المعلم يعتبر هدف الهجمة على سورية تكفيري.. ودي ميستورا يؤجل المفاوضات إلى آخر رمضان

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن بلاده «مستمرة في جهودها على صعيد مكافحة الإرهاب ميدانياً، مع مواصلة العمل لحل الأزمة ومتابعة المحادثات في جنيف».

جاء تصريح الوزير المعلم لدى استقباله أمس نومانديا مفيكيتو نائب وزيرة العلاقات والتعاون الدولي في جمهورية جنوب إفريقيا والوفد المرافق لها.

واستعرض وزير الخارجية السوري الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية منذ ما يزيد على الخمس سنوات والتي تهدف إلى زعزعة استقرارها وتدمير نسيجها الاجتماعي وفرض ايديولوجيات تكفيرية عن طريق مجموعات إرهابية تحظى بدعم مباشر من تركيا والسعودية وغيرهما من الدول التي تقوم بتمويل وتدريب وتسليح هذه المجموعات الإرهابية .

كما أشار إلى تسهيل عبور آلالاف من الإرهابيين القادمين من عشرات الدول عبر الحدود إلى سورية، وقال: أن هذا الأمر يقوض السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأجمعه ولذلك فإن سورية مستمرة بجهودها في مكافحة الإرهاب ميدانياً مع مواصلة العمل لحل الأزمة ومتابعة المحادثات في جنيف.

ولفت المعلم إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها مؤكداً على الدور المهم الذي يمكن لجنوب افريقيا أن تلعبه في هذا الشأن.

بدورها أكدت مفيكيتو دعم جنوب افريقيا لحل الأزمة في سورية بسرعة واستعدادها لتقديم كل مساعدة ممكنة لتحقيق هذا الهدف، معربة عن تأييد بلادها للمساعي الهادفة لايجاد حل سياسي للأزمة من قبل السوريين أنفسهم وبعيداً عن اي تدخل خارجي، بما يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويعيد الاستقرار إليها.

على صعيد آخر، لم يستبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، إمكانية عقد جولة مفاوضات سورية سورية جديدة بعد شهر رمضان.

وقال دي ميستورا بعد لقائه وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس، الأربعاء في فيينا «أستطيع تحديد الفترة وليس تاريخها المحدد .. شهر رمضان الذي يعظم في هذه المنطقة وغيرها أيضا يقترب، لهذا التاريخ الذي في اعتبارنا قبل أو بعد الشهر ».

وحول الوضع الميداني، أشار دي ميستورا إلى أن نظام التهدئة في سوريا يطبق بنسبة 50 ، ذاكرا أن 250 ألف شخص حصلوا على المساعدات الإنسانية.

وقال دي ميستورا: «هناك احترام لوقف إطلاق النار بنسبة 50 في حين كان صفرا قبل ذلك، نحن نريد رفع هذا الرقم إلى 80 – 90 ».

جدير بالذكر أن اجتماعات مكثفة لمجموعة دعم سورية جرت في فيينا الثلاثاء، لتثبيت نظام الهدنة القائمة في سورية، عقد بعدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستور مؤتمراً صحفياً تضمن بياناً مشتركاً.

وأعلن البيان عن اتفاق روسي أميركي على استحداث آلية مشتركة للتعامل مع المتمادين في خرق الهدنة بالإضافة إلى آلية لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة جواً بالاعتماد على جهود برنامج الغذاء العالمي.

يُذكر أنّ موسكو وواشنطن توصلتا يوم الـ22 من شباط الماضي، إلى اتفاق بشأن الهدنة في سورية، التي بدأ سريانها يوم الـ27 من شباط الماضي.

وحسب إعلان موسكو وواشنطن المشترك، فإن الهدنة لا تشمل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، وغيرهما من التنظيمات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي منظمات إرهابية.

من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنها من إدخال مساعدات إنسانية لأول مرة منذ 4 سنوات لضاحية حرستا في ريف دمشق.

وقال المتحدث باسم اللجنة بافل كشيشيك، إن مساعدات من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخلت حرستا المحاصرة أمس. وأضاف كشيشيك في بيان أن قافلة شاحنات نظمت بالاشتراك مع الأمم المتحدة نقلت أغذية وأدوات للنظافة الشخصية وأدوية موجهة لكامل سكان حرستا البالغ عددهم نحو عشرة آلاف شخص.

من جهته أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ لجوء المنظمة الدولية إلى القاء المساعدات الإنسانية جواً في سورية سيكون «آخر الحلول».

وقال دوجاريك « هذا آخر الحلول» بسبب كلفته الباهظة وافتقاره إلى الدقة وضرورة تنسيق هذه العملية في شكل جيد مع المجموعات المتحاربة.

وأضاف أنه في حال لم تستطع الأمم المتحدة إيصال المساعدات، براً ستعمد إلى إلقائها جوا، لكنها تفضل إيصالها عن طريق البر بشكل حر تماماً.

يُذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفذ منذ بداية نيسان، 33 عملية، ألقى خلالها مساعدات إنسانية على مدينة دير الزور في شرق سورية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وأشار دوجاريك إلى أن هذه العمليات كانت «ناجحة» رغم الصعوبات، وجاء تصريح دوجاريك رداً على سؤال حول تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثلاثاء في فيينا على هامش اجتماع لمجموعة الدعم الدولية لسورية.

وكان كيري أعلن أن المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية في سورية ستتلقى مساعدات غذائية دولية من الجو إذا لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها براً.

ميدانياً، بدأ الجيش السوري أمس عملية تقدّم باتجاه جبل شاعر المشرف على حقل شاعر، موضحاً أن الجبل يعتبر بوابة الدخول إلى الحقل المذكور.

وكان الجيش السوري ثبّت نقاط إسناد ناري على تل الصوان المشرف على حقل شاعر، وعمل على استهداف مسلحي داعش ونقاطهم على قمة حقل شاعر حيثُ يعمل أيضاً على قطع خطوط إمداد داعش من الجهة الشرقية.

وكانت وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها أول أمس على تل الصوان الواقع غرب حقل شاعر النفطي بعد يوم من السيطرة على تلة زملة المهر في حين دمر سلاح الجو السوري اليات وتجمعات للتنظيم الإرهابي التكفيري فى منطقة حقل الشاعر النفطي والريف الشمالي لمدينة تدمر.

ويعمد تنظيم «داعش» الإرهابي إلى سرقة النفط وتهريبه إلى الخارج لبيعه لعدد من الأنظمة المعادية للسوريين، وفى مقدمتها نظام أردوغان الذي تؤكد التقارير تورطه شخصياً وعدد من أفراد أسرته في صفقات شراء نفط من تنظيم «داعش».

وجرى التقدّم باتجاه حقل شاعر بغطاء جوي سوري وروسي مكثّف،

من جهتها، أكدت مصادر باستعادة الجيش السوري السيطرة على تل حدادة شمال شرق كنسبا في ريف اللاذقية.

ووصولا إلى حلب وريفها، قُتل «مسؤول قاطع أطمة والدانا» في ريف إدلب الشمالي في جبهة النصرة المدعو أبو سارة في أحد المشافي التركية خلال تلقيه العلاج، وكان «ابو سارة» أصيب خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في بلدة «خان طومان» في ريف حلب الجنوبي.

وكانت وحدات من الجيش والقوات المسلحة، واصلت مهامها بمحاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة في دير الزور وكبدتها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، كما نفذت وحدات أخرى عمليات مركزة على تجمعاتهم في درعا وريف السويداء الشمالي الشرقي.

وفي ريف دمشق، أفادت مصادر أخرى بتواصل الاشتباكات بين «جيش الإسلام» والفصائل المسلحة الأخرى المتواجدة في الغوطة الشرقية لدمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى