قانصو: الذين يحملون على المؤسّسة العسكرية داعشيون وإرهابيون
نظّم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والاسلامية لقاء تضامنياً مع الجيش اللبناني في قصر الأونيسكو تحت شعار: «معاً في محاربة الإرهاب التكفيري… مدافعون عن شرف الوطن… مضحّون في سبيله… نحن أوفياء لكم». بحضور رءيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، رئيس حزب الاتحاد النائب السابق عبد الرحيم مراد، والنواب والوزراء السابقين: إميل إميل لحود، فيصل الداود، بشارة مرهج وعدنان طرابلسي، أمين الهيئة القيادية في المرابطون العميد مصطفى حمدان، نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد جباوي، رمزي دسوم عن التيار الوطني الحر، إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود وعدد من ممثلي الاحزاب والقوى والهيئات.
الراسي
بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش والشهداء الذين سقطوا من أجل لبنان. كانت كلمة لمنسق عمل لقاء الاحزاب النائب السابق كريم الراسي رأى فيها أنّ ما يحصل في لبنان ليس صراعاً داخلياً، بل معركة تشنّ في وجه كل من استعمل السلاح في وجه العدو «الاسرائيلي»، وقال: «المقاومة دفعت وتدفع الكثير، ولن يستطيعوا القضاء عليها بأفكار تكفيرية».
قانصو
ثم قدّم للاحتفال رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، وأعطى المداخلة الأولى للوزير السابق قانصو الذي لفت إلى أنّ الإرهاب التكفيري يتهدّد لبنان واللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وأحزابهم. وسأل: «مَن غير الجيش يحمي أمن اللبنانيين واستقرارهم ووحدتهم وتنوّعهم؟»، داعياً كل الشرفاء في لبنان إلى الوقوف مع الجيش. وقال: «أمّا أولئك الذين يحملون على الجيش وإن تجلبوا بجلبات النيابة أو السياسة أو جلباب الدين هم داعشيون وتكفيريون وإرهابيون، وأقل الايمان أن يساق هؤلاء إلى العدالة، هذا إن كانت لدينا دولة تحترم نفسها».
وتابع: «من يقف مع الجيش لا يساوي بينه وبين الإرهاب ولا يبرّر للإرهاب جرائمه في ادّعاء من هنا ومن هناك، حتى قبل أن تجف دماء الشهداء وذلك بادعّاء أنه لولا تدخل حزب الله في سورية لما كان هذا الإرهاب في لبنان». واعتبر قانصو أن من يَفرض على الجيش مفاوضات وتسويات يقف مع الإرهاب، مشدّداً على أن من يقف مع الجيش لا يدخله في تسويات وحسابات ومفاوضات، فكيف إذا كان ذلك على حساب دماء شهداء الجيش ومخطوفيه؟
وأكد أنّ الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة ولا سياسة مع الإرهاب إلا سياسة الهجوم. ورأى أنّ المطلوب ليس التفاوض مع الإرهابيين بل التنسيق مع سورية في الملف الامني، سائلاً هل يجوز ان يمنع التنسيق مع سوريا حتى على مستوى الملف الامني سوريا التي تربطنا بها وحدة مصير ومسار وجغرافيا».
وأشار قانصو إلى أنّ خطر الإرهاب إلى تعاظم وكل المؤشرات تدل على ذلك، وسأل: «هل يجوز أن يبقى البلد بلا رئيس جمهورية؟ وهل يجوز ان تبقى مؤسساتنا الدستورية على هذا الحال من المراوحة؟ هل يجوز ألا نؤمّن للجيش والقوى الأمنية ما تحتاجه من عدّة وعديد؟ منتقداً الحكومات التي حجبت من الجيش الموازنات التي يحتاجها برئاسة من كانت.
مراد
وقال مراد في مداخلته: «أثبت الجيش اللبناني من جديد، أنه ضامن الوحدة الوطنية، ومحقق الامن والاستقرار والقادر على حماية الوطن من الإرهاب والإرهابيين، والمفتدي بدماء جنوده وضباطه الزكية، المواطنين الامنين، معززاً الثقة به وبدوره في ظل اجماع مطلق، على دعم قراره وموقفه، بالتصدي والتحدي والمواجهة لما حصل في عرسال كنموذج لما يمكن ان يحصل، في أي منطقة اخرى من لبنان مفتوحة على هذا الجرح النازف، الذي اوجده الوباء العربي، الذي حط رحاله بِاسم الربيع وبِاسم الكرامة وبِاسم الحرية وبِاسم السلام أيضاً في عدة دول عربية، وراح يمزق نسيجها الاجتماعي ويحول عمرانها إلى خراب، وسكانها إلى نازحين وأمن الوطن والمواطنين إلى حجيم».
وأضاف: «إن الاجماع الوطني العام الذي شهدناه تأييداً للجيش على ألسنة السياسيين وفي وسائل الاعلام ومن مختلف شرائح المجتمع لم يعد كافياً على أهميته، لاستمرار حماية هذه المؤسسة الوطنية الجامعة، إذ يجب ان يرافقه في الحد الادنى، وضع سياسي صحي عام يؤدي بسرعة لانتخاب رئيس للجمهورية، والى تشريع منصف لقانون الانتخاب، قائم على النسبية وأن يتعالى أقطاب السياسة واصحاب القرار فيها، على حساباتهم الخاصة لمصلحة الوطن الذي هو قبل الجميع، وأن يتخلى أصحاب الرهانات الخاطئة عن وهم خياراتهم وامنياتهم بحصول متغيرات محلية، اقليمية، او دولية، سينتظرونها طويلاً ولن تحصل».
وختم: «حريّ بنا كجزء من دعم الجيش وتأييده أن نعمل بشكل يومي، على تصليب الموقف الوطني العام وعلى التركيز على جوامعنا المشتركة، وعلى تنحية الخطاب التحريضي وعلى ان يبقى الوطن فوق الجميع وهذا هو معنى ان يكون لنا جيش».
حمدان
واستهل حمدان كلمته بالتحية لأرواح شهداء أبنائنا في الجيش الوطني اللبناني، وأبناء أهل عرسال الأبية الذين واجهوا بدمهم ولحمهم هؤلاء الكفرة، فعرسال صبرت وكانت خير داعم لأبناء الجيش الوطني اللبناني.
وحيّا حمدان العماد المقاوم إميل لحود الذي زرع فحصدنا، ما زرعه العماد إميل لحود من إعادة بناء هذا الجيش الوطني، نراه اليوم صامداً مقاوماً ضدّ المخرّبين والإرهابيين على أرض عرسال وربما في الغد على امتداد هذا الوطن اللبناني.
ولفت إلى أن في عرسال بداية وجود الإرهاب والمخربين على أرض لبنان وليست النهاية، لذلك علينا أن نثق بجيشنا وأن ندعه يخوض معركته. مؤكداً أنّه في ما يتعلق بكثرة الأقاويل والكلام حول الاسرى والمخطوفين والتفاوض وغيره فإن لنا ملء الثقة بالعماد جان قهوجي وقيادته في محاربة هؤلاء الإرهابيين، وعلينا أن نكون خير داعمين له.
ووصف حمدان الكلام المشبوه واللاواقعي عن القرار 1701 وتوسيع المدى الجغرافي لليونيفيل بالهرطقة اللاواقعية التي لا تنفذ، لا سيما في الحرب ضد الإرهاب.
وختم مؤكدا أن مكافحة الإرهاب وهؤلاء المخربين تكون فقط من خلال الجيش الوطني اللبناني الذي هو الحل والشعب المقاوم الذي هو الحل أيضاً، داعياً إلى إنشاء لجان دفاع على أرض الوطن اللبناني في كل بقعة وقرية ومدينة من أجل أن ننتصر على الإرهابيين في معركة مكافحة الإرهاب.
مرهج
وحيّا مرهج في كلمة عن تجمّع اللجان والروابط الشعبية الانطلاق في مبادرة تضعنا على طريق التعبئة الشعبية الشاملة لمؤازرة الجيش. وحيّا وقفة الجيش البطولية لتماسكه وبسالته وسلوكه القانوني الملتزم بالدستور والشرعية. ودعا إلى دعم تسليح الجيش، وقال: «طالت المراوغة وطال الخداع والجيش وحده يواجه بأبسط الاسلحة أسلحة الإرهاب والتكفير»، داعياً إلى التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري.
حمود
بدوره، أكد الشيخ حمود دعم الجيش والسلم الاهلي، داعياً إلى إدانة التكفيريين الذين ليس لديهم أيّ عذر شرعي لما يقومون به، وما يقومون به كفر حقيقي بالإسلام ومبادئه ومقاصد الشريعة، وما يحصل في الموصل أكبر دليل.
ورأى أنّ المعركة مستمرة، طالباً من الذين يعطون تبريرات كما فعلوا في عبرا، بمراجعة مواقفهم كلها وإدانة كل تبرير لأيّ هجوم على الجيش وإلا فهم شركاء للإرهاب.
قماطي
ورأى قماطي أنّ هذا اللقاء يعبّر بوضوح عن وقفة الشعب اللبناني بكلّ ألوانه وشرائحه إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، وبأفضل تعبير عما جرى في عرسال ليقول أنّ لا محل للإرهاب في لبنان وأن سيطرة مجموعات تكفيرية على منطقة لبنانية أمر مستحيل، وأنّ احتضان حالة كهذه في لبنان أمر غير وارد على الاطلاق.
ولفت إلى أنّ هذه الوقفة اللبنانية الموحّدة لدعم الجيش ورفض هذه الحالة الشاذة عن امتنا هي وقفة رائعة وتعبّر بوضوح عن أن الشعب عصي على التكفير ومتمسك بصيغته، صيغة العيش المشترك العيش الواحد والسلم الاهلي، مهما اختلفنا سياسياً فالجميع متفقون على لبنان الوطني، لبنان العيش المشترك لمواجهة الخطر الخارجي سواء كان صهيونياً أو تكفيرياً أو إرهابياً.
وحيّا قماطي أهالي عرسال الذين عبّروا عن إرادتهم الحرة بأنهم مع الجيش في مواجهة الإرهاب وانه لا حاضنة لهذا الإرهاب على الاطلاق. كما حيّا جوار عرسال ومحيطها من القرى التي استقبلت أهالي عرسال ولم تنساق إلى الفتنة.
جباوي
وكانت كلمة لحركة أمل ألقاها جباوي ودعا فيها إلى التكامل في الدور وتحمّل المسؤولية الوطنية مع الجيش، والاقلاع عن تعطيل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها مجلس النواب. كما دعا إلى عدم دفع الجيش إلى الخنوع بين فضاءين حيث لا جاذبية وطنية تحميه.
وقال: «لبنان بمسلميه ومسيحييه في خطر واحد ومصير واحد، وعدوهم واحد وهدفه واحد وهو استهداف ما تبقى من عيش مشترك ووحدة إسلامية مسيحية».