انتخابات حامية في جبل لبنان: كثافة اقتراع وتنافس حاد بين اللوائح والتحالفات

تراوحت الانتخابات البلدية والانتخابية في جبل لبنان بالحماوة إجمالاً حيث فاقت نسبة الاقتراع الخمسين في المئة في عدد كبير من المناطق، ولا سيما في جونية علماً أن رمزية المعركة في هذه المدينة تتصل بالاستحقاق الرئاسي ولا سيما بالنسبة لترشح النائب ميشال عون.

وكانت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية انطلقت عند الساعة السابعة من صباح أمس حيث فُتحت صناديق الاقتراع أمام الناخبين الذين بلغ عددهم 834768 ناخباً، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة لعناصر قوى الأمن الداخلي داخل الأقلام، وعناصر من الجيش اللبناني خارج أقلام الاقتراع وعلى الطرق العامة.

وأكّدت وزارة الداخلية، أنّ صناديق الاقتراع فُتحت في موعدها بجميع مراكز الاقتراع، وتوجّه ناخبات وناخبو محافظة جبل لبنان 834768 إلى 3217 صندوق اقتراع في أقضية بعبدا، جبيل، كسروان – الفتوح، عاليه، الشوف والمتن، لانتخاب 6790 مرشحاً، 7.26 منهم إناث. وعدد البلديات هو 325 فازت 45 منها بالتزكية.

وتابعت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية، التي يرأسها وزير الداخلية نهاد المشنوق، سير العملية الانتخابية التي تخلّلها بعض الحوادث قام الجيش بتطويقها وأعاد الهدوء.

بعبدا

وفيما سُجّلت مشاركة كثيفة في الانتخابات البلديّة في حارة حريك، سُجّل كذلك إقبال ناشط على مراكز الاقتراع في الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة. فيما فازت بلديات المريجة والشيّاح وتحويطة الغدير في قضاء بعبدا بالتزكية.

وفي الغبيري، انطلقت العملية الانتخابية بهدوء، حيث تنافست لائحتان هما لائحة «الوفاء والتنمية والإصلاح» المدعومة من حزب الله وحركة أمل والتيار والوطني الحر، والثانية لائحة «الغبيري للجميع».

وأكّد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب بلال فرحات بعد متابعته مجرى الانتخابات البلديّة في الثانوية الرسمية للبنات – الغبيري – روضة الشهيدين، أنّ «الأجواء ممتازة وسليمة وتنافسيّة وديمقراطية، يسودها جو من المحبة ولا توجد أيّة إشكالات أمنيّة مطلقاً».

وأكد المعاون السياسي لأمين عام حزب الله الحاج حسين الخليل في تصريح «أنّ لوائح التنمية والوفاء لديها منافسون سياسيون ولا أعداء لها سوى الإسرائيلي والتكفيري».

وأضاف: «لولا دماء القائد مصطفى بدر الدين والشهداء لما نعم لبنان بهذا الاستحقاق».

كذلك أوضح المرشّح للانتخابات البلدية في الغبيري عن لائحة «الغبيري للجميع» واصف الحركة، أنّ «الأجواء الانتخابية في المنطقة إيجابيّة، وإجراء الانتخابات هو أمر ديمقراطي»، متمنّياً أن تأخذ الانتخابات مجراها الإنمائي من أجل إنماء الغبيري. ورأى أنّ «حظوظ فوز لائحة الغبيري للجميع مرتبطة بالناخبين»، داعياً الجميع للنزول إلى صناديق الاقتراع.

ووافقه الرأي زميله في اللائحة المحامي أيمن فرحات، الذي رأى أنّ وضع الانتخابات في المنطقة إيجابيّ جداً، لافتاً إلى «أنّنا فرضنا انتخابات في الغبيري بعد أن كان التوجّه للتوافق على لائحة الأحزاب».

ووصلت نسبة الاقتراع في الغبيري إلى حوالى 35 في المئة.

وشهدت حارة حريك معركة خفيفة بين لائحة مكتملة للأحزاب تحمل اسم لائحة «الوفاء والتنمية والاصلاح»، وبين المرشح المنفرد زياد الدكاش.

ورأى أحد المندوبين عن «التيار الوطني الحر» في حارة حريك، أنّ «الناس اشتاقت للجو الانتخابي وللتصويت»، معتبراً أنّ «الضاحية قطعة منّا ونحن قطعة من الضاحية، وأثناء السلم والحرب وقبل تحالفنا مع حزب الله وأثناء تحالفنا معه نحن جزء من الضاحية».

وأكّد عضو تكتّل التغيير والإصلاح النائب آلان عون بعد اقتراعه فى مدرسة السان جورج في حارة حريك، «الأولوية في المحافظة على العيش المشترك التى تمتاز بها بلدة حارة حريك».

وبخلاف الحارة، شهدت برج البراجنة منافسة شديدة بين لائحة «الوفاء والتنمية والتحرير» مدعومة من الأحزاب مع لائحة رئيس البلديّة الأسبق جمال رحال، والتي تحمل اسم «القلب لبرج البراجنة».

ورأى المرشّح للانتخابات البلدية في برج البراجنة عن لائحة «الوفاء والتنمية والإصلاح» زهير حاطوم، أنّ «الوضع الانتخابي في البلدة إيجابيّ جداً»، مؤكّداً عدم حدوث أيّ إشكال أثناء العملية الانتخابية في برج البراجنة. وأوضح أنّ «الإقبال على الانتخابات جيد جداً، ولم تشهد برج البراجنة على إقبال شبيه في السابق»، وشدّد على أنّ «برج البراجنة لا تشهد معركة انتخابية، فالجميع هنا أهل واللائحتان تمثّلان الأهالي والأقرباء، وفي النهاية من يفوز سنقوم بتهنئته».

من جهته، أكّد جمال رحال أنّ «الانتخابات في برج البراجنة ممتازة جداً، وتشهد لائحتنا تفاعلاً كبيراً»، زميله في لائحته علي زين الدين أوضح «أنّنا وضعنا 20 بنداً تحمل أدنى مقوّمات العيش في برج البراجنة من نظافة للمنطقة وإنشاء أرصفة ومستوصف للبلدة، وتوظيف أهالي البلدة في البلدية»، مشدّداً على أنّ «الناس ترغب في هذا التغيير، وهي التي شجّعتنا لخوض الانتخابات».

بدوره، أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، أنّ «التقييم العام للانتخابات البلدية والاختيارية في برج البراجنة جيد جداً»، معتبراً أنّ انتخابات بلا تنافس لا قيمة لها.

وشدّد على أنّ «التنافس في الانتخابات مطلوب»، معتبراً أنّ «الضاحية أثبتت أنّها مساحة كبيرة للتعبير عن الرأي».

وفي الحدث، أقفلت صناديق الاقتراع على نسبة 50 ، حيث انتخب 6700 ناخب.

وتميّزت الانتخابات بكثافة الإقبال على أقلام الاقتراع، خصوصاً في مدرسة القلبين الأقدسين في الحدت الشمالي.

أمّا في بلدة الحازمية، فبلغت نسبة الاقتراع 56 ، وفي بلدة بعبدا، بلغت 38.37 ، واللويزة 48.5 ، والفياضية 51.6 ضمن أجواء مريحة وهادئة لم تُسجّل فيها أيّة حادثة تُذكر. وفي كفرشيما، بلغت نسبة الاقتراع 50 .

وأكّد النائب حكمت ديب، أنّه جاء اليوم لينتخب «لائحة تضامن شباب الحدت».

وعن المنافسة مع «القوات»، قال: «لقد سعينا إلى أقصى الحدود ليكون بيننا توافق، ولكن شاءت ظروفهم العائلية أن يذهبوا إلى اللائحة المنافسة».

عاليه

في قضاء عاليه، بلغت نسبة المقترعين 60 في المئة، وعدد المرشّحين للمجالس البلدية 1088 مرشحاً إضافة إلى 231 مختاراً. وفازت بالتزكية البلديات الآتية: بتاتر 15 عضواً ، الرجمة 9 أعضاء ، عين السيدة 9 أعضاء ، عين الرمانة 9 أعضاء ، حومال 9 أعضاء ، بخشتيه 9 أعضاء ، بحمدون البلدة 15 عضواً ، دفون 9 أعضاء ، سرحمول 9 أعضاء ، المنصورية وعين المرج 9 أعضاء ، دير قوبل 9 أعضاء .

وقد فاز بالتزكية المخاتير في بلدات عاليه، الحيّ الغربي، عاليه الحي القبلي، محطة بحمدون، شانيه، الرملية، بليبل، بطلون، البنية، رمحالا، دفون، حومال، رويسة النعمان، عين السيدة، جسر القاضي، بوزريده، عين تراز، سلفايا، دوير الرمان، عين الفرديس، جرمون، الرجمة، التعزانية، عبيه، بحواره، عين المرج، بتاتر، شملان، معصريتي، بخشتيه.

وقد شهدت صناديق الاقتراع، إقبالاً كثيفاً في بعض البلدات وعاديّاً في بلدات أخرى.

وأفادت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية، أنّ نسبة الاقتراع بلغت حتى الحادية عشرة 17 في المئة، لترتفع في الأولى إلى 23 في المئة وفي الثانية بعد الظهر إلى 30 في المئة، وفي الثالثة 38 في المئة، وفي الرابعة 42 في المئة، لترتفع في الخامسة إلى 45 في المئة، لتصل في السادسة إلى 50 في المئة وعند السابعة 60 في المئة.

وشهدت بلدات وقرى منطقة جرد عاليه على نسب مشاركة مرتفعة،

وجاءت النسب كما يلي: مجدلبعنا 54 ، شارون 65 ، عين داره 51 ، المشرفة 60 ، صوفر 49 ،الرملية 33 ،

بمهريه 50 ، اغميد 63 ، بدغان 60 ، العزونية 67 .

وشهدت مدينة الشويفات معركة انتخابية بين لائحتين، إحداهما مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي، والثانية من الحزب الديمقراطي اللبناني.

ولدى إدلائه بصوته، أكّد النائب طلال أرسلان أنّه حاول التوصل إلى توافق في المدينة ورفض خيار الأحزاب والمحاصصة السياسيّة في المجلس البلدي، مشدّداً على أنّه لجأ إلى خيار عائلات الشويفات.

الشوف

وانطلقت العملية الانتخابية بهدوء في منطقة الشوف، ولا سيّما في منطقة الشوف الأعلى، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة لناحية تنظيم وصول الناخبين وتوفير حرية المندوبين.

وشهدت بلدتا كترمايا وبرجا تنافساً حاداً بين لوائح الجماعة الاسلامية في مقابل تيار المستقبل.

وشهدت بلدة عماطور بداية حامية نسبياً بوجود لائحتين متنافستين، بعيداً من الحزبية والسياسة، لكنّها تدخل في التنافس «الجبي»، باعتبار أنّ الاتفاق قضى على تولّي عائلة أبو شقرا الرئاسة مداورة.

وفي بلدة نيحا، سادت أجواء انتخابية حامية مع تضامن عائلات مع لائحة بوجه عائلات تدعم اللائحة الثانية. في حين تمّ التنافس بشكل هادئ في عين قني، وحارة جندل، وباتر، وجباع، ومرستي، والخريبة، وبطمة.

أمّا في بلدة معاصر الشوف، فالتنافس الانتخابي ضمن العائلات المسيحيّة التي ستتولّى الرئاسة لثلاث سنوات، والنصف الثاني من الولاية للدروز، وقد اتّفق على المرشّح الدرزي بهذا الخصوص.

وفي بلدة بعذران، بدأت الحرارة الانتخابيّة ترتفع بوجود لائحتين متنافستين.

وفي دير القمر لم يرفع»التنافس التحدي» كما وصف نسبة الاقتراع حيث بلغت 38 في المئة، وسارت العملية الانتخابية سارت بأجواء هادئة وديمقراطية، ولم يسجل اي أشكال.

واعتبر نجل النائب دوري شمعون، كميل، بعد الادلاء بصوته أنهم «يخوضون معركة تحد ليس فقط ضد «التيار الوطني الحر» بل أيضا ضد أحزاب يفترض أن تكون حليفة للأحرار، أي القوات اللبنانية»، داعيا الشمعونيين إلى أن «يثبتوا انهم شمعونيون بالفعل وليس بالقول».

وأكّد رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهّاب بعد اقتراعه في مسقطه الجاهلية، أنّه «في الجاهلية لا انتخابات، بل تنافس ضمن البيت الواحد»، لافتاً إلى أنّه شارك في الاقتراع بناءً على ذلك. وقال: «لا أريد أن أميّز بين أحد وآخر».

ورأى أنّه «بالنسبة إلى الجبل الجو ممتاز»، منوّها بـ«الجهود الكبيرة للجيش وقوى الأمن الداخلي، والإجراءات الممتازة في كل القرى الشوفيّة لضبط الأمن، إضافة إلى «الروح الرياضية بين المتنافسين في كل القرى».

وشدّد على «ضرورة سنّ قانون عصري للانتخابات البلدية، إضافة إلى إجراء الانتخابات النيابيّة».

واعتبر أنّ «الأحزاب التي تدخّلت في الانتخابات ارتكبـت خطأ، وكان من المفترض أن يُفسح المجال للناس».

وكان وهّاب دعا أهالي الشويفات إلى أنّ «ينتخبوا ضدّ جعل الشويفات مكبّاً للنفايات، وضدّ ناهبي أموال البلدية، وأن ينتخبوا الذين سيحاسبون الذين نهبوا المليارات من بلدية الشويفات، وأن ينتخبوا التغيير لأنّ البلدية التي موازنتها عدّة مليارات خلال السنة يجب أن تستحق أفضل من التمثيل الذي يحاولون فرضه عليها».

وفي الدامور سارت العملية الانتخابية بهدوء. ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب إيلي عون بعد إدلائه بصوته في الدامور، أن «الحماوة الانتخابية التي شهدناها في الايام الماضية حطت رحالها في الدامور أمام أقلام الاقتراع بكل هدوء، وأهلنا في الدامور يمارسون دائما عملية انتخابية هادئة ديموقراطية تنافسية، ورهاننا عليهم اليوم لإتمام عملية انتخابية راقية كما عهدناهم، وبالنتيجة الجميع يتنافسون لمصلحة الدامور ولخدمتها مستقبلا».

وقد بلغت نسبة الاقتراع 50 في المئة.

كسروان

وخاض قضاء كسروان الاستحقاق البلدي بنجاح شابته إشكالات محدودة في ذوق مكايل وذوق مصبح استدعت تدخّل القوى الأمنية التي عملت على معالجة الوضع، في ظل إقبال كثيف على الاقتراع وصل إلى 58 في المئة حتى السادسة مساء.

وكان اليوم الانتخابي بدأ في بلدات وقرى جرود فتوح كسروان وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، وفُتحت صناديق الاقتراع عند السابعة صباحاً، وبدت حركة الإقبال على الاقتراع خجولة في الصباح الباكر.

وقد طغى الطابع العائلي على مختلف المعارك التي خاضتها البلدات، علماً أنّ ست بلدات من أصل سبعة في كسروان فازت بالتزكية في فتوح كسروان، وهي: جورة البلوط، بدران، النمورة وكفلا جريق، المعيصرة، شحتول، غدراس وحياطة.

وأكّد وزير العمل سجعان قزي بعد الإدلاء بصوته في المركز البلدي لبلدته العقيبة، أنّ اللائحة التي وضعها في صندوق الاقتراع لم يضعها «زيّ ما هيّ، لأنّ الديمقراطية هي التي يجب أن تسود في العمليات الانتخابية، والتي ظهرت في شكلها الصحيح في بلدة العقيبة».

وشدّد على «أهميّة أن تمارَس العملية الانتخابية لانتخاب رئيس جمهورية في أسرع ما يمكن».

واقترع عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر في مركز بلدية شننعير، وقال على الأثر: «لا معركة في شننعير، فالمعركة في جونيه ولها طابع سياسي وعائلي، ولكن السياسي هو الغالب، بخاصة بعدما دعم الجنرال ميشال عون لائحة جوان حبيش».

وقال ردّاً على سؤال: «إنّ زيارة الجنرال عون بالأمس لمركز لائحة كرامة جونيه ليست خوفاً من الفشل، بل لتأكيد النجاح».

أضاف: «الجميع يعرف واجباته الانتخابية والديمقراطية، ومعركة جونيه سيكون لنتائجها التأثير ليس على كسروان فحسب، بل على جبل لبنان بكامله، لأنّ الجنرال يمثّل الإصلاح والتغيير في وجه التقليديّين، وجونيه هي عاصمة الموارنة، لا بل المسيحيّين، وسيكون لها التأثير على آراء الآخرين».

وأعلن عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب يوسف خليل، أنّه سيمتنع عن الإدلاء بصوته في ميروبا، وقال: «كل المرشحين على لوائح الانتخاب هم بمثابة أخوة لنا ولا نفرّق بين شخص وآخر، ولمنع أيّة تأويلات تفسّر بأنّني كنت طرفاً مع أي فريق، وبالتالي أتمنى التوفيق للجميع في المجلس البلدي الجديد لخدمة أهل البلدة وإنمائها».

من جهته، أكّد عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب فريد الياس الخازن بعد الإدلاء بصوته في بلدة كفرذبيان، «أنّ الانتخابات النيابية ستحصل في العام المقبل». وقال: «هناك عمل جدّي في موضوع قانون الانتخابات. لم يكن هناك سبب أمني لعدم إجراء الانتخابات النيابية بل أسباب أخرى، ونتمنّى أن تحصل في أقرب وقت ممكن».

أضاف: «في جونيه المعركة طابعها سياسي، فهي مدينة كبيرة وتضمّ كل القوى السياسية، ولائحة جوان حبيش متماسكة ومدعومة من التيار الوطني الحر والكتائب اللبنانيّة، واللائحة الثانية هي امتداد للبلدية الحالية وفيها 7 أعضاء كانوا في البلدية الحالية، إضافةً إلى قوى سياسيّة متناقضة. وأعتقد أنّ البلدية المتناسقة يمكنها تحقيق نتيجة إنمائيّاً».

وقال الوزير السابق زياد بارود، بعد اقتراعه في بلدية جعيتا: «الانتخابات البلدية اليوم تشكّل محطة تنافس جميلة، وهي دليل عافية، وتبيّن لنا أهميّة النسبيّة في تخفيف التشنّج، وبالتالي يتمّ التعبير عن التنوّع بطريقة أفضل وتمثيل أكبر للجميع. ومن المهم أن يعبِّر الناخبون عن رأيهم بحرية من دون التعرّض للضغوط أو المال الانتخابي الموجود للأسف في الانتخابات البلديّة».

وكشف أنّه اقترع بورقة بيضاء.

وأكّد رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» نعمة أفرام بعد الإدلاء بصوته، أنّ «مساحة جونيه ليست صراعاً لمسافات بعيدة». وقال: «إنّنا أولاد جونيه، وتحرّكاتنا ليست ضدّ أحد. كلّنا نتحالف من أجل مصلحة جونيه لأنّها فوق كل اعتبار، حزب القوات يعقد اجتماعات في جونيه وأخذ قراراً تبنّاه الجميع. هناك أناس يحوّلون المعركة إلى معركة سياسيّة، وهناك محاولات مخابراتيّة لافتعال مشاكل بين الناس. كلّنا قلب واحد لنبرهن أنّ النيّة الطيّبة تجمع والأفكار الشريرة تبدّد، والخير سيربح».

بدوره، أشار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بعد اقتراعه في بلدته غوسطا، إلى «الأجواء الديمقراطية التي تسود العملية الانتخابية»، مشدّداً على ضرورة «استكمالها بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة وانتخابات نيابيّة وفق قانون عصري، وإخراج هذين الاستحقاقين من المأزق الذي بلغ حدّاً يُنذر بانفراط عقد الدولة، في غياب المرجع الصالح لضبط الانتظام العام في مؤسّساتها التي تشهد الآن تفكّكاً يُنبئ بما هو أسوأ».

وقد لوحظ غياب عامل التشطيب، واتّخاذ المعركة طابع «كسر عضم». ووقع إشكال في ذوق مكايل على خلفيّة توزيع لوائح انتخابيّة في الباحة الداخلية لمركز الاقتراع، وقد طلبت القوى الأمنية من المندوبين مغادرة الباحة. كما أوقف الجيش شخصين، إثر إشكال بين عناصره والمواطنين في ذوق مكايل.

كذلك، حصل إشكال خارج مركز الاقتراع في ذوق مصبح، بين مناصري اللائحتين المتنافستين. وتدخّلت القوى الأمنية وعملت على حل الخلاف.

وأوقف جهاز استقصاء جبل لبنان شابّاً من بلدة حارة صخر بتهمة الرشوة.

جبيل

وفي جبيل، تخلّل العملية الانتخابية عدد من الإشكالات أدّت إلى توقيف العملية الانتخابية مرحليّاً، وناهزت نسبة الاقتراع 56,5 .

الإشكال الأول حصل في أفقا تمّ أثره وقف الانتخابات لنصف ساعة، أمّا في ترتج، فقد كفّت وزارة الداخلية يد رئيس قلم الاقتراع في البلدة، واستُبدل برئيس قلم آخر لوجود لوائح انتخابية في جيبه، وقد أوقف وأُحيل إلى القضاء المختص للتحقيق معه. وقد استُؤنفت عملية الاقتراع بعد الاستبدال. وفي مشان، سقط 3 جرحى وتوقّفت عملية الانتخاب إثر إشكال على خلفيّة استقدام ناخبين من سورية.

وكانت صناديق الاقتراع افتُتحت عند السابعة صباحاً، أمام الناخبين الذين بلغ عددهم 80600 ناخباً لاختيار 34 مجلساً بلديّاً بعد فوز 5 مجالس بلدية بالتزكية في الفيدار وحصرايل وحجولا وقرطبا وعين الغويبة، وفوز 34 مختاراً بالتزكية.

وتوزّع الناخبون على 129 قلماً بلدياً و141 قلماً اختيارياً. ويبلغ عدد المرشّحين 808 مرشّحاً عن المقاعد البلديّة، أمّا عدد المرشحين لمركز مختار فبلغ 206 مرشّحاً، وعدد المرشحين لعضوية المجالس الاختيارية 197، وبذلك بلغ المجموع العام للمرشّحين في قضاء جبيل 1211 مرشّحاً.

بدأت حركة الاقتراع صباحاً خفيفة ومتفاوتة بين المراكز لترتفع مع ساعات النهار، وأعلنت «غرفة العمليات المركزية» في وزارة الداخلية والبلديات، أنّ نسبة الاقتراع بلغت في القضاء حتى الحادية عشرة قبل الظهر 21 ، وارتفعت عند الأولى إلى 28 ، لتصل في الثانية بعد الظهر إلى 40 وفي الثالثة 43 ، وعند الرابعة وصلت النسبة إلى 47 ، وعند الساعة الخامسة 55 ، وعند السادسة بلغت 56,5 .

النائب وليد الخوري الداعم للائحة «عمشيت بيتي» اقترع في ثانوية عمشيت، وقال إثر الاقتراع: «حاولنا أن تضمّ لائحتنا العائلات والأحزاب، وأن نجسّد التحالف المسيحي – المسيحي الذي حصل في الأشهر الماضية وخصوصاً لما لعمشيت من رمزيّة بالنسبة إلى قضاء جبيل ولبنان».

ونوّه بالإقبال على صناديق الاقتراع، واصفاً الجو بـ«الديمقراطي».

بدوره قال الوزير السابق ناظم الخوري، بعد اقتراعه في عمشيت: «لعمشيت تاريخ في الممارسة الديمقراطية، وهي كانت مرجعيّة على صعيد بلاد جبيل وعلى الصعيد الوطني، وهذا تجلّى في الانتخابات النيابيّة وتوّج بانتخاب الرئيس سليمان رئيساً للجمهورية».

وعن انعكاس التحالف المسيحي – المسيحي على عمشيت أجاب: «ليس لديّ مشكلة على الصعيد السياسي، ولكن لا يجوز أن يكون هناك أصحاب قرار حزبي على صناديق اقتراع في بلدة مثل عمشيت أو غيرها، فإذا كانت الانتخابات بلديّة لا أرى دوراً للأحزاب، أمّا دورهم على الصعيد الوطني وتمثيلهم لفئات المجتمع فلا أحد ينكره».

واعتبر الوزير السابق شربل نحّاس الدّاعم للمرشحة المنفردة كلود مرجي، في تصريح بعد تلاسن حصل مع أنصار لائحة «جبيل أحلى» أمام مركز ثانوية جبيل، أنّ «السّعي إلى فوز لوائح بالتزكية سواء في جبيل أو في مناطق أخرى كعاليه مثلاً، يأتي من خلال ضغوط شديدة وتهويل. والادّعاء أنّ الفوز بالتزكية يؤمّن للبلدية مبالغ مالية من الدولة هو كلام مغلوط كليّاً لا أساس له، والجرأة التي تحلّت بها كلود مرجي بالترشّح والثبات في مدينة جبيل يدل على أنّه لا يزال هناك أشخاص قادرون على مواجهة الادّعاءات ليثبتوا أنّ هناك إمكاناً لتحوّل ديمقراطي، وإعادة بناء دولة مدنيّة في هذا البلد».

وقال: «أنا هنا بصفتي مواطن لبناني ولي الحق أن أكون حيثما أريد، وكل كلام أنّنا سنستطيع معالجة حالة محليّة بانفصال عن كل ما يحصل حولنا في البلد يكون مضلّلاً للناس، ولا يضمن معالجة حقيقيّة لهمومهم الفعلية».

واقترع الحوّاط في الغرفة الرقم 3 في ثانوية جبيل الرسمية، وأكّد أنّ «جبيل ستبقى صورة حضارية للعالم وبعيدة كل البعد عن السياسة السوداء التي تعمّ لبنان»، متوقعاً أنّ «الاقبال على صناديق الاقتراع سيكون كبيراً».

واعتبر أنّ «ترشّح كلود مرجي منفردة هو حق ديمقراطي، وعلى أبناء جبيل اختيار المشروع الأنسب لهم ولمدينتهم».

بدوره، نوّه رئيس لائحة «عمشيت بيتي» الدكتور اأنطوان عيسى بعد اقتراعه في ثانوية عمشيت «بالجو الديمقراطي الذي يسود العملية الانتخابية في عمشيت»، آملاً أن «تفوز اللائحة بكامل أعضائها»، مؤكّداً «أهمية التحالف المسيحي – المسيحي الذي حصل بين القوات والتيار، وانعكاساته على الساحة المسيحية واللبنانية».

المتن

وأقفلت صناديق الاقتراع في المتن الشمالي على نسبة اقتراع بلغت 47,2 ، وبدأت عمليات الفرز في حضور مندوبي المرشّحين.

وقد جرت الانتخابات في أجواء هادئة وديمقراطية وسط إجراءات أمنيّة نفّذتها قوى الأمن الداخلي داخل أقلام الاقتراع وعناصر الجيش اللبناني خارجها، وعلى الطرق العامة.

وبلغ المجموع العام للمرشّحين على المقاعد البلدية في المتن الشمالي 1196، وعدد المرشحين لمركز مختار 301. وقد اختار الناخبون 41 مجلساً بلدياً بعد فوز 13 مجلساً بلدياً بالتزكية، وهم: المنصورية 10 أعضاء ، الجديدة 5 أعضاء ، برج حمود 21 عضواً ، الرابية 9 أعضاء ، ديك المحدي ودير طاميش 9أعضاء ، بتغرين 15 عضواً ، كفرتيه 9 أعضاء ، زرعون 9 أعضاء ، مجدل ترشيش 9 أعضاء ، الغابة 9 أعضاء ، برمانا 15 عضواً ومار شعيا – المزكة 9 أعضاء والدكوانة 15 عضواً .

وشهدت منطقة ساحل المتن منافسة عائليّة كبيرة. ففي جل الديب جرى تنافس عائلي بين لائحتين، رغم وجود دعم سياسي لكل لائحة، فالأولى مدعومة من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» والحزب «السوري القومي الاجتماعي» ويرأسها أندريه أبو جودة، والثانية مدعومة من النائب ميشال المر ويرأسها ريمون عطية.

كذلك في سن الفيل تنافست لائحتين، الأولى يترأّسها جوزيف شاغوري ومدعومة من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والعائلات إضافة إلى دعم من حزب الطاشناك والمقترعين الشيعة، والثانية يرأسها نبيل كحالة مدعومة من حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب ميشال المر.

وفي أنطلياس، تنافست لائحة مدعومة من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب والطاشناق يترأّسها إيلي صافي، ولائحة يترأّسها إيلي أبو جودة ويدعمه النائب ميشال المر والعائلات.

أمّا جبلاً، فلم تخلُ بعض البلدات من معارك انتخابية.

وقال الرئيس أمين الجميّل، الذي أدلى بصوته في ثانوية بكفيا الرسمية، «إنّ الشعب اللبناني مشتاق للممارسة الديمقراطية التي تعكسها الانتخابات، والتي يتمسّك بها الشعب اللبناني»، متمنّياً لو أنّ هذه الانتخابات تكون حافزاً للجميع لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثمّ مجلس نيابي».

واعتبر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، بعد إدلائه بصوته في ضهور الشوير، «أنّ المعركة إنمائيّة و يجب ألّا تكون سياسية، خصوصاً في القرى والبلدات». وقال: «عندما نذهب إلى المدن الكبيرة، فالوضع يختلف هناك، أمّا هنا في القرى فجميعنا نعمل كفريق واحد لإنماء هذه البلدة. واليوم أنا اشارك كابن هذه البلدة الشوير، ومواطن مثل كل أبناء الشوير وعين السنديانة».

وقال بو صعب: «أدعم اللائحة التي أرى فيها تكملة لمسيرة الإنماء التي بدأت في ضهور الشوير منذ حوالى ست سنوات، اللائحة التي أجد فيها كفاءات وكل سبل النجاح، لناحية الأشخاص الموجودين والالتزام بالعمل والإنماء والقدرة على تنفيذ المشاريع التي يعدون بها»، مشيراً إلى أنّ «رئيس البلدية الأستاذ إيلي أديب صوايا المرشّح لرئاسة البلدية من الناس ومعظم الموجودين، أنعم الله عليهم، لا يريدون سوى تقديم الخدمة لبلدتهم. هذا الأمر ذكّرني بنفسي عندما كنت أعمل بهذه العقلية، لا يريدون شيئاً من أحد ولا من بلدتهم، فقط يأتون ليقدّموا الخدمات لبلدتهم، وأعتقد أنّه يجب اعتماد ذلك في كل القرى والبلدات والمناطق اللبنانية».

وعمّا قيل عن خلافات داخل اللائحة الواحدة التي يدعمها وانقسام الحزب السوري القومي الاجتماعي بين اللائحتين، قال بو صعب: «لا أرى أنّ هناك خلافات حزبية، ومعروف أنّ ضهور الشوير عندها خصوصية وهي معقل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهي بلدة الزعيم أنطون سعاده، والجميع متّفقون على هذا الأمر، إنّما أيضاً الجميع متّفقون على أنّ البلدية ليست للأحزاب ولا للسياسيّين».

وتابع: «اتفقنا أن يكون العمل البلدي إنمائيّاً لصالح أهل البلدة، أيّاً كان الحزب الذي ينتمون إليه، وبالتالي يمكننا أن نتوحد في مجلس بلدي بعيداً من السياسة، إنّما متوافق عليه من قبل عدد من الأحزاب الذين اقتنعوا بهذه الفكرة. والحزب «القومي» اتّخذ قراره ومقتنع به ويدعم هذه اللائحة، فهو سعى في البداية للوفاق وفي النهاية وجد أنّ الوفاق تحقّق بنسة 80 و85 في المئة، وارتضينا أن نمشي بهذا الوفاق على هذا الأساس، و«التيار الوطني الحر» اتّخذ قراره الواضح بالوقوف إلى جانب هذه اللائحة. أعود وأؤكّد أنّ هذه اللائحة لأبناء الشوير، لخدمة الشوير، من كل الأفرقاء ومن كل الأحزاب».

وأكّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، بعد الإدلاء بصوته في ثانوية بكفيا الرسمية، «أنّ الحزب لا يخوض معركة سياسية من خلال الانتخابات البلدية»، وقال: «بالنسبة لنا هذه انتخابات إنمائيّة محليّة، وأهالي كل مدينة وقرية أدرى بشؤونها من الأحزاب التي لا يمكن أن تفرض على الأهالي ما يجب فعله».

وأكّد أمين سر تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، «أنّ العملية الانتخابية في ساحل المتن الشمالي تسير بشكل جيد، لكن نسبة الاقتراع لا تزال منخفضة»، داعياً «المتنيّين إلى عدم التلكّؤ عن القيام بواجبهم الديمقراطي والتعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، لتكريس الخيار الحر الديمقراطي».

أمّا عضو «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا فقد أعلن، بعد اقتراعه في ثانوية جل الديب، دعمه للائحة «لغد أفضل» برئاسة ريمون عطية المدعومة من النائب ميشال المر والكتائب في مواجهة لائحة «كلنا سوا» برئاسة أندريه زرد زرد، وهي مدعومة من «التيار» و«القوات» و«الطاشناق» و«القومي»، معتبراً أنّه «لا يغرّد خارج سربه ولا يخالف قرار قيادة «التيار الحر»، ومشدّداً على أنّ «التيار لم يتّخذ قراراً في جل الديب بأن يكون إلى جانب أحد، وأنّ وجود أحد أعضاء هيئة القضاء في التيار في إحدى اللائحتين لا يعني بالضرورة تبنّي القيادة للائحة».

وأكّدت قائمقام المتن مارلين الحداد، «أنّ الانتخابات تسير في أجواء طبيعية من الناحية الإدارية، حيث يُصار إلى تذليل كل المشاكل الطارئة بالتنسيق مع المحافظ فؤاد فليفل ووزارة الداخلية، على أن يتمّ التقييم النهائي بعد انتهاء اليوم الانتخابي».

من جهته، جال النائب ميشال المر، في مركز الاقتراع في ضبيه، يرافقه رئيس وأعضاء لائحة «اهل المحبة». وزار غرف أقلام الاقتراع من دون الإدلاء بأيّ تصريح. كما جال على أقلام الاقتراع في أنطلياس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى