الأسد: دول بريكس خلقت نوعاً من التوازن في العلاقات الدولية والحدِّ من الهيمنة الغربية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن لدول بريكس دور في خلق نوع من التوازن في العلاقات الدولية والحد من الهيمنة الغربية.
جاء هذا التصريح خلال استقبال الأسد أمس نومانديا مفيكيتو نائب وزيرة العلاقات والتعاون الدولي في جمهورية جنوب أفريقيا والوفد المرافق لها، حيث أعربت مفيكيتو عن دعم بلادها لحل الأزمة في سورية دون أي تدخل خارجي وأهمية وقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول للمجموعات الإرهابية مؤكدة وقوف جمهورية جنوب أفريقيا إلى جانب الشعب السوري في وجه ما يتعرض له على يد هذه المجموعات.
وجرى الحديث حول أهمية الاستفادة المتبادلة من التجارب التي مر بها البلدان حيث اعتبر الرئيس الأسد أن الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا مهمة جداً على مختلف المستويات لأنّ ما حدث هناك منذ سنوات يحدث الآن في سورية ولو بطريقة مختلفة مشيراً إلى أنّ الغرب لا يريد شركاء وإنما دول تابعة له ولا تملك استقلالية قرارها.
وأكدّ الأسد أهمية الدور الذي تلعبه الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، ومن ضمنها جنوب أفريقيا في خلق نوع من التوازن في العلاقات الدولية، وفي الحد من الهيمنة الغربية ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وتناول اللقاء علاقات الصداقة التي تربط بين سورية وجنوب أفريقيا، وجرى التأكيد خصوصاً على أهمية التعاون في المجال الثقافي والعلمي وتبادل البعثات الطلابية الجامعية، بما يسهم في مساعدة الجيل الشاب في كلا البلدين على تكوين رؤية واضحة، عما يجري في العالم وفي الوقت ذاته تمكنه من أداء دور فاعل في بناء مستقبل متميز لشعبي البلدين.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، والدكتور محمد خفيف مدير إدارة أفريقيا في وزارة الخارجية والمغتربين، والسفير السوري في جنوب أفريقيا.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى استئناف محادثات جنيف حول سورية في أقرب وقت ممكن، وحذرت من أن استمرار توقف المحادثات يهدد بإخراج العملية السياسية عن الإطار الزمني المحدد.
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، للصحفيين، أمس، إن هناك دعوات إلى تأجيل الجولة المقبلة من محادثات جنيف بين وفد الحكومة السورية وممثلي المعارضة، إلى ما بعد شهر رمضان المبارك.
وشدّد قائلا: «لكن نحن نرى أنّه لا يجوز التوقف عن الحوار، إنما على العكس، يجب إعطاء دفعة جديدة لهذه المحادثات لتكتسب صفة مستقرة ودينامية أكبر».
وذكر بأن هناك جدولاً زمنياً محدداً لهذه المحادثات وللخطوات اللاحقة في إطار العملية السياسية. وأردف قائلا: «لا يجوز أن نضيع الوقت، لأن هناك خطراً بخروجنا عن الجدول الزمني».
وشدد الدبلوماسي الروسي على أهمية الالتزام بالإطار الزمني المتفق عليه من أجل إيقاف الحرب في أقرب وقت ممكن، والشروع في إعادة إعمار البلاد والعمل سوياً لمحاربة الإرهابيين.
وتابع بوغدانوف أنّ موسكو ستواصل إصرارها على ضمان تمثيل لائق لأكراد سورية في محادثات جنيف. وأكدّ أنّ الجانب الروسي على اتصال دائم بالأكراد.
بدوره، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ الوضع في سورية لا يزال متوتراً، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ نظام وقف إطلاق النار في البلاد ساري المفعول بشكل عام.
وقالت زاخاروفا، في مؤتمر صحفي أمس، إنّ التنظيمات الإرهابية الناشطة في سورية تسعى إلى تعطيل الهدنة، عن طريق القيام بمختلف الاستفزازات بما في ذلك تنفيذ أعمال عنف دموية بحق المدنيين الأبرياء.
ولفتت المسؤولة الروسية إلى أنّ تنظيم «جبهة النصرة» يواصل جر المجموعات، التي أعلنت سابقا مشاركتها في نظام وقف الأعمال القتالية، إلى نشاطه.
أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا عن تفاؤله بإمكانية استئناف الحوار السوري السوري في جنيف في أقرب وقت.
وأكد دي ميستورا في تصريح للصحافيين في فيينا ضرورة إعادة إطلاق المحادثات، مشيراً إلى أنه من الواضح أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة.
وكان دي ميستورا أشار إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية جواً إلى المناطق المحاصرة بسورية سيبدأ في 1 حزيران في حال عدم إنجاز تقدم ملموس في الجهود لنقلها براً.
وكشف المبعوث الأممي، بعد اجتماع عقده فريق العمل المعني بالوضع الإنساني في سورية والتابع لمجموعة دعم سورية في جنيف، أمس، أنّ الأمم المتحدة طلبت من برنامج الغذاء العالمي القيام باستعدادات معينة لعمليات إيصال المساعدات جواص، عبّر «جسور جوية»، إلى المناطق التي توجد فيها مطارات، ولإسقاط المساعدات من الجو.
وشدّد دي ميستورا على أنّ كافة الدول المشاركة في مجموعة دعم سورية ملزمة بدعم تنفيذ هذه الخطط، ولاسيما روسيا والولايات المتحدة. واعتبر أنّه في حال واجه برنامج الغذاء العالمي صعوبات لدى تنفيذ برنامج إسقاط المساعدات، سيتعين على روسيا والولايات المتحدة التدخل من أجل تطبيق الخطط بالكامل.
وفي الوقت نفسه، وصف دي ميستورا إسقاط المساعدات جواً، بأنه «الملاذ الأخير»، موضحاً أنّ العمليات البرية تُعد أكثر فعالية وتسمح بإيصال كميات أكبر من المساعدات.
من جهته، أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة مساعدات انسانية مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، دخلت إلى مدينة حرستا السورية في ريف دمشق، مشيراً إلى أن القافلة تتضمن 29 شاحنة تقلّ مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية لإيصالها إلى نحو عشرة آلاف شخص.
وأقر المسؤول الأممي بأن الجهود الإنسانية واجهت صعوبات وكشف أنّ الأمم المتحدة كانت تخطط لإيصال المساعدات لـ900 ألف شخص في أيار، لكنها فشلت في ذلك. وعلى الرغم من الصعوبات الراهنة، تنوي المنظمة الدولية تقديم المساعدات لـ1.1 مليون شخص، بينهم سكان جميع المناطق المحاصرة الـ18، في حزيران المقبل.
كما أكدّ على ضرورة توسيع قائمة المناطق المحاصرة، موضحاً أنّ الوضع في حي الوعر بحمص يتناسب تماماً مع المعايير التي تعتمدها الأمم المتحدة لتحديد المناطق المحاصرة.
يُذكر أنّ روسيا والولايات المتحدة قد أوصتا، في ختام اجتماع مجموعة دعم سورية الثلاثاء الماضي، بتوسيع قائمة المناطق المحاصر، وإدراج حي الوعر وتلبيسة والرستن وعفرين على هذه القائمة.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري السيطرة على بلدة دير العصافير عند مشارف الغوطة الشرقية في دمشق. كما أكدّ المرصد السوري المعارض استعادة الجيش السوري وحلفائه بلدة دير العصافير.
وتحدث مصدر أنّ الجيش السوري استعاد أيضاً بلدة بياض شبعا في الغوطة الشرقية لدمشق إثر اشتباكات مع المجموعات المسلحة.
إلى ذلك، أكدّ مصدر أمني استعادة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على بلدتي البزينة وحوش الحمصي قرب مرج السلطان في الغوطة إثرّ اشتباكات مع المجموعات المسلحة، كما استعادوا فيلا غنوة في بياض شبعا وعدداً من المباني مقابل مبنى الزراعة في المنطقة ذاتها.
وفي ريف درعا، صدّ الجيش السوري هجوماً عنيفاً لـ «ألوية الفرقان» التابعة للجيش الحر على تل قرين.
وفي السياق، استشهد خمسة مدنيين وأصيب أكثر من عشرة بجروح نتيجة قصف الجماعات المسلحة أحياء الميدان والحمدانية، وحلب الجديدة وجمعية الزهراء غرب مدينة حلب.