفري فيلتمان، جيف خبره اللبنانيون سفيراً أميركياً وموظفاً أممياً، واليوم ناظراً للقرار الدولي قبل تعيين أصيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى