«الأبواب المفتوحة»… تظاهرة تحيي يوم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية

اختار القائمون على احتفالية يوم الرقص العالمي لهذه السنة، صالة تدريبات قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية، لإقامة تظاهرة «الأبواب المفتوحة»، ذاهبين نحو خيار استوحى من الكلمة التي كتبها رئيس مجلس الرقص العالمي آلِكس رافتيس منوّهاً بأهمية مدارس الرقص ومعاهده حول العالم.

تضمّنت الاحتفالية الدمشقية بيوم الرقص العالمي عرضاً كرنفالياً شمل فقرة بعنوان «مونوتون» من إشراف الفنانة حور ملص وأداء كلّ من أجيلا الدبس وأسامة هنيدي ومعتصم الجرماني، ليؤدّي بعدئذٍ كل من معروف ديوانة ورند شهدا لوحة رقص «سامبا»، تلتها فقرة بعنوان «دواء» قدّمها باقتدار جسديّ لافت كل من آنجيلا الدبس وأسامة هنيدي بإشراف الفنان نورس عثمان الذي ذهب نحو تعبيرية صادمة لعناقات وفراقات متواترة بين رجل وامرأة.

بعد ذلك، كانت فقرات عدّة لتدريس الرقص للجمهور الذي تفاعل مع إيعازات كل من نغم معلا وحور ملص ومحمد شباط ومعروف ديوانة، وذلك بعدما طلب الفنان معتز ملاطيه لي من الجمهور الانضمام إلى دروس الرقص في يومه حيث رحب عدد من الحاضرين بهذه الفكرة ليؤدّوا تمارين من رقص الباليه والرقص المعاصر ورقص الـ«هيب هوب» والصالونات «سالسا» وسط مناخ عال من التأثير والمرح والرغبة في تعلّم أبجديات الرقص وفنونه.

وقال الدكتور تامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية: لإيماننا بأن المسرح فنّ حميميّ وخاص، والرقص هو جزء من هذه الخصوصية والحميمية، تم اختيار قاعة تدريبات قسم الرقص في المعهد بدلاً من مسرحَي سعد الله ونوس وفواز الساجر كي يكون كل المتفرجين في لحظة ما مشاركين في احتفالية يوم الرقص العالمي.

وأضاف العربيد: تحمل التظاهرة عنوان «الأبواب المفتوحة» وتقام في قاعة مليئة بالمرايا كونها المكان الذي يعمل فيه متدرّبونا وراقصونا لفترات طويلة، حيث نعمل بين جدران هذه القاعة مع طلابنا على إبداع عروض وإنجاز تمارين ودروس في سنوات دراستهم. ولهذا جاء اختيار هذا المكان كي تكون الصالة والخشبة كلّاً متكاملاً، ولنعيش حالة من الرقص مع بعضنا.

بدوره، قال معتز ملاطيه لي رئيس قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية إن يوم الرقص العالمي تم الاحتفال به للمرة الأولى عالمياً عام 1983 في اليوم نفسه لتشكيل المجلس العالمي الأعلى للرقص. واحتفل بهذا اليوم للمرة الأولى في سورية عام 1994 ليتأسس بعدها قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1997، وليصير الاحتفال بهذا اليوم تقليداً لدينا، لا سيما في قسم الرقص. مبيّناً أن كلمة يوم الرقص هذه السنة لم تعط لأيّ مصمّم رقص في العالم ليقولها، بل قرّر المجلس العالمي كتابتها بنفسه ليعطي أهمية لمناهج التدريس الخاصة بالرقص لا العروض الراقصة.

وأوضح ملاطيه لي أنه من هنا جاءت فكرة إقامة التظاهرة في قاعة التدريبات في معهد الفنون المسرحية تحت عنوان «الأبواب المفتوحة»، وأيضاً كي نحقّق حلم عدد من الشباب والشابات الحضور.

بعدئذ، قرأ ملاطيه لي كلمة يوم الرقص العالمي لهذه السنة قال فيها: يركّز الإعلام على عروض الرقص لكنّه نادراً ما يهتم بظروف تعليم الرقص. ومن جهة ثانية يعدّ تعليم الرقص أكثر انتشاراً من العروض. فنسبة الطلاب الذين يتدرّبون في مدارس الرقص أكثر بعشر مرّات من الذين يرقصون على خشبة المسرح.

وتابع: تحاول منظمات في بعض البلدان التقليل من أعداد مدرّبي الرقص من خلال الضغط على حكوماتها لتوظيف المدرّبين الحاصلين على الشهادات فقط. لكننا نعتقد أن تدريب الرقص يجب أن يكون حرّاً من دون أيّ تقييد ويجب ألا يعطّل أيّ شيء أو أيّ شخص الفرد حقه في تدريب أو تعلم أو تأدية أيّ نوع من أنواع الفنّ، كما نلحّ على ألا تُقيّد الكفاءات عبر منعها من التدريس في دورات خاصة.

وأنهى رافتيس رسالته في يوم الرقص العالمي بالقول: الفنان المحترف يكون سعيداً بالاعتماد على موهبته ومعرفته وسمعته، لا على امتيازات تمنح له لإبعاد الآخرين عن منافسته ومضاهاته. فالفنّ معروف بأنه شامل وغير محصور على شخص بذاته، ولهذا خصّصنا يوم الرقص العالمي لحلقة الأبواب المفتوحة أمام تعليم الرقص.

يذكر أن احتفالية «الأبواب المفتوحة» من إنتاج وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية بإشراف الفنان معتز ملاطيه لي، وساهم فيها كل من الفنانين الأساتذة في المعهد تامر العربيد وعمار الحامض وميرال ديرأليكيان وطلال زند الحديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى