هلال لـ«البناء»: أغنّي لأقول إن الشهباء لن تموت!
دمشق ـ آمنة ملحم
لم تكن الأمسية الغنائية «حلب… سهرة طرب» التي أحياها الفنان الحلبي مصطفى هلال مجرّد سهرة طربية عابرة. بل جاءت كفسحة محبّة وحنين لتراث شرقيّ أصيل، جمعت أهل الشام وحلب على مسرح دار الأوبرا في دمشق، حاملة بوحاً عميقاً لحلب الجريحة التي أنهكتها ويلات الحرب، وناثرة عبير الطرب الأصيل في بهو الصالة.
أطرب الفنان هلال الجمهور على مدار ساعة ونصف الساعة من الغناء برفقة الفرقة الموسيقية الشرقية، بقيادة غسان عموري على القانون. وكان افتتاح الحفلة معه عبر وصلة سماعية من مقام «راست»، قبل أن يعتلي هلال المسرح ليحيي الذاكرة والتراث الحلبي بصوت محترف، حصد تفاعلاً كبيراً مع الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق ومشاركته الغناء طوال الحفل.
البداية كانت مع وصلة موشّحات من مقام «راست» في «ملأ الكاسات»، و«يا شادي الألحان». ليواصل مع قصيدة «جاءت معذّبتي» من مقام «عجم»، و«يا مال الشام» من مقام «راست»، و«بين الدلال والغضب» من مقام «بيات شوري» ومعها أشعل المسرح تصفيقاً، لا سيما مع مشاركته الجمهور الرقص على هدير «ابعتلي جواب».
وواصل هلال تغريده بِوَصلة من قدود مقام «بيات»، فكان موال طربيّ للشهباء، وتناثرت الدمعات حزناً معه، لينشد «يا جارحة قلبي»، و«آه يا حلو»، و«الأراصية» التي غناها بمرافقة الجمهور، و«عالهيلا».
كما شهد الحفل الطرب مع قصيدة «حبيبي على الدنيا»، و«خمرة الحبّ اسقينيها»، قبل أن يأتي الختام بالغناء الوطني مع أغنيته «كلّ القصة وما فيها». وجاء في مطلعها:
شهباء دمعي سرا فوق الخدود
شو بكيت عَ ترابك وعَ يللي نزح وانصاب
يا رب ليالي الفرح لديارها عود
ويللي جنى عَ حلب ريتو نحرو صاب
ومصطفى هلال من نجوم حلب المعروفين، درس الغناء على يد كبار الفنانين والأساتذة الحلبيين. وفي حديث إلى «البناء»، أكّد أن سورية بلد الثقافة والحضارة والتراث، ولن يستطيع أحد إلغاء هذه الحقيقة. وقال إن حفلته حملت رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أنّ حلب الشهباء لن تموت مهما حصل.
أسّس هلال فرقة «الأندلس للأناشيد والموشّحات» برفقة كبار الوشّاحين في حلب. وكان له دور أساس في تأسيس فرقة «سلاطين الطرب». واعتلى معظم المسارح في العالم لعربي وعدداً من مسارح أوروبا، وشارك في عدد من المسلسلات الدرامية السورية تمثيلاً وغناءً. وكُرّم في مهرجانات ومناسبات عدّة من قبل جهات رسمية وخاصة. وشارك في احتفالية وزارة الثقافة التي أقيمت في حلب تحت عنوان «اليوم السوري للثقافة المقاومة»، وجاء هذا الحفل ليكون الثاني له في دار الأسد للثقافة والفنون بعد الحفل الأول عام 2015 والذي كان مفصلاً في حياته الفنية، تعبيراً منه ومن الفرقة الموسيقية القادمة من حلب عن صمود مدينة حلب قلعة وشعباً.