غزّة… عنوانٌ للتضامن من سدني إلى البرازيل إلى صور
افرحي يا غزّة العزّة، فإنّ مقاومتك حققت انتصارين مؤزرين. يتمثل الأول في كسر شوكة العدو الصهيوني الذي لطالما تباهى بقوّته وجبروته، والثاني بإيقاظ العالم الذي كان يغرق في سباتٍ مدقع، لينتفض ويقول كلمته في وجه الغطرسة الأميركية.
افرحي يا غزّة، فإنّ العالم كلّه معك، من لبنان ومدنه وبلداته وأحيائه، من مقاومته البطلة إلى مخيّمات الفلسيطينيين التوّاقين للعودة إلى الديار. من سورية التي ما تخلّت عنك قيد أنملة، من أوروبا التي ما استكانت مدنها، إلى القارة الأميركية التي تشهد كل يوم، في مدينة من مدنها، مسيرةً كبيرةً دعماً لك.
افرحي يا غزّة، فإن لك أنصاراً مقاومين، لا يلبسون عباءات ولا عقالات ولا كوفيات، لكنهم أتوا من بعيد، من أميركا اللاتينية، من فنزويلا والاكوادور والبرازيل والأرجنتين والبيرو وبوليفيا واللائحة تطول، أبت هذه الدول أن تتعرّضين لهذه الوحشية وأن يكون ممثلو الكيان الغاصب سفراء له فيها، فطردتهم.
افرحي يا غزّة، فإن الجاليات العربية، لا سيما اللبنانية والسورية، لا يهدأون في المغتربات، فها هم في سدني الأسترالية، وفي كوريتيبا البرازيلية، ينظّمون الوقفات التضامنية، ويشاركون في غيرها، وللحزب السوري القومي الاجتماعي الدور الأبرز في ذلك.
شهد أمس وما قبله، عدداً من الوقفات التضامنية مع غزّة، تنديداً بالعدوان الصهيوني العنصري، وتأكيداً على نصر المقاومة، وعلى أهمية الصمود في وجه هذا العدوان. وفي التقرير التالي جولة على أهم هذه الوقفات التي أقيمت في لبنان وفي المغتربات.
سدني
نظّمت منفذية سدني في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقفة تضامنية مع أبناء شعبنا في فلسطين والشام والعراق ولبنان، وتنديداً بإرهاب العدو الصهيوني والمجموعات التكفيرية.
شارك في الوقفة التضامنية التي أقيمت في مكتب المنفذية إلى جانب منفذ عام سدني في «القومي» أحمد الأيوبي وأعضاء هيئة المنفذية، القنصل السوري ماهر دباغ، وممثلون عن حزب البعث العربي الاشتراكي، تيار المرده، التيار الوطني الحر، حركة أمل، النادي الفلسطيني، اتحاد عمال فلسطين، وجمع من القوميين وأبناء الجالية السورية من فلسطين والعراق والشام.
قدّم للكلمات جيمس حرب، ثم تحدّث رئيس النادي الفلسطيني جميل بطشون بِاسم فلسطين، وألقت هنادي أسود كلمة اتحاد الطلبة السوريين.
وألقى دباغ كلمة أكد فيها أنّ فلسطين جوهر المعركة القائمة على امتداد الأمة وهي كانت البداية واستعادتها ستكون النهاية، ورأى أنّ المعركة واحدة من العراق إلى فلسطين، مروراً بالشام ولبنان.
كما ألقى الأيوبي كلمة رأى فيها أنّ ما تشهده أمتنا اليوم من تحدّيات هو عينه الذي تهدَّدَها على مدى العقود الماضية، لافتاً إلى أن حزبنا وضع خطة نظامية تواجه الخطة الصهيونية، وواجه منذ ثلاثينات القرن الماضي ولا يزال يواجه العدو الصهيوني وأدواته من فلسطين إلى لبنان والشام والعراق.
ختاماً، توجّه الحضور إلى الباحة الخارجية حيث أضيئت الشموع تحية لأرواح شهداء الأمة.
بلدية كوريتيبا البرازيلية
شهد مقر المجلس البلدي في مدينة كوريتيبا عاصمة ولاية بارانا البرازيلية، لقاءً تضامنياً مع فلسطين، إذ خصّص المجلس جلسته للتضامن مع فلسطين بحضور رئيس المجلس البلدي الدكتور باولو سالاموني، وعضو المجلس ورئيس كتلة حزب العمال الديمقراطي الدكتور جورج برناردي الذي اقترح اللقاء، وأعضاء المجلس الآخرين.
كما حضر الدكتور عمر الصباغ ممثلاً حاكم الولاية الدكتور بيتو ريشا، الشاعر يوسف المسمار ممثلاً الحزب السوري القومي الاجتماعي والجمعية السورية الثقافية البرازيلية، رئيس جمعية المحامين الجنائيين في البرازيل الدكتور الياس مطر أسد، رئيس الاتحاد الفلسطيني الدكتور وليد رباح، مطيع ابراهيم عن الجمعية الخيرية العربية، الأب سمعان نصري عن الكنيسة الارثوذكسية، الشيخ محمد صادق الابراهيمي عن المسجد الاسلامي، غسان يوسف رئيس المجلس الملي الارثوذكسي، البروفسور الجامعي الدكتور فرنسيسكو دي مانويل فرنسا، الدكتور جوزي جيل دي الميدا رئيس تحرير صحيفة «أغوا فيردي»، وأساتذة جامعات، وإعلاميون.
وتحدث رئيس المجلس البلدي د. باولو سالاموني فأكد حق الشعوب في تقرير مصيرها، في حين اعتبر عضو المجلس البلدي د. جورج برناردي أن ما يتعرض له الفلسطينيون ليس مقبولاً. أما رئيس جمعية المحامين الجنائيين في البرازيل الياس أسد فأكد أن الاعتداء على حياة المدنيين المتعمد انتهاك مباشر للقوانين الدولية وحقوق الانسان. ورأى الدكتور وليد رباح بِاسم فلسطين أن ما يحدث في فلسطين إبادة جماعية وتطهير عرقي وتمييز عنصري.
صور
نظّمت النقابات العمالية اللبنانية والفلسطينية وقفة تضامنية مع غزّة وأهلها، في باحة ميناء صيادي الاسماك في صور، شارك فيها ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية واتحادات العمال اللبنانية والفلسطينية، وتلامذة من رياض الأطفال الذين ارتدوا الأكفان تضامناً مع أطفال غزّة.
استهلت الوقفة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وألقيت خلالها كلمات تقدّمها نقيب صيادي الاسماك في الجنوب خليل طه، فحيّا الجيش الذي سطّر الملاحم البطولية في مواجهة التكفير والتطرّف، وأكد أن غزّة ستعود حرة لأهلها بفعل مقاومتها الشريفة وقيادتها الحكيمة.
وألقى مسؤول مكتب النقابات العمالية في حركة أمل ـ إقليم جبل عامل حسين علوية كلمة أكد فيها الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مواجهة الاجرام الصهيوني.
وألقى كلمة المؤسسات الفلسطينية علي هويدي، أكد فيها الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في بناء ميناء غزّة، والسماح للصيادين بممارسة مهنتهم حتى 12 ميلاً بحرياً، داعياً المجتمع الدولي إلى التعويض على المتضرّرين من الصيادين وتأمين ما خسروه من معدّات، لا سيما القوارب التي دمرها الاحتلال.
مخيم المعشوق
أكّد عضو القيادة السياسية في حركة حماس في لبنان جهاد طه خلال لقاء تضامنيّ في مخيم المعشوق ـ منطقة صور، أقامه المختار سعيد دكور، بحضور لفيف من العلماء وقيادتَيْ حزب الله وحركة أمل وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الأهلية الفلسطينية واللبنانية، وحشد من أبناء المخيمات، أنّ أيّ تهدئة في غزّة لن تكون قبل وقف العدوان وإنهاء الحصار بأشكاله كافة. مشدّداً على أن وحدة الموقف الفلسطيني والإصرار على تلبية شروط المقاومة والشعب الفلسطيني يمثلان الطريق الأمثل لوحدة الصف الفلسطيني وحماية مشروعه الوطني وتعزيز صموده في مواجهة كل التحديات والمؤامرات التي تسعى إلى شطب مشروع المقاومة. واعتبر أن دماء الشهداء والجرحى والتضحيات الجسام التي قدّمها الشعب الفلسطيني كرّست تحوّلاً نوعياً في مسيرة الصراع مع العدو الصهيوني وبرهنت التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة التي لا ولن تلقي سلاحها، ولن تسمح لأيّ كان بالمساومة عليه، وهي قادرة على فرض شروطها وكسر كل المعادلات العسكرية الصهيونية في ميدان المعركة. كما أكد أن سياسة القتل والتدمير والإجرام الممنهج التي يتبعها العدو الصهيوني لن تزيدنا إلا تصميماً وإرادة على مواصلة طريق المقاومة والتمسك بمشروعها حتى تحرير التراب الفلسطيني كاملاً، وطالب العرب بضرورة الوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده بالوسائل التي تعزز حماية ثوابته وفي طليعتها المقاومة.
مخيم القاسمية
نظّمت حركة الجهاد الإسلامي لقاء تضامنياً مع غزّة في مخيم القاسمية في صور، واعتبر القيادي أبو سامر موسى أنّ العدو الصهيوني ومَن تحالف معه من العرب أرادوا من خلال هذا العدوان على غزّة إسقاط هوية القضية الفلسطينية وحق مقاومتها.
وقال: «المقاومة بوحدتها في الميدان العسكري والسياسي استطاعت أن تسقط هذه المؤامرة على رغم التحدّيات الكبيرة التي واجهتها وتواجهها». ونوّه بالنصر الذي حققته المقاومة على رغم قلة إمكانياتها، وأكد أن المقاومة ستبقى وفية لشهدائها ودماء جرحاها وآهات الثكالى من نساء فلسطين. وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني كان وسيبقى سنداً للبنان وشعبه ومقاومته في وجه المؤامرات التي تحاك ضدّه.
ورأى إمام مسجد القاسمية الشيخ ذياب المهداوي ألا حل ولا خلاص للمسلمين من هذه الفتنة الكبيرة في فلسطين والمنطقة إلا بزوال هذا الاحتلال، فالعدو «الإسرائيلي» ومن معه لا يريد للمسلمين حكماً في الأرض، لذلك اصطنع هذه الثورات العربية.
واعتبر أن ما يجري من هدم وتدمير للمقدسات على أيدي الإرهابيين ما هو إلا مقدّمة لهدم المسجد الأقصى.