تقرير
نشرت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» الروسية تقريراً جاء فيه: يوم أمس الاثنين 16 أيار، تكون قد مرّت 107 سنوات على ميلاد الزعيم السوفياتي الراحل ليونيد بريجنيف الذي تولّى دفة الحكم في تلك الدولة العظمى حوالى عقدين من الزمن.
وبهذه المناسبة سيتم من جديد تعليق لوحة برونزية تذكارية على جدار البناية حيث كان يسكن في موسكو. ومن المعروف أنه تم نزع هذه اللوحة من على المبنى المذكور عام 1991 وبيعت ونقلت إلى ألمانيا.
ولد بريجنيف في عام 1906 وتوفي عام 1982. وحكم الاتحاد السوفياتي منذ بداية ستينات القرن الماضي إلى بداية ثمانياته.
عانى بريجنيف من مشاكل في القلب ويقال أنه أصيب بجلطة دماغية في تشرين الثاني عام 1972 وكانت لها عواقب خطيرة بالنسبة إليه. وفي عام 1976 تكررت الجلطة ولحقها الموت السريري ولكن الأطباء تمكّنوا من «سحبه من العالم الآخر» وعاد إلى الحياة والعمل من جديد.
وفي السنوات الأخيرة من عمره اشتد المرض وتدهور وضعه العام وظهرت لديه صعوبة الحركة والحديث ويقال إنه حاول الاستقالة عدة مرات ولكن الحاشية المحيطة به كانت ترفض ذلك.
ويقول الجنرال أوليغ ستورونوف الذي أشرف على حراسة الدار الريفية لعائلة بريجنيف في الفترة من 1974 إلى 1982، إنه كان مطلعاً على الكثير من التفاصيل الخفية لحياة السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي. ونوه الجنرال بأن بريجنيف أخذ في السنوات الأخيرة من حياته يفكر في اختيار خليفة له، وفي نهاية المطاف استقر اختياره على فلاديمير شيربيتسكي الذي كان يشغل في تلك الفترة منصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي في أوكرانيا في الفترة من 1972 إلى 1989. وبرّر بريجنيف أمام المقرّبين منه هذا الاختيار بأن عمر فلاديمير 64 سنة في تلك الفترة وهو بوضع صحي جيد ويملك خبرة في مجال العمل التنظيمي الاقتصادي التطبيقي.
ويؤكد الجنرال أن بريجنيف أبلغ شيربيتسكي بهذه النوايا لأنه كان يثق به كثيراً وينصت إلى نصائحه، على سبيل المثال لا الحصر، كان هو بالذات من نصح بريجنيف بتعيين يوري أندروبوف في منصب رئيس لجنة الأمن الحكومي الاستخبارات السوفياتية .
وقال فكتور غريشين عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي في زمن بريجنيف ورئيس المنظمة الحزبية لمدينة موسكو في تلك الفترة، إنه وبعد انتخاب يوري أندروبوف كسكرتير للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي تم تعيين في منصب رئيس الاستخبارات السوفياتية كي جي بي ف. فيودرتشوك الذي كان يشغل منصب رئيس مديرية الاستخبارات السوفياتية في أوكرانيا وكان هذا التعيين بترشيح من فلاديمير شيربيتسكي.
ولكن في أيار 1982 تم نقل أندروبوف من الاستخبارات إلى اللجنة المركزية للحزب بعد وفاة سكرتير اللجنة المركزية سوسلوف. ويرى المراقبون أن ذلك كان الخطوة الأولى لكي يشغل أندروبوف منصب زعيم الحزب بعد وفاة بريجنيف لأن الانتقال من الاستخبارات إلى زعامة الدولة بشكل مباشر كان غير ممكن من وجهة النظر السياسية. وبقي شيربيتسكي في منصبه في أوكرانيا.
وبعد وفاة أندروبوف وتولي غورباتشوف قيادة الدولة في 1985، بدأت عملية تغيير الكوادر العليا القديمة. وتعرّض شيربيتسكي للانتقاد الحاد بعد كارثة محطة تشيرنوبل الكهروذرية واتّهم بأنه حاول إخفاء حجم الكارثة. وفي أيلول عام 1989 أبعده غورباتشوف عن السلطة في أوكرانيا.