«إخوان» اليمن والدفاع عن الجمهورية!
علي القحوم
يتكرّر الحديث دوماً في الأبواق «الإخوانية» الظلامية عن الجمهورية والدفاع عنها! انطلاقاً من كتاف ودماج وحوث، وختاماً بالحوادث الأخيرة في مدينة عمران. ونودّ الحديث هنا عن الأهداف الحقيقية لـ«إخوان» اليمن الرامية إلى تمزيق البلاد وتفتيتها وجعلها مسرحاً للتجاذبات الإقليمية والدولية لتصبح مثل العراق وسورية، تحت عنوان «الدفاع عن الجمهورية«!
بالأمس رفع الإخوان المفلسون في رابعة الستين علم المملكة وصورة العاهل السعودي لعل وعسى أن تغفر المملكة خطاياهم وهم بذلك يستجدونها ويستعطفونها لتغير مواقفها أمامهم، ناسين أو متناسين ما فعلوه بالأمس تخندقاً مع قطر وتركيا في التآمر على المملكة ومحاولة استهدافها، وكيف كانت تصريحاتهم آنذاك حيال المملكة والنظام السعودي حينما كانوا يقولون إن المملكة تدار من غرف الإنعاش وووو… حديث طويل حتى أنه في تلك الفترة غير البعيدة انتهجوا سياسة إعلامية تستهدف المملكة وتحرّض عليها، لا سيما بعد موقف المملكة المرادف للرئيس السيسي ضدّ مرسي و«الإخوان».
اليوم ماذا تغيّر بعدما فشل مشروعهم التآمري على البلد واندحرت عناصرهم التكفيرية و«الداعشية» من عمران؟ ها هم يولولون ويبكون ويقولون إنهم «يدافعون عن الجمهورية» التي تفسر في قاموسهم بأنها «إخوانية»، وفيما باتوا في موقف ضعيف نراهم اليوم يتذكرون الأصدقاء ويحاولون مغازلتهم، إذ دعا زيد الشامي إلى إعادة النظر في العلاقة مع حزب المؤتمر ومن كان يطلقون عليه «عفاش» الذي كان يمثل الإصلاح في أيام الثورة، يتبرأون منه ومن الشراكة معه، متناسين ما فعلوه بالمؤتمر وبـ«عفاش» عام 2011 يوم تحركوا ضدهم وحملوا السلاح واستهدفوا مؤسسات الدولة وانشقت القيادات «الإخوانية» العسكرية والقبلية وسميت بعد ذلك «الجيش الحر» تحت قيادة اللواء المجرم علي محسن الأحمر وحميد القشيبي وغيرهم عندما تحركوا بقوة السلاح في استهداف المعسكرات ونهبها وقتل قادتها، إذ استهدفوا اللواء 63 وقيادته الكليبي وقتلوه ونهبوا المعسكر في فرضت نهم… وكذلك نهبهم معسكر «إسرائيل» في الجوف الذي سلمه المجرم علي محسن الأحمر إلى العناصر الاستخباريّة «القاعدة». كذلك لواء في حجة ومعسكرات أخرى.
فهل كل ما فعلوه في تلك الفترة كان دفاعاً عن الجمهورية ؟!
أم أنهم سعوا إلى تحقيق مآربهم وأحلامهم بالاستيلاء على السلطة بمختلف الوسائل لتصبح اليمن «إخوانية» وهذا أيضاً تحت مبرر «الدفاع عن الجمهورية»!
نتساءل: لماذا لم يرفع «الإخوان» المفلسون علم قطر وصورة أردوغان بدلاً من العلم السعودي وصورة الملك عبدالله، خاصة في هذه الظروف؟!
لا يحتاج الأمر إلى تفسير، لأن «إخوان» اليمن باتوا في وضع حرج ومخز، لا سيما بعد انفضاحهم في الحوادث الأخيرة وتسخير مؤسسات الدولة في حروبهم الحزبية والعبث بها والتآمر على البلد، فموقفهم هذا يرد في إطار الضعف والوهن والتخبط والفشل، فهم متحدّرون من أهم منطقة كانوا يرون قوتهم فيها، وباتوا لا يملكون اليوم القوة الكافية في تغيير الموازين والمعادلات في البلاد مع صعود قوة شعبية وسياسية اكتسحت الساحة اليمنية واسمها أنصار الله الذين أصبحوا الرقم الأول في المعادلة اليمنية ومعهم تغيّرت موازين القوى والمعادلات. فاليمن أمام ميلاد جديد ومستقبل أفضل ومشروع «الأخونة» فشل وانتهى إلى غير رجعة. حقق الشعب اليمني بثورته هذه إنجازاً تاريخياً كبيراً ورسم المستقبل بذلك وانتهت المؤامرات بفضل وعي الشعب اليمني والشرفاء في المؤسسة العسكرية والأمنية.
في المقابل، وبعدما خيبت آمالهم البيانات الدولية وبيان مجلس الأمن وكشف حقيقتهم قاموا بمحاولة فاشلة لاستجداء رضى المملكة حينما رفعوا في تظاهرتهم التي أسموها «الدفاع عن الجمهورية» صور الملك عبدالله وعلم المملكة، وهم يروّجون في أبواقهم الظلامية أن «أنصار الله» يفاوضون الحكومة لتسليم حميد القشيبي الذي أعلن مصيره وانتهت القصة، مقابل الإفراج عن السفينة جيهان الإيرانية وبحارتها، وهذه السفينة هي في الواقع كذبة سياسية ماتت يومذاك ودفنت، ويحاول المفلسون اليوم استغلالها لإثارة مشاعر النظام السعودي إلى التلفت إليهم مجدداً!
alialsied gmail.com