العبادي: الصراعات السياسية صعّدت الإرهاب
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الخلافات والصراعات السياسية، أدت إلى التداعيات الأمنية الأخيرة في البلاد وعرقلت محاربة تنظيم «داعش».
ودعّا العبادي إلى الحوار بين الكتل السياسية للتوصل إلى حلول لما يمر به البلد، مستغربا من حالة الاتهامات المتبادلة بين بعض السياسيين مع التفجيرات الإرهابية التي شهدها عدد من مناطق بغداد وقبلها السماوة وديالى.
جاء ذلك خلال كلمة في ملتقى الحوار المشترك الذي عقد تحت شعار «الشباب أمل العراق» وضم عدداً كبيراً من الشباب من جميع المحافظات.
وقال العبادي إن القوات العراقية «تحارب وتقاتل عصابات إرهابية لا تؤمن بأي لغة للحوار، لأنها لا تملك فكرة تقنع الآخرين فيلجؤون للعنف والقتل لمن يخالفهم».
ولا تزال حكومة العبادي تعاني من حالة شلل منذ أسابيع بسبب معارضة الأحزاب لإجراء تغيير وزاري يهدف إلى محاربة الفساد.
وفي السياق متصل، أعلن «تحالف القوى العراقية» شروطه للمشاركة في الجلسة المشتركة المقبلة للبرلمان العراقي، مجدداً تمسكه ببقاءِ رئيس البرلمان سليم الجبوري في منصبه.
وأكدّ التحالف، الممثل لمعظم الكتل السنية في العراق، الحاجة إلى الخروج مما أسماه «الشلل الراهن» الذي أصاب العملية السياسية بشقيها البرلماني والحكومي وأن يبدأ ذلك بالعمل لتهيئة الظروف الملائمة كي يعقد مجلس النواب جلسة مشتركة برئاسته الحالية على أن تسبقها إجراءات ملموسة من قبل الحكومة تلتزم بالإصلاح.
على صعيد آخر، أجرى وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي خلال زيارته إلى بغداد، لقاءات منفصلة مع مسؤولين عراقيين ورؤساء كتل سياسية، في مقدتهم الرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري. وشدد معصوم، خلال اللقاء الذي جرى أول أمس، على ضرورة الاستفادة من خبرة إيران في المجالات الأمنية والمعلوماتية.
من جهته أبدى وزير الأمن الإيراني محمود علوي استعداد بلاده لتطوير تعاونها مع العراق في مجالات الأمن والتدريب والمعلومات.
ميدانياً، أدى هجوم انتحاري لتنظيم «داعش» على معمل غاز التاجي الحكومي في العاصمة العراقية بغداد إلى استشهاد 18 شخصاً وجرح الكثيرين، حسب مسؤولين عراقيين.
وقد انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل المعمل صباح أمس، على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة.
ودخل ستة مهاجمين يرتدون أحزمة ناسفة بعد الانفجار إلى المعمل واشتبكوا مع حراس الأمن، حسب المسؤولين.
وأسفر الهجوم أيضا عن انفجار خزانين للغاز، وهو ما أوقع ضحايا من العاملين في المعمل.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت أمس، إحباط محاولة هجوم إرهابي للسيطرة على معمل غاز التاجي شمالي بغداد، واستعادت القوات العراقية السيطرة بالكامل على المعمل بعد مقتل عناصر داعش الانتحاريين.
ويقع معمل غاز التاجي على بعد أقل من ألف متر عن بوابة بغداد الشمالية، ويزود العاصمة العراقية وعدداً من المدن القريبة باسطوانات الغاز.
وكانت مصادر في بغداد أفادت بأن القوات العراقية والحشد العشائري حررّت منطقة الربعي شمال بغداد، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها بعد تكبيد عناصر تنظيم داعش خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات.
وقالت كتائب «حزب الله» في العراق إنه تمّ استهداف مجموعة من عناصر داعش في عامرية الفلوجة كانت متجهة لتنفيذ هجمات في جرف النصر وكربلاء، حيث تمت متابعة المجموعة والقضاء عليها وضربها.
وفي وقت لاحق، أفيد بأن طائرات التحالف الأميركي دمرت ثلاثة صهاريج محملة بالنفط خلال مرورها بالقرب من قضاء البعاج غرب الموصل كانت متجهة إلى سوريا.
وكانت قيادة عمليات بغداد، أفادت بإحباط محاولة إرهابية للسيطرة على معمل غاز التاجي شمال العاصمة العراقية من قبل مجموعة إرهابية. وأشارت إلى أن الارهابيين قاموا بتفجير عجلة مفخخة يقودها انتحاري على بوابة المعمل، ومن ثم دخل ستة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة داخل المعمل، مما أدى إلى نشوب حريق فى ثلاثة خزانات.
وفي سياقٍ متصل، أعلن سيروان البرزاني مسؤول البيشمركة في محور كوير – مخمور أنّ «داعش» استخدم السلاح الكيماوي في قصف القوات الكردية، ما أسفر عن إصابة 14 مقاتلا.
وقال البرزاني: « الهجوم الأخير أسفر عن إصابة 14 مقاتلا من قواتنا»… ونقل المصابون إلى المستشفى، وحالتهم مستقرة، وتم الرد على داعش».
وكانت قيادات البيشمركة في محور الكوير – مخمور أعلنت في أيلول 2015، عن استخدام داعش السلاح الكيمياوي ضد البيشمركة لأول مرة، عبر توجيه 45 قذيفة كيماوية، ما أدى إلى إصابة بعض مقاتليها بحروق آنذاك.
يذكر أن فريقاً عسكرياً أميركياً فرنسياً حقق في استخدام مسلحي داعش للمواد الكيماوية، وأكدت بعد ذلك وزارة الدفاع الألمانية النبأ، وقالت إن «قوات البيشمركة تعرضت لهجوم بمادة الكلورين من قبل داعش».
وهاجم عناصر تنظيم داعش قوات البيشمركة في محور كوير بقضاء مخمور بالأسلحة الكيمياوية، الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل عسكري من البيشمركة وجرح 4 آخرين.
من جهتها ذكرت وزيرة خارجية السويد مارغو إليزابيث والستروم، أن بلادها تشعر بقلق كبير بعد سماع نبأ استخدام المواد الكيمياوية ضد البيشمركة، قائلة: «يجب أن تدان هذه الأعمال على الصعيد الدولي».
وكان تنظيم «داعش» الارهابي قد نفذ تفجيرات دموية راح ضحيتها العشرات الأربعاء الماضي في بغداد، وكان أكثرها دموية في مدينة الصدر التي تقع شرقي العاصمة أثناء فترة الازدحام الصباحي.