«الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية»… جهود لإسعاد كلّ مهمّش
رانيا مشوّح
الجميلة دوماً والمبدعة أبداً، عاصمة التاريخ، أمّ الحضارات، عاشقة الفنّ، صاحبة الإحساس الشغوف، دمشق المدينة المبدعة، التي يحتفي بها أبناؤها في كلّ شبر من الوطن السوري، احتفت بهم وكرّمت أبناءها العاملين على راحتها وبقائها.
ضمن فعاليات ترشيح دمشق كمدينة مبدعة، أقامت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية مؤخّراً، حفلاً تكريمياً بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية ريما قادري، وذلك في دار الأسد للثقافة والعلوم على خشبة مسرح الدراما. وتضمّن الحفل تكريماً لمتطوّعي الجمعية، وعروضاً موسيقية وغنائية ولوحات راقصة .
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية ريما قادري في كلمتها على الدور الفاعل للجمعيات الأهلية في تنمية الطاقات والمساهمة في تعزيز قوة الوطن بما يجعل الجهود رديفاً لتضحيات الجيش العربي السوري على الأرض. مشدّدةً على تجاوز سورية آثار الحرب بصمود أبنائها واتحادهم وحكمة قائدها.
وأشارت قادري إلى أن خدمة المجتمع وتطويره وتنميته هدف مشترك بين الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية والوزارة بما يساهم في ردم الفجوات والتخلص من الآثار التي افرزتها ظروف الحرب كما في معهد إصلاح الأحداث بأسلوب علمي ينعكس بالخير على بناء الحدث ومتابعته الحياة بطريقة أكثر انسجاماً.
عن أعمال الجمعية، صرّح روي موصللي المدير التنفيذي للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية خلال الحفل وقال: نحن نعتزّ بحضور الوزيرة قادري وبحضور الجميع، لأنهم شركاء وأصدقاء. والشكر الأكبر لأعضاء الجمعية الذين يقدّمون عملاً دؤوباً في المحافظات السورية كافة. وأضاف: على الهامش وفي الصميم، هذا شعار جمعيتنا. فنحن بحاجة لأن نكون مع الأشخاص المهمّشين. وكجمعية، نحن منذ أكثر من سنة اختبرنا إحساس أن نكون على الهامش، ووُضعنا في مكان ليس موضعنا، ولكننا لم نفقد الشغف وحبّ العمل والعطاء والاندفاع في عملنا ولم تُحدّ عزيمتنا بل زدنا عزيمة. ونشكر الوزيرة وطاقم الوزارة على وقفتهم معنا حتى استطعنا سوياً أن نخدم الأشخاص في المجتمع المحلي. لدينا فعاليات كبيرة فعالية عيد الأمّ في بانياس وفي معهد خالد ابن الوليد للأحداث، ماراتون الرياضة للمحبة والسلام في مصياف، مسير السلام للدراجات في حمص . وفي السنتين الماضيتين، عملنا في تسع محافظات، وعدد المستفيدين كان 270 ألف مستفيد، وكل مستفيد يحصل على أكثر من خدمة على رغم الضائقة التي مرّت بها الجمعية.
كما تحدّثت ريتا زابيطة نائب المدير التنفيذي في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية لـ«البناء» عن الفعالية قائلة: شعارنا ورسالتنا «على الهامش وفي الصميم»، ونحن نتوجّه إلى ذوي الاحتياجات الإضافية والأشخاص المهمّشين من الناحية التعليمية والمتسرّبين، وإلى الأحداث والمنفصلين عن ذويهم بفعل الحرب، وإلى العائلات المتفرّقة والنساء. تسلّط الفعالية الضوء على نشاطات الجمعية وهي تكريم في الوقت ذاته للمتطوّعين في الجمعية الذين نراهم على العمود الفقري، إذ لولاهم لم يكن شيء ليكتمل، أو لبناء أن يُعمَّر. هم الجنود المجهولون بالنسبة إلينا وحتى لو أنهم وراء الكواليس، إلا أنهم العصب الأساس والشجرة الأساس التي تحمل.
وأضافت: دمشق دائما ً مدينة مبدعة من سابق الظروف والأزمات وليست أزمة جديدة التي تمر علينا في التاريخ. وفي هذه الحرب حصراً نريد إثبات أننا شعب قويّ ومهما حصل ستبقى دمشق مدينة مبدعة .
بدورها، قالت ديمة حانون موظفة في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وإحدى منظّمات الفعالية: اخترنا أن تكون الفعالية ضمن فعاليات دمشق مدينة مبدعة لأننا مؤمنين وواثقين أنّ دمشق مدينة مبدعة. ونحن لدينا إيمان بدمشق وما أنتجته وما سيخرج منها لاحقاً وهي أمّ الثقافة. نظّمنا هذه الفعالية تحت اسم «مشوار تمكين» لنتمكن من إيصال هدف ما وتمكين كل شخص. والفعالية تتحدّث عن دورنا كجمعية، وسيتم التعريف عن الجمعية من حيث الدور والخدمات والخبرات والبرامج التي تنفّذها. وأحببنا أن نوصل صوتنا إلى كل مكان .
فيما تحدّث لـ«البناء» عن دور المتطوّعين في الجمعية آراس خلف، طالب هندسة مدنية سنة خامسة، وأحد المتطوّعين في الجمعية وقال: نحن نحاول أن نسلّط الضوء على المتطوّعين والخبرات التي نمثل فيها الجمعية. كما أننا نحاول تقديم المساعدة بأيّ شكل من الأشكال، ولا يشترط في التطوّع أن تكون لديك خبرة معينة بشيء، إنما أيّ مساعدة تستطيع تقديمها فهي تمكّنك من الانضمام إلى فريق التطوّع في الجمعية. وكلّنا نحاول نشر الخير قدر استطاعتنا وأكثر. تأتي اليوم هذه الفعالية لإخراج المواهب الموجودة بين المتطوّعين والموظفين ولنوجّه رسالة أننا موجودون ونساعد، وليرى الشباب الآخرون أيضاً أنه بإمكانهم أن ينضمّوا إلينا ليساعدوا معنا يداً بيدٍ.