نسيم: وقف في وجه النظام الطائفي الذي جرّ على البلد الويلات والنكبات

أقامت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تكريمياً للأمين الراحل د. منير خوري رئيس المجلس الأعلى الأسبق في الحزب بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته، وذلك في قاعة كنيسة بلدة جبرايل، بحضور ممثلي الأحزاب الوطنية وشخصيات وفاعليات ورجال دين وممثلي هيئات بلدية وثقافية واجتماعية وعدد من المسؤولين الحزبيين وجمع من القوميين وأبناء المنطقة.

استهلّ الاحتفال بكلمة تعريف ألقتها رولا دياب، أشارت فيها إلى أنّ الراحل عَلمٌ من أعلام الفكر، ومناضل من مناضلي الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذين ناضلوا في سبيل نهضة المجتمع ورقيّه. هو مقدام لم يتوانَ عن أداء الواجب، عرفه الذين شاركوه النضال أنه شديد العزيمة صلب الموقف.

وقالت دياب: «كان الأمين منير رجل ذو معدن صلب، يعشق تحدّي الصعاب، فصارع الحياة ليشقّ طريقه بعرق الجبين فلمع اسمه، وكان مناضلاً في المجال العلمي والتربوي والاجتماعي ومثالاً يحتذى به عن السوري القومي الاجتماعي الذي يشار إليه بالبنان كما كان طموح الزعيم بأبناء الحياة».

البعريني

وألقى رئيس التجمّع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني كلمة قال فيها: «أقف بينكم لنتذكّر معاً السيرة النضالية والمسيرة الوطنية لمناضل عكاري حمل هموم وطنه وأمته معه حيثما كان، ولم تؤثر في صلابته وشخصيته الثابتة على الموقف والمبادئ أيّ مخاطر أو تحدّيات، بل كان دوماً ككلّ المناضلين والمقاومين سنديانة عتيقة لا تنال منها العواصف ولا أيّ تهديدات».

وأضاف: «فقيدنا نموذج طيّب لكلّ وطني حرّ شريف قدّم المبادئ ومصلحة الوطن على المصالح الشخصية والمكاسب، والتزمنا جميعاً خيار المقاومة للاحتلال الصهيوني وللمؤامرات الشرق أوسطية والأطلسية. ودفعنا التضحيات إيماناً منّا بأنّ من يقدّرون شرف الحياة هم الذين يستطيعون السير في درب الفداء ودفع ضريبة الدم».

وتابع: «نلتقي اليوم ولبنان والأمة جمعاء يعيشون مؤامرة يقودها الأطلسيون أتباع الأمركة وشريكهم في المؤامرة المتطرفون والتكفيريون الذين يتستّرون بالدين والدين منهم براء، لأنّ الإسلام هو رسالة الرحمة والسماحة وهو دعوة للألفة والمحبة ولا مكان فيه للحاقدين المجرمين والتكفيريين».

واعتبر البعريني أنه إذا كان التطرّف والأمركة في صف واحد، فإننا ندعو كلّ الأحرار والمؤمنين بلا تعصّب مسلمين ومسيحيين إلى وحدة وطنية راسخة في إطار العروبة الجامعة التي تحصّن أبناءها كلّ أبنائها، وفي حضن دولة عادلة لمواطنين أحرار، وقد طاولت أيدي الإرهابيين والتكفيريين والمجرمين أكثر من ساحة وموقع وطاولت الأبرياء والآمنين، وآخر ذلك ما حصل في بلدة عرسال التي نعتز بها وبما قدّمته عبر عشرات السنين من شهداء في صفوف المقاومة. وقد أخذها التكفيريون رهينة واعتدوا على جيشنا العزيز فسقط شهداء وجرحى من صفوفه، كما أنّ هناك مختطفين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، لكن ذلك لم يمنع جيشنا اللبناني الباسل من التصدّي لهؤلاء المجرمين الساعين إلى إقامة إمارة قزمة ولزرع فتنة وحرب أهلية، وانتصر جيشنا مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء.

وإذ سجّل البعريني اعتزازه وتقديره للفقيد الدكتور منير خوري دعا الأجيال الطالعة إلى السير في طريقه وطريق أمثاله من المناضلين، من أجل العمل الوطني الشريف وهجر كلّ عصبية طائفية أو مذهبية.

وختم البعريني موجّهاً التحية من عكار إلى أهلنا في فلسطين الذين يسطّرون صفحات مشرقة من الفداء والتضحية والصمود، ومؤكداً الاستمرار والثبات على طريق الوحدة والمقاومة.

نعمة

وألقى منسق قضاء عكار في التيار الوطني الحر فادي نعمة كلمة استهلها بتوجيه التحية إلى الجيش اللبناني الذي يقدّم رجاله قرابين شهادة على مذبح الوطن في مواجهة الإرهاب لنتمكن نحن من الاستمرار في عيش حياة طبيعية.

وتابع: «نلتقي اليوم لتكريم أحد رجالات عكار الحبيبة، الدكتور منير خوري، الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والذي فارق عائلته ورفقاءه في الحزب وتلامذته تاركاً إرثاً نضالياً وعلمياً وإنمائياً».

وقال: «بدأ الراحل مرحلة نضال شاقة وصعبة في بداية شبابه، إذ أمضى فترة من حياته يبحث عن هدف، وخلال هذه الفترة بدأ المشاركة في نشاطات إنمائية وحزبية محلية، ما لبثت أن قادته إلى الدراسة الجامعية والحصول على شهادة الدكتوراه، وفي حياته الحزبية تقلّب في المناصب من ناشط إلى رئاسة المجلس الأعلى مروراً بالسجن».

وأكد نعمة أنه يمكننا الاستفادة من تجارب ونضال هذا الأمين للعمل معاً من أجل الإصرار على إنماء منطقتنا على كلّ الصعد الاجتماعية والثقافية والإنمائية، وتخطي كلّ العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.

وقال: «من هنا أهمية العمل السياسي في منطقتنا الذي يشكل امتداداً للعمل السياسي الوطني، والذي نهدف منه إلى تحقيق آمال شعبنا في حياة آمنة ومزدهرة، إذ إنّ للجيش والأجهزة الأمنية الدور الأساس في حفظ الاستقرار، مع التشديد على دور المقاومة في وجه العدو «الإسرائيلي»، هذه المقاومة التي حققت الانتصار وفرضت توازن القوة الذي عجزت عنه الدول العربية».

وختم نعمة كلمته محيّياً كلّ نفس طبعت فيها روح المقاومة ضدّ الاحتلال والظلم والاستبداد والتمييز، إلى كلّ نفس طبعت فيها روح الانفتاح، والتطوّر، ومدّ جسور التواصل بين كلّ مكوّنات المجتمع.

بيطار

وألقى عضو المجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عصام بيطار كلمة أهالي جبرايل واستهلّها سائلاً: «هل نستطيع أن نذكر الأمين منير خوري من دون استذكار تاريخه الحزبي الناصع المنير والمتجلي منذ لحظة تعرّفه على فكر أنطون سعاده وانتمائه إلى الحزب، إلى شغفه بهذا الفكر وهذه العقيدة الموحدة للمجتمع، هذا المجتمع الذي درسه الأمين منير وتعمّق في دراسته ونال أعلى المراتب العلمية، وأدرك من باب العارف والمتخصّص في هذا المجال أهمية هذا الفكر في تحقيق وحدة المجتمع وفي التخلّص من آفة الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية المتحجرة».

وأضاف: «لقد آمن الدكتور منير بالنهضة، وعمل لها وناضل من أجل تحقيق أهدافها وغايتها، وتحمّل المشقات والسجن ودفع ضريبة تشبّثه بها وحفاظه على إيمانه، ولا بدّ من التنويه بما تحمّلته عائلته وزوجته وأولاده من صعوبات خلال مواكبة مسيرة حياته الحزبية والإيمان الذي تحلّوا به جميعاً الذي لولاه لما استطاع الأمين منير الوقوف والمواجهة حتى الرمق الأخير».

وتابع: «نحن أبناء هذه البلدة العزيزة، أبناء جبرايل، نحفظ للدكتور منير مكانة خاصة في وجداننا وفي قلوبنا وفي ذاكرتنا من كافة نواحي الحياة، الدكتور منير المحب والمحبوب، نعم لقد أحب الجميع، وكان صاحب الحضور المميّز بعلمه وثقافته وسعة اطلاعه ودماثة خلقه وتواضعه.

ما التقى بأحد إلا وبادره بالسلام الجميل والحب الذي كان يفيض به قلبه من دون تكلف، ولأنه كذلك أحبّه أبناء البلدة جميعاً، حتى مَن خالفه الرأي لم يكن ليستطيع إلا أن يحبه ويحترمه، لأنه كان يحترم الجميع، وكان بعلمه وشخصيته المميزة قادراً على احترام الأفكار الأخرى بكل موضوعية لينتهي الحوار والنقاش باحترام وتقدير أكبر.

أيها الأمين الراحل يفتقدك حزبك، كما يفتقدك أبناء بلدتك وأهلك وأقاربك وعائلتك، تفتقدك جبرايل التي كان حزبك وما زال جزءاً من نسيجها الاجتماعي، ونفتقد بعد نظرك، نفتقد قلبك الطاهر، نفتقد نبرة صوتك الصافي، ونفتقد أكثر ما نفتقد هذه الروح الساعية دوماً إلى التلاقي وإلى نبذ الخلاف العبثي في المجتمع الواحد، وصولاً إلى الارتقاء بالمجتمع والوطن إلى ما يليق به من حق وخير وجمال».

وختم بيطار قائلاً: «جبرايل تفتخر بأن يخرج منها أمثال الدكتور منير خوري ليكونوا منارة للناس وعَلماً مشعّاً وأخلاقاً حميدة وحباً فائضاً من دون مقابل».

نسيم

وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي رياض نسيم كلمة مركز الحزب، وقال: «نتحلّق اليوم في ذكرى الأمين منير خوري، مسكونين بهاجس الفعل والإبداع ـ كما كان هو ـ أو مسكونين بعلة ردّات الفعل والتقليد كما لم يكن، أو محدّقين في الشمس مصرّين على الاستمرار، وعلى فعل الإبداع وفعل الجواب وفعل التحريض، وفعل الثقافة، وفعل النضال.

الكلام عن الأمين منير خوري يحتاج إلى معجزة لغوية وإبداعية وثقافية وفكرية، خصوصاً أنني لست ندّاً له على الإطلاق في كلّ هذه المجالات، وأنّى لي ذلك والأمين منير بلغ شأواً فكرياً وثقافياً وإنسانياً واجتماعياً وتربوياً وأكاديمياً وتنموياً، وفوق كلّ ذلك شأواً رفيعاً في ممارسة النضال الحزبي والسياسي، وخصّته في مرتبة متقدمة على الساحة الفكرية وقرّبه النضال الحزبي والسياسي أو كاد إلى حبل المشنقة.

تجده في كلّ ميادين الحياة، في التربية والتعليم أستاذاً جامعياً، وعميد كلية، وناشطاً بيئياً، وصاحب رؤية ونظرية لتطوير الأرياف، ومناضلاً قومياً اجتماعياً… أميناً، وعضواً في المجلس الأعلى في الحزب وفي اللجنة الرئاسية، محاوراً من الطراز الرفيع متقبّلاً ومتفهّماً الآخر… صاحب قرار وموقف… ودوداً إلى أقصى الحدود، أصدقاؤه في كلّ حدب وصوب، وفي كلّ الاتجاهات الفكرية والعقائدية والسياسية وأعداؤه عدماً، إلا العدو الحقيقي الصهيوني.

التقيت به في منزله في جبرايل في الأيام الأولى من حرب تموز، مع بعض الأمناء والرفقاء. وعلى رغم أنّ العدوان الصهيوني كان في أيامه الأولى، فإنّ الأمين منير خوري رأى أنّ المقاومة ذاهبة إلى نصر حتمي. وأنّ معالم جديدة ترتسم في الأفق. وأنّ «الشرق الأوسط الجديد» الذي بشّرت به كونداليزا رايس لن يبصر النور. ولا أجافي الحقيقة في شيء أنه برؤيوّيته، وبصيرته الحادة وبتحليله العلمي والمنهجي رأى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها سينتقلون إلى الخطة البديلة لتجزئة أمتنا وتفتيتها طائفياً ومذهبياً وعرقياً، وهذا ما يحصل اليوم، غير أني وبلسان الراحل ورؤيويته، أقول إنّ مشروعهم إلى أفول، وإنّ نصرنا في وحدة قومية اجتماعية ودولة علمانية مدنية إلى بزوغ.

كان على رغم هدوئه ودماثته، ثورة دائمة متواصلة على الطغيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما جسّده في حياته الحزبية والسياسية والنضالية على مدى عمره الطويل في المحكمة العسكرية، وعلى رغم أنه متهم بعقوبة تصل إلى الإعدام فإنه لم يلجأ إلى مرافعته الشهيرة للدفاع عن نفسه، إنما صاغ مرافعة دفاعية، لا بل هجومية عن الحزب وعقيدته وفكره وبرنامجه السياسي ورؤيته للبنان المستقبل، فلنسمع الأمين منير خوري يرافع ويقول: «أنا لبناني مؤمن بلبنان القيمة ولبنان الدولة، سوري في حضارتي وقوميّتي، عربي في طابع أمتي وروابطها مع الأمم العربية، وعالمي في إنسانيّتي… ولن يمنعني في قول الحقيقة والعمل من أجلها السجن ولا التعذيب ولا التنكيل. وأن تكون إنسانيتي عالمية، فأعمل لها مخلصاً من ضمن أمتي لأجل عالم أفضل».

وبعد مرافعة مسبقة وطويلة نقلت الصحف اللبنانية حينذاك أجزاء منها يختم الأمين منير خوري فيقول: «نعم تمنّيت أن ينجح الانقلاب لنضع حدّاً لهذه الفوضى اللاأخلاقية في هذا البلد الصغير لبنان. نعم تمنّيت أن ينجح الانقلاب لنبني وطناً للإنسان الصالح في وطن صالح ومجتمع صالح».

عندها سأله رئيس المحكمة لماذا لم تعلم السلطات بالانقلاب كونك لم تشترك في التخطيط ولا في التنفيذ باستثناء موافقتك كعضو في المجلس الأعلى. أجاب: «يا حضرة الرئيس أنا أمين في هذا الحزب، فكيف تريدني أن أفشي بالسرّ. الأمانة والخيانة لا تلتقيان»، وبذلك ضوعفت عقوبة الأمين منير. فما أروعك أيها الأمين الراحل وما أنبلك وأشجعك.

واعتبر نسيم أننا منذ أكثر من خمسين سنة ونحن نعاني من نظام طائفي جرّ على البلد الويلات والنكبات. وقال: «إنّ نظاماً سياسياً طائفياً يعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم خيارات لبنان وثوابته وعناصر قوته، نظام غير قابل للحياة والاستمرار.

إنّ نظاماً سياسياً طائفياً بغيضاً تبقى فيه الطبقة السياسية المهترئة سنّة لتشكل حكومة، نظام فاشل غير قابل للتطوّر والتقدّم. إنّ نظاماً لا يحمل في طيّاته بذور الإصلاح وبناء الإنسان والمجتمع ولا يستجيب لآمال الشباب وتطلعاتهم، نظام مسخ ومولّد أزمات ولا يصلح لقيادة الدولة.

إنّ نظاماً طائفياً تصبح فيه المؤسّسات حصَصاً لهذا المذهب أو ذاك هو الذي أوقعنا في التجزئة والتفتيت، وهو ذاته الذي يفشل في معالجة المشاكل الاجتماعية والمعيشية للمعلمين والموظفين والعمال وأفراد المؤسسات العسكرية والأمنية وأغلبية قوى المجتمع… إنه نظام عقيم لا يرتقي إلى مستوى نظام الدول والمؤسسات الفاعلة.

إنّ نظاماً كهذا هو الذي وقف في وجهه الأمين منير خوري وحاكمه من خلال مرافعته الشهيرة. على رغم أنّ نضال الأمين منير خوري انحصر في وطنه وأمته، غير أنه كان يطمح لرؤية عالم أكثر إنسانية، ومجتمع دولي يدين ويقمع الإرهاب، خصوصاً الإرهاب الصهيوني المنظم الذي ضرب أرضنا في فلسطين، والذي يقاومه اليوم الفلسطينيون بأجسادهم العارية وجباههم العالية وقاماتهم المغروسة في الأرض زوابع لا تهدأ.

هذا الإرهاب الذي خلقه الغرب، والذي يقطع أوصال أمتنا في الشام والعراق ولبنان، ويطرد شعبنا من أرضه وجذوره التاريخية ويقضي على تراثنا الفكري والاجتماعي والحضاري. على رغم ذلك فإني أسمع الأمين منير خوري ببعده الإنساني والنهضوي يصرخ في وجوههم، وفي وجوه حكام العالم ليقول لهم سقطتم من عالم الإنسانية الأدبي، تماماً كما قالها الزعيم أنطون سعاده عام 1924 في مقاله الشهير «سقوط الولايات المتحدة من عالم الإنسانية الأدبي».

وتابع نسيم: «تمدّد هذا الإرهاب إلى منطقة عزيزة في لبنان، وقام الجيش بردّ الهجمة الإرهابية عن أرضه، ودفع في سبيل ذلك شهداء وجرحى ومخطوفين، فاسمحوا لي في هذه المناسبة أن أدعو من عكار خزان الجيش والمقاومة وأرض الشهداء الأبرار أنّ نطالب بتحرير المختطفين بأسرع وقت بما يحفظ كرامتهم وكرامة جيشنا الحبيب».

وسأل نسيم: «أليس هذا الإرهاب الذي يستهدف لبنان ويقاتله الجيش اللبناني هو نفسه الإرهاب الذي يستهدف سورية ويقاتله الجيش السوري؟ أليس هذا الإرهاب هو نفسه الذي يعيث في العراق إجراماً وخراباً وتهجيراً ويستهدف وحدة العراق ومكوّناته الاجتماعية؟ أليس هذا الإرهاب هو الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني الذي يرتكب أفظع الجرائم وأكثرها وحشية ضدّ شعبنا في فلسطين؟ ولذلك ندعو بعض القوى السياسية في لبنان إلى الإقلاع عن الازدواجية في المواقف وعدم الاستمرار في التمييز بين إرهاب يقاتله الجيش اللبناني وإرهاب يقاتله الجيش السوري، لأنّ الإرهاب واحد والمعركة في مواجهته والقضاء عليه هي معركة واحدة ومشتركة.

نوجّه تحية الإكبار إلى شهداء الجيش اللبناني وجرحاه وأسراه، ونعلن وقوفنا بكامل قوّتنا وعزمنا معه في معركة الدفاع عن وحدة الوطن والمجتمع ونشدّ على أيدي العائلات الثكلى ونقول لهم إنّ الشهداء هم طليعة الانتصارات الكبرى.

كما نحيّي شهداء فلسطين الذين يقاومون مخرز العدو، ونقول لهم إنّ عيونكم الشاخصة نحو الشمس ستطفئ ذلك المخرز.

ونحيّي شعبنا في العراق والشام ونقول لهم ما قاله سعاده: «إنكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ».

واختتم الاحتفال بتقديم درع تقديرية بِاسم منفذية عكار إلى عائلة الدكتور خوري، تسلّمته كريمة الراحل نبيلة خوري من منفذ عام منفذية عكار ممتاز الجعم.

… ومنفذية النبطية تحْيي ذكرى أسبوع المناضل محمد حسن حاوي

نادر: المقاومة ستنتصر وستجعل فلسطين مكاناً للحرية والبطولة والتحرير

أحيت منفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مرور أسبوع على وفاة المناضل القومي محمد حسن حاوي، وذلك خلال حفل تأبيني أقيم في حسينية بلدة بريقع، حضره رئيس المكتب السياسي في الحزب الوزير علي قانصو، عضو المجلس الأعلى خليل بعجور، مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر، منفذ عام النبطية طه فخري وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من المسؤولين عن الوحدات الحزبية.

كما حضر النائبان عبد اللطيف الزين وياسين جابر وممثلون عن حركة أمل وحزب الله وحشد من القوميين والمواطنين.

وألقى إمام البلدة الشيخ أحمد مراد كلمة عن معنى الحياة والعطاء وعن الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان، والتي تشكّل زاداً له في رحلة العمر كما تستمرّ ذخراً ورصيداً له ولعائلته بعد الموت.

كما تحدث حسن سعد فعدّد مآثر الفقيد ومسيرته في الحياة التي استمرت 86 سنة كان خلالها مثالاً للإنسان العامل والفلاح الذي يزرع ويحصد الخيرات من أرضنا الطيبة، ويسهر على تربية أبنائه وتعليمهم، ويقوم بدوره الاجتماعي في الإصلاح وتطوير البلدة.

وألقى نادر كلمة مركز الحزب، استهلها بتوجيه التحية إلى المقاومة وجنوب لبنان الصامد وفلسطين المناضلة، وتحدث عن الفقيد الذي انتمى الى الحزب عام 1954 واستمرّ على إيمانه بالمبادئ القومية الاجتماعية لأنها تشكل مشروع حياة وتقدم للوطن والمجتمع، وترسم طريق خلاص الإنسان من ذنوب الطائفية والمذهبية القاتلة، لافتاً إلى أنّ الفقيد الكبير عمل في الأرض ليكسب الحياة الكريمة ولم يستزلم لإقطاعيين أو لطائفيين. وأنشأ عائلة قومية اجتماعية تواصل السير على نهجه، ويتحمّل أبناؤها مسؤوليات العمل النهضوي.

وتطرّق نادر إلى الأوضاع العامة، فأشار الى ما حصل في لبنان من معركة خطيرة لم تقتصر على عرسال، وكادت تتحوّل الى فتنة كبرى لولا مسارعة الجيش الى التصدّي لها والهجوم المعاكس للقضاء على الإرهابيين وطردهم من البلدة. وأشاد بتضحيات الجيش اللبناني ودعا الى دعمه والالتفاف حوله وتقويته ليقوم بمزيد من المهام لأنه يمثل الضمانة للسلم الأهلي ولبقاء الاستقرار السياسي والاجتماعي، كما نوّه بعمل الأجهزة الأمنية المختلفة وجهودها لكشف الخلايا الإرهابية وضربها قبل تنفيذ عملياتها الخطيرة، ودعا السياسيين إلى ترك الخلافات جانباً والتضامن الفعلي وتوفير الدعم السياسي واللوجستي للجيش لكي يتمكن من القيام بمهامه في حفظ الاستقرار والأمن في لبنان.

وأشاد نادر بدور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة المشروع الإرهابي في سورية جنباً الى جنب مع الجيش السوري والحزب القومي والدفاع الوطني في الشام.

وتطرّق إلى ما يحدث في العراق من مجازر وأعمال السبي والجرائم ضدّ الإنسانية واقتلاع الشعب من أرضه ومن موطنه التاريخي لأسباب دينية أو عرقية. وقال: «إنّ هذه الأعمال تعود إلى عصور الجاهلية، وإنّ بلادنا السورية قد خرجت منها قبل 4000 سنة ونيّف دولاً على أساس القانون والعدل وطلع منها ملوك وأباطرة وملكات عظيمات مثل اليسار وزنوبيا وجوليا دومنا، وهذا يعني أنّ المرأة السورية ارتقت في الحرية والمعرفة واكتمال شخصيتها وإنسانيتها، لا كما تعامل اليوم بوصفها أداة وسلعة ورقيقاً أبيض وجواري على يد «داعش» و«النصرة» وغيرها من منظمات القتل والإرهاب».

وشدّد على ضرورة تشكيل جبهة شعبية لمواجهة الارهاب والتكفير، وهو ما دعا إليه حزبنا، لأن الارهاب غريب عن شعبنا ومجتمعنا، وهو عدو الحضارة والتمدّن الإنساني.

وعن فلسطين قال نادر: «إنّ ما يُسمّى «إسرائيل» قائمة على أساس الأساطير، دولة عدوان واغتصاب وإرهاب، قتلت وما زالت تقتل شعبنا وترتكب المجازر، فيما بعض الدول يدعمها بكلّ وقاحة حتى بعض العرب الذين باعوا القضية وأصبحوا في صف العدو ضدّ المقاومة، مؤكداً أنّ المقاومة في غزّة وفلسطين ستنجح في نيل الحرية وإنهاء الحصار وتغيير وضع غزّة من سجن كبير إلى مكان للحرية والبطولة والمقاومة والتحرير».

ختاماً، قدّم نادر إلى عائلة الفقيد ورفقائه التعازي بِاسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان وبِاسم قيادة الحزب. وألقى ناظر التربية والشباب في منفذية النبطية حسن حاوي نجل الراحل، كلمة بِاسم العائلة شكر فيها الحاضرين على مشاركتهم ومواساتهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى