عباس: لتدويل القضية وإعادتها إلى الأمم المتحدة.. والاحتلال يُنكر وجود فلسطين

أحيّا الفلسطينيون أمس الذكرى الـ 68 للنكبة.. حيث أقيمت مسيرات وفعاليات في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة و داخل الأراضي المحتلة وكذلك في مدن ودول الشتات، في ظل تخاذل عربي بلغ حد الخيانة والتواطؤ مع الاحتلال الصهيوني.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكد مواصلة السعي إلى تدويل القضية الفلسطينية وإعادتها إلى الأمم المتحدة.

وفي كلمة له لمناسبة «ذكرى النكبة»، أمل عباس أن يتمخض عن هذه المساعي إطلاق عملية سياسية حقيقية تستند إلى حل الدولتين، ومبادرة التسوية العربية، وبلورة جدول زمني وآليات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وأشار رئيس السلطة إلى أن حكومة الاحتلال تقوم بكل ما من شأنه إنكار وجود فلسطين، وتدمير حل الدولتين، والاستمرار في سياسة الاستيطان والإعدام بدم بارد. كما أكد المضي في بذل المساعي لإنجاز المصالحة الوطنية وتنفيذ بنودها.

وفي وقت لاحق، التقى عباس أمس وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو خلال زيارته لفلسطين المحتلة. وأطلع وزير الخارجية الفرنسي رئيس السلطة على مبادرة فرنسية لعقد مؤتمر دولي في محاولة لإنعاش محادثات التسوية.

وشهدت مدينة بيت لحم مواجهات بعد خروج مسيرة العودة لإحياء الذكرى، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأطلقت صفارات الإنذار لمدة 68 ثانية عند الساعة الـ12 من ظهر أمس في مختلف مدن الضفة والقطاع إيذانا ببدء فعاليات ومراسم الإحياء.

وشهد قطاع غزة، مسيرات جماهيرية انطلقت من ساحة الجندي وسط المدينة إلى دوار أنصار، كما تنطلق مسيرات جماهيرية أخرى بعد صلاة الظهر باتجاه الحدود. كما شهدت محافظة طوباس والأغوار الشمالية، مسيرات حاشدة انطلقت من ميدان الشهداء حتى ميدان الدولة وسط مدينة طوباس.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، والرايات السوداء، واليافطات التي تؤكد حق العودة والتمسك بالثوابت الوطنية، فيما أطلقت صافرات الإنذار في أرجاء المحافظة.

وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي طالبتا بتفعيل الانتفاضة في الضفة المحتلة، وعلى حدود قطاع غزة التي أطلقها شبان فلسطينيون في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني. وفي بيان مشترك لهما دعت الحركتان كل الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع إلى «الانخراط في هذه الفعاليات، إحياء لذكرى النكبة وتفعيلاً للانتفاضة، وتعبيراً عن فشل كل المؤامرات لإجهاضها».

وتصدى شباناً فلسطينيين في الضفة الغربية للاحتلال قرب حاجز بيت ايل شمال رام الله، وقرب قبة راحيل في بيت لحم.

وقد عمدت قوات الاحتلال إلى اطلاق القنابل المسيلة باتجاه الفلسطينيين لتفريقهم خلال إحيائهم ذكرى النكبة الـ68، حيث نظموا فعالية «قطار العودة» في إشارة إلى تمسكهم بحق العودة.

وفي رسالة وجهها إلى مؤتمر «صوت واحد مع فلسطين» في طهران قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن «ما يجري في المسجد الأقصى يضع كل الدول الاسلامية أمام مسؤوليات جديدة».

وفي المناسبة ذاتها، أكد رئيس السلطة القضائية الايرانية صادق أملي لاريجاني أن «فلسطين هي معيار لخيانة زعماء دول في العالم الاسلامي»، على حدّ تعبيره.

واعتبر لاريجاني أن «أميركا وحلفاؤها يريدون من خلال الحروب في المنطقة التقليل من أهمية القضية الفلسطينية».

وفي مثل هذا اليوم اسس كيان الاحتلال الصهيوني باستجلاب ملايين اليهود من شتى انحاء العالم، فيما جرى تهجير شعبنا الفلسطيني بعد طرده قسراً من قُراه وبيوته.

وارتكب الاحتلال عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية، ودمر المدن الفلسطينية الرئيسة وحولها الى صهيونية. كما طرد معظم القبائل التي كانت تعيش في النقب، محاولاً طمس الهوية الفلسطينية، ومحو الأسماء الجغرافية العربية، وتبديلها بأخرى عبرية.

و«النكبة» هي مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء «عصابات صهيونية مسلحة» على أراض فلسطينية، أقاموا عليها يوم 14 أيار 1948 كيانهم المزعوم، وهجروا نحو 800 ألف فلسطيني من أراضيهم إلى بقاع مختلفة من أنحاء العالم، بحسب تقدير للأمم المتحدة كان قد صدر عام 1950.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى