القصيدة المفقودة
علا الشيب مفترق الحروف
وأضحت أرواحنا قصائد مسفوحة
تذرّها الريح
تقول لنا:
عاجزون أنتم منذ البداية
تلهثون وراء طوابير
المسافة.
جدراننا المطلية بالدموع
تتسكّع تحت وراء
مصابيح الأمل كذئب
هرم
تعوي آخر الليل في شوارع
الحنين
حتى تغصّ من القهر
أوراق العمر تصحّرت
من فعل الانتظار
وبتنا كلفافة تبغ
تشهقنا الوعود
تزفرنا الخيبات
تدهسنا أصابع الزمن
فوق رماد الانكسار
والحواس
تبحر بنا فوق ظهر البحر
تكتبنا أسماء لفظتها البلاد
البعيدة
ينسانا الصبح عند المساء
يقول: أنتم طيور بلا أجنحة
نسافر بكلّ اللغات المبهمة
اللغات التي لا يترجمها إلا من فقد
ملكة الكلام
جنح أثقله الحرب
وجنح أعيا من حمل قرص
الشمس
وضجيج الأسئلة التي تسلقت
نافذة أحلامنا
تنتظر انشقاق الموت عن أمنياتنا
لتتّحد سماؤنا
كي تشعل النجوم
نُصيّر الحروف ربيعاً وارفاً
يعيد لساعة الزمن ريتم حنينها
ليعبق الوقت
ويذرف القصيدة!