عرسال تلملم أشلاءها وتحصي خسائرها والجيش أحكم السيطرة على كل المواقع المحيطة
أحكم الجيش سيطرته على كلّ المواقع المحيطة ببلدة عرسال بعد انتشار قواته في مواقع استراتيجية عدة للتصدّي لأي مغامرة قد يقدم عليها الإرهابيون. وشملت عملية الانتشار وادي الحصن ووادي حميد ووادي عطا لجهة الشرق، وفي محلة رأس السرج وقرب مستوصف الحريري عند مدخل البلدة الغربي، وفي محلة المصيدة شمال عرسال، إضافة إلى مراكز في وادي الرعيان وسرج حسان جنوب البلدة.
وسيّر الجيش دوريات مؤللة داخل البلدة واستحدث حواجز ثابتة ومتنقلة للحفاظ على الأمن، وأبدى المواطنون ارتياحهم لوجود الجيش في بلدتهم وانسحاب المسلحين منها.
وبعد انجلاء غبار المعركة، بدأ أهالي عرسال إحصاء الخسائر، فتبين مقتل 16 من أبنائها بعضهم استشهدوا دفاعاً عن فصيلة الدرك والمواقع العسكرية، على يد المسلحين، إضافة إلى حوالى مئة جريح معظم إصاباتهم طفيفة تلقوا العلاج في المستوصف الميداني وعادوا إلى بيوتهم، والقليل منهم استدعت حالته الانتقال إلى مستشفيات البقاع لمتابعة العلاج، أما الخراب في المباني والممتلكات فقد تركز في الناحية الشمالية الغربية في محلة رأس السرج ومحيط مسجد أبو إسماعيل. كما رصدت حوالى 500 خيمة محترقة بالكامل في مخيمات النازحين السوريين، وسلمت المخيمات التي لم تطلق منها النيران باتجاه مواقع الجيش أو التي تجنب المسلحون دخولها، ربما لوجود عائلاتهم فيها. وقد توزع عدد كبير من النازحين السوريين وعائلاتهم على مدارس ومساجد البلدة، كما استمرّ انقطاع التيار الكهربائي في البلدة بانتظار وصول وفد من الهيئة العليا للإغاثة برئاسة اللواء محمد خير لمسح الأضرار والتعويض عن المتضررين اعتباراً من اليوم.
وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري أنه قدّم من ماله الخاص مبلغ 15 مليون دولار لإعادة إعمار عرسال.
مصير العسكريين المخطوفين
ونعت قيادة الجيش الجندي أول عبد الحميد نوح الذي استشهد أول من أمس متأثراً بجروح أصيب بها في خلال الاشتباكات التي خاضها الجيش ضدّ المجموعات الإرهابية في منطقة عرسال. وعثر عصر أمس على جثة جندي في الجيش كان قد استشهد في بداية المعارك في منطقة الحصن، فيما بقي مصير العسكريين المخطوفين من الجيش وقوى الأمن مجهولاً. وعلم أنّ هذا الأمر مرهون بما ستسفر عنه مساعي هيئة العلماء المسلمين في تواصلها مع مشايخ سوريين من النازحين إلى عرسال. وأفيد أنّ وفدا منهم توجه إلى المنطقة الجردية للقاء المسلحين الخاطفين ونقل مطالبهم.
وأوضحت مصادر المؤسسة العسكرية لقناة المنار «أنّ المؤسسة العسكرية لم تصلها أي معلومات عن مصير أبنائها، وأنها غير معنية بالتفاوض، وهي غير مطلعة على ما يقوم به مشايخ التفاوض، مشدّدة على أنّ تنفيذ أي شروط لن يقع على عاتقها».
وفي السياق، أشار الشيخ مصطفى الحجيري أبو طاقية إلى «أنه كان موجوداً في كلّ جولات المفاوضات التي حصلت ولكن بعد خروج المسلحين إلى جرود عرسال انقطعت الاتصالات بهم».
وعلى خط مواز، نفّذ أهالي العسكريين في الجيش وقوى الأمن الداخلي المخطوفين اعتصاماً على الطريق الدولي عند تحويرة دورس – البقاع قطعوا فيه الطريق في الاتجاهين لمدة نصف ساعة، ورددوا شعارات مؤيدة للجيش «بدنا ولادنا إسلام سنّة ومسيحية، بدنا ياهن كلهم» ورفعوا الأعلام اللبنانية. ودعوا إلى اعتصام ينفذ في الثانية من بعد ظهر اليوم أمام مركز تعاضد الجيش في رياق.
وليل أمس عبر 1090 نازحاً سورياً عبر نقطة المصنع الحدودية إلى الأراضي السورية.
دعم الجيش
وتواصلت المواقف المؤيدة للجيش والمحذّرة من تمدد المجموعات الإرهابية في لبنان.
وأكدت فاعليات مدينة زحلة في بيان بعد اجتماعها في مقرّ الكتلة الشعبية بدعوة من رئيسها الياس سكاف، «الدعم الكامل والشامل واللامحدود للجيش اللبناني، ولكلّ القرارات التي تحافظ على معنوياته وكرامته وهيبة الدولة، ودعم كلّ القوى الأمنية في تصديها ومحاربتها للإرهاب بكلّ أشكاله وأنواعه»، داعية إلى «تزويدها بكلّ ما تحتاجه من أسلحة ومعدّات وتجهيزات كي تقوم بدورها دفاعاً عن أرض الوطن». وشكرت «كلّ الدول التي ساهمت وتساهم في تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية»، آملة أن «تترجم الهبات التي أُعلن عن تقديمها بأسرع وقت ممكن».
نواب بعلبك الهرمل
وتوقف تكتل «نواب بعلبك الهرمل» بعد «اجتماعه الدوري أول من أمس عند «ما يتعرض له الجيش والقوى الأمنية ومعهم أهلنا في عرسال المخطوفة وقد أصبحوا رهينة العصابات التكفيرية»، منبهاً من «أننا أمام أيام حاسمة من تاريخ وطننا وأمتنا، لا مجال فيها لغير الصدق ورصّ الصفوف في مواجهة الأخطار التي تهدّد الجميع».
نواب طرابلس
وعقد في منزل النائب محمد كبارة اجتماع ضم نواب طرابلس أول من أمس، وتوقفوا عند «أحداث عرسال والإنجاز الذي تحقق من خلال قرار حكومي واضح وجريء بأن لا مهادنة مع الارهاب». ورأوا «في العمل العسكري الذي تولاه الجيش اللبناني ونفذه بالحزم المطلوب والحكمة اللازمة عملاً بطولياً أدى إلى استعادة عرسال إلى قلب الوطن وإنقاذها من الفتن».
وتوقف نواب طرابلس «عند الخلل الأمني الذي حدث في طرابلس أثناء انشغال الجيش في عرسال»، مؤكدين «أن لا عودة عن الخطة الأمنية في طرابلس ويجب استكمال تنفيذها بالكامل».
من جهته، أوضح النائب أحمد فتفت «أنّ ما قامت به هيئة العلماء المسلمين في عرسال كان في إطار مهمة رسمية بتكليف من وزير الداخلية كونها قادرة على التواصل مع المسلحين هناك»، داعياً إلى «إجراء تحقيق في أسباب سقوط مراكز الجيش بتلك السرعة على رغم كلّ المعلومات المسربة عن شيء ما يحضر لعرسال».
فاعليات عرسال
وأكدت فاعليات بلدة عرسال وقوفها إلى جانب الجيش والقوى الأمنية. ودعت إلى «إعادة ترتيب مخيمات النازحين السوريين على أن تكون خارج نطاق بيوت أهالي عرسال، وأن تتمركز قوى الجيش داخل عرسال وخارجها وأن تعمل بمؤازرة أهل عرسال وبلديتها على منع أي مظهر مسلح وقمعه بالقوة».