الرياضي والحكمة على عتبة النهائي

عوامل عدّة تضافرت، فحوّلت خسارة فريق هومنتمن من خسارة عادية إلى انهيار بكل ما للكلمة من معنى. فإضافةً إلى إصابة نورفال بيل التي تفاقمت من المباراة الثانية، جاء تسمّم نجم الهومنتمن أحمد إبراهيم ليزيد في الطين بلّة، ما أسفر عن مباراة من جانب واحد، ولا نبالغ في التوصيف إذا ما قلنا بأنّ الرياضي بدا وكأنّه يلعب لوحده على أرض الملعب، فسيطرته كانت واضحة في كل معالم المباراة وفتراتها، من التسجيل إلى التمرير إلى المتابعات، حتى أنّ لاعبيه لم يسمحوا لضيوفهم بالتفكير في العودة إلى المباراة، وللدلالة على مدى سيطرة أبناء المنارة على المجريات فقد عمد مدرّبهم سوبوتيش إلى إشراك كافة لاعبيه والكل سجل من كل الاتجاهات! وبهذا الفوز الساحق 98 ـ 72 أراد الرياضي مصالحة جماهيره بعد أن فاز الهومنتمن عليه بجدارة في المباراة الأولى في المنارة.

تقنيّاً، استطاع الرياضي أن يسيطر على كافة مجريات المباراة، وهكذا عادت السلسلة لمصلحة الرياضي، ما يعني أنّ المباراة المقبلة بعد غد الأربعاء في مزهر ستكون أكثر من حماسية، فهل باستطاعة أبناء جو مجاعص الانتفاض ومعادلة السلسلة أم أنّ الضربة القاسية ستكون قاضية؟

الحكمة يستعدّ للمتحد

وفي المباراة الثالثة، استدرك رجال المتحد الموقف، ففازوا بفارق سلّة واحدة ليضربوا موعداً جديداً مع «الأخضر» المتقدّم عليهم بنتيجة 2 ـ 1 ، ويمكن القول إنّ الحكماويّين فرّطوا بفوز كان بمتناولهم، وكان يمكنهم حسم السلسلة غداً الاثنين في غزير، لكن الرعونة الزائدة عند لاعبي فؤاد أبو شقرا وعودة ستوغلين إلى عاداته القديمة ساعدت لاعبي المتحد على خطف فوز كانوا بأمسّ الحاجة إليه. صحيح أنّ تيريل سجّل 31 نقطة، وفي نفس الوقت سدّد كل من بولدز ورستم وإيكيني مجتمعين 21 تسديدة بنسبة نجاح، مثل آخر أفرزته المباراة كان عدد التمريرات مقابل التيرن أوفير للحكمة، فلاعبو فؤاد أبو شقرا سجّلوا 10 تمريرات حاسمة مقابل 20 تيرن أوفير في وقت سجل «المتحدون» 19 تمريرة حاسمة مقابل 8 تيرن أوفير، وبالرغم من كل هذا بقيت المباراة متقاربة للنفس والثانية الأخيرة لتنتهي بنتيجة 78 ـ 76 لصالح المتّحد، وليفرض لاعبو إباز مشوار جديد على الجميع إلى طرابلس. البارحة كانت مباراة الورقة الأخيرة للطرابلسيين الذين لعبوا واستبسلوا بقيادة قائدهم شارل تابت الذي كان رجل المباراة فكان المثال لرفاقه، حيث لم يتوانَ أي لاعب من المتحد عن اللحاق بشارل وأخذ المثل منه. أخيراً وليس آخراً، ستتّجه الأنظار اليوم إلى غزير، فهل بمقدور المتحد تكرار فوزه ومعادلة الأرقام، أم سيستعيد الحكمة المبادرة ويفعلها في عقر دار مضيفه؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى