بلديات الجنوب والنبطية: انتخابات هادئة تحت شعار المقاومة والتنمية معدّل الإقبال على الاقتراع متوسّط وأدناه في صيدا ولوائح «التنمية والوفاء» تكتسح
انتهت أمس المرحلة الثالثة من الانتخابات البلديّة والاختياريّة بعد إنجاز هذا الاستحقاق في محافظتي الجنوب والنبطية، وقد جاءت نسب القتراع كالآتي: جزين: 48 في المئة، مدينة النبطية: 30 في المئة، صيدا: 45 في المئة، رميش: 60 في المئة. وأعلنت «الداخلية» أنّ نسبة التصويت في قضاء صيدا بلغت 34 في المئة، قضاء جزين: 49 في المئة، قضاء بنت جبيل: 32 في المئة، صور: 35 في المئة، ومرجعيون 38 في المئة.
واتّسمت الانتخابات بالهدوء التام ما خلا إشكال بسيط عولج على الفور، و تسجيل عدد محدود من محاولات الرشوى.
صيدا
وشهدت صيدا وقضاؤها وقضاء الزهراني انتخابات هادئة عموماً، وإن تخلّلها بعض الإشكالات في مركز حارة صيدا على خلفيّة تشطيب في اللوائح تطوّر إلى تدافع وإقفال المركز ربع ساعة، وفي مركز حي الأربعين نتيجة الرشوة لأحدهم.
السابعة صباحاً، كانت فُتحت الصناديق أمام الناخبين الذين بلغ عددهم 109 آلاف لاختيار 47 مجلساً بلديّاً بعد فوز 11 مجلساً بلديّاً بالتزكية في بقسطه وكفرشلالا واللوبيه وبنعفول والحجة وطنبوريت وقناريت والعدوسيه وأركي وكفربيت وكفرحتى، وفوز المقاعد الاختياريّة في بقسطة وكفرشلالا وكفربيت وجنجلايا واللوبيه وزغدرايا والحجة وقناريت وزيتا والقنطرة بالتزكية.
وتنافست في صيدا 3 لوائح: لائحة إنماء صيدا المدعومة من تيار المستقبل، ولائحة صوت الناس المدعومة من التنظيم الشعبي الناصري، ولائحة «أحرار صيدا».
واقترع رئيس «كتلة المستقبل» النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة في مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، وقال: «اليوم هو عرس للديمقراطيّة والمنافسة الرياضيّة، وأنتهز المناسبة لأقول: أشدّ على يد كل من تقدّم إلى الانتخابات كمنتخب، وهذا يعبّر عن الحيويّة في هذه المدينة من أجل أن يشاركوا في المنافسة الديمقراطية لخدمة الشأن العام وصيدا».
وقالت النائب بهية الحريري، ردّاً على سؤال: «نحن متحالفون مع الجماعة الإسلامية ونحترم كل الناس، أسامة سعد صديقنا وهذه عملية ديمقراطية، وفي نهاية الانتخابات جميعنا سنضع يدنا بيد بعض للنهوض بمدينتنا ولا أحد بمفرده يكمل الطريق».
واعتبر النائب علي عسيران بعد تصويته في حي الدكرمان في صيدا، أنّ «اللبنانيين يبرهنون مرّة أخرى عن عمق إيمانهم بالديمقراطية».
واقترع سعد في مهنيّة صيدا، وأكّد في تصريح «حاجة الشباب لإحداث تغيير فعليّ للتخلّص من واقع التهميش الذي يعانون منه».
وقال: «المشاريع التي نُفّذت فيها خفايا كثيرة تتعلّق بالفساد، ومن يريد تغييراً فعلياً والتقدم نحو الأفضل عليه أن يُعيد لصيدا ازدهارها وإيصال من يمثّلها في صناديق الاقتراع. فلتنزلوا وتحاسبوا وتنتخبوا الأفضل. انتخبوا لائحة صوت الناس».
أضاف: «نحن لا يهمّنا التوافق ولم نسعَ إليه ولن نسعى إليه، فهناك نهجان مختلفان ومتناقضان. نحن نراكم النضالات من أجل التغيير، وهم يراكمون الفساد والنهب والسرقة. نسب الاقتراع جيدة وفي ارتفاع، والإجراءات جيدة من الناحية الأمنيّة. هناك عوائق أمام بعض الناخبين في أقلام الاقتراع في حي رجال الأربعين نتيجة وضع الأقلام في الطبقتين الثانية والثالثة، الأمر الذي من شأنه إعاقة وصول المرضى وكبار السنّ للاقتراع».
واستنكر «قيام وزارة الداخلية بهذا الإجراء الذي يصبّ في إطار منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم»، كما استنكر «استخدام المال السياسي في الانتخابات». وأكّد أنّ «الرهان الحقيقي على إرادة الناس الذين يعيشون أوضاعاً مأساويّة نتيجة سياسات الحكم». ودعا «المواطنين والمواطنات المقهورين، والشباب والشابات المهمّشين، إلى محاربة الفساد والتطلّع إلى التغيير والتقدّم والتطوّر والازدهار، والاقتراع للائحة صوت الناس».
وقال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، خلال اقتراعه في صيدا: «أقول لأهالي صيدا أنا أحبكم، وصيدا ستكون أفضل، إن شاء الله، من السنوات الست الماضية، وبدءاً من الغد لا يوجد أطراف وكلّنا طرف واحد. إنّها منافسة رياضية والذي ينجح سنهنّئه، وإذا نجحنا سيهنئوننا».
وأكّد الدكتور عبد الرحمن البزري بعد اقتراعه في ثانوية مرجان في صيدا، أنّ «العملية الانتخابية تسير بشكل جيد إلى الآن، ونسبة الاقتراع مقبولة وشبيهة بعام 2010».
وأبدى اعتراضاً على «بعض مراكز الاقتراع، حيث يقوم المسنّون بالاقتراع في طبقات عليا، فكان على وزارة الداخلية أخذ هذا الأمر في الاعتبار».
وبعد أن اقترع رئيس لائحة «أحرار صيدا» الدكتور علي الشيخ عمار في ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات، قال: «كان تشاور مع الأخوة في الحالة الإسلامية في مدينة صيدا، وقرّرنا بعدها أن نخوض هذه الانتخابات بطريقة مستقلّة من أجل أن نُثبت أنّ للحالة الإسلامية دورها المهم والكبير في مثل هذه المناسبة الوطنية».
من جهةٍ أخرى، أسف النائب ميشال موسى في تصريح بعد تصويته في مغدوشة «لتحوّل الانتخابات البلديّة إلى معركة سياسيّة من بعض الفرقاء بقرار من أعلى المستويات». وقال: «نحن مصرّون على أنّ هذه المعركة إنمائيّة عائليّة تتطلّع إلى إدارة شؤون هذه البلدة من الناحية البلدية، ولكن تحويل هذا الموضوع إلى معركة سياسية أمر خاطئ. نحن نصرّ على أنّ المعركة إنمائيّة وبلديّة».
وعمّا إذا كانت المعركة في وجه الرئيس نبيه برّي تحديداً، أجاب: «لا أدري ما هي الخلفيّات والحسابات، لكن أنا أؤكّد أنّ هذه المعركة هي معركة عائلية بامتياز».
واعتبر الوزير السابق الدكتور محمد جواد خليفة، بعد الإدلاء بصوته في بلدته الصرفند، أنّ «الانتخابات في الجنوب لها نكهة مختلفة متزامنة مع ذكرى التحرير والمقاومة».
شكاوى وإشكالات
وكان عُثر صباحاً على عبوة وهمية في متوسطة الشهيد معروف سعد في صيدا، ملفوفة بورق هدايا ومربوطة بساعة توقيت، عمل الجيش على تفكيكها ونقلها من المكان، لتعود الأمور إلى طبيعتها.
وبعد الظهر، وقع إشكال آخر في مركز حي الأربعين نتيجة رؤية أحد المواطنين يدفع رشوة لأحدهم، ممّا دفع رجال الأمن إلى إبعاد الناخبين لحل الإشكال.
جزين
وجرت الانتخابات في بلدات قضاء جزين بهدوء وسط حماية أمنية مشدّدة، ووقف الناخبون في طوابير أمام بعض المراكز للإدلاء بأصواتهم، ووصلت نسبة الاقتراع إلى 51 في المئة.
وكانت انطلقت الانتخابات البلديّة والاختياريّة عند السابعة صباحاً في القضاء الذي يضمّ 58349 مقترعاً، لانتخاب 32 بلدية من أصل 37 بلدية، وقد فازت 5 بلديات و21 مختاراً بالتزكية.
والبلديّات الفائزة بالتزكية هي: كفرجرة، قطين وحيداب، صباح، بنواتي، الحمصية.
كما فاز مخاتير 19 بلدة بالتزكية.
وكان الناخبون توزّعوا على 59 مركزاً، قُسّموا على 122 قلماً اختياريا و104 أقلام بلديّة.
وأوضح النائب زياد أسود بعد الإدلاء بصوته في جزين، أنّه يعوِّل على «أن تكون نسبة الاقتراع مرتفعة».
وأكّد أنّ «الجزينيين واعون للواقع السياسي الذي يعيشونه. المسألة ليست مسألة بلديّة، وهي ليست بالتنافس بين مرشّحين قرارهم في جزين ويبقون في جزين، المسألة مسألة أبعاد سياسيّة أهدافها واضحة. إمّا أن نحافظ على ما تحقّق وعلى القرار السياسي الذي استطاعت جزين أن تأخذه في مرحلة من المراحل مع كل صعوباته، وإمّا أن نتخاذل ونتكاسل ونهمل وما تخسره لا يمكن ردّه، هذا هو الواقع السياسي».
وقال الوزير السابق إدمون رزق، بعد اقتراعه في جزين: «أصرّ على أن يكون قرار جزين من جزين، وألّا يُملي أحد من الخارج قراراً عليها. ما يشعرني بالفخر في جزين هو الإقبال الكثيف على الاقتراع، وهي من منظومة القرى والمدن اللبنانية التي تصرّ على أن تشهد للحرية».
صور
في مدينة صور، بدأ الإقبال على مراكز الاقتراع وسط أجواء أمنيّة مشدّدة وتحضيرات كاملة لسير العملية الانتخابية بنجاح، وكان من بين المقترعين النائب عبد المجيد صالح، النائب السابق حسن حب الله، مدير عام الريجي المهندس ناصيف سقلاوي، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني ورئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق.
وشهدت بلدة القليلة معركة انتخابية بين لائحتين، الأولى تدعمها العائلات والحزب السوري القومي الاجتماعي، والثانية حركة أمل وحزب الله. وأكّد رئيس المجلس القومي منفّذ عام منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور محمود أبو خليل، «أنّ القليلة لا يمكن أن تكون إلّا بوجهها الحضاري وبوجود تنافس لائحتين مكملتين لبعضهما بعضاً، كان من المفترض أن يكونوا لائحة واحدة، إذ لا يوجد توجّهات سياسية مختلفة، فهي بشريحتها المتجانسة والمتكاملة سلّمت أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي يشكّل صمام الأمان للسلم الأهلي للبنان، والسيد حسن نصرالله حامي راية المقاومة المنضوين جميعنا تحتها».
وقال: «الأخطاء بالسياسة كانت كثيرة، لكن الأجواء إيجابيّة، وللمصطادين بالمياه العكرة نقول: إنّ القليلة هي شريحة واحدة. توجد لائحتان، الأهالي يصوّتون لمن يرونه الأجدر بخدمتهم من دون أي ضغوطات أو عنف»، لافتاً إلى أنّ لائحته المكتملة من 15 مرشّحاً تضمّ جميع عائلات القليلة ولا سيّما الكبيرة.
وقال: «كنّا نتمنّى أن يكون قرار التحالف بين حزب الله وحركة أمل الحليفين لنا، بطريقة مختلفة، وأن يُدار ملف الانتخابات بطريقة مختلفة، وأن نكون جميعاً في لائحة واحدة لنؤسّس للبلد عملية إنمائيّة فيها استقرار اجتماعي وسياسي، لكنّنا كنّا ملزمين بخوض معركة انتخابيّة تنافسيّة».
وأكّد أنّ «هذه اللائحة عندما تفوز لا يمكن أن تُهدى إلّا لمشروع المقاومة التي نحن جزء أساسي ومؤسّس فيها» متمنّياً على «حزب الله وحركة أمل أن يتعاملوا مع اللائحة كما لو هم فازوا من أجل مصلحة البلد».
وختم متسائلاً: «هل يعتقد أحد أنّ المصيلح دار للرئيس برّي قبل أن تكون لنا؟ الرئيس برّي على مدى عملنا كنّا دائماً نتّفق معه على أغلب المسائل الأمنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة وغيرها، ودارته دارتنا، فبطبيعة الحال لا أحد يستطيع أن يشكّك بصدقيتنا عندما نحالف نحالف بصدق، وعندما نختلف نتنافس بصدق».
وفي لقاء مع النائب علي خريس، رأى أنّ «العملية الانتخابية تجري في إطارها القانونيّ والأمنيّ المميّز، ولم يُسجّل أي إشكال خصوصاً في البلدات التي يوجد فيها لوائح منافسة لحركة أمل وحزب الله»، داعياً الناخبين من الطرفين إلى الالتزام باللوائح المعتمدة والمتّفق عليها.
وشدّد على رفض مقولة أنّ «الأحزاب قد تجاوزت العائلات، فحركة أمل من قلب المجتمع النابض والمقاوم وعائلاته، ونحن تحالفنا مع القوى السياسية الأخرى كما أرادوا هم ضمن لوائح التوافق، متمنّياً على الجميع الالتزام بالروح الحقيقية لمهام البلديات، وأنّ البلدايات التي فازت بالتزكية دليل نجاح.
ورأى أنّ التحالف في الانتخابات البلدية له طابع محلّيّ وإنمائيّ وليس سياسيّ.
من جهته، أكّد النائب صالح أنّ «العملية الانتخابية تجري بطريقة حضاريّة وأمنيّة مشدّدة، وأنّ التنافس الجاري بين لوائح التوافق لحركة أمل وحزب الله هي تعبير عن الأجواء الديمقراطيّة، وردّاً على الذين يثيرون الأخبار الملفّقة بين الناخبين بأنّ حركة أمل وحزب الله قد احتكرا الانتخابات ومقاعد المجالس البلدية والاختيارية، بل هما يسعيان بشكل دائم إلى جعل هذ الاستحقاق استحقاقاً أهليّاً وإنمائيّاً بامتياز».
واعتبر صالح، أنّ لائحة التنمية والوفاء في صور هي نموذج للعيش المشترك وتعبير حقيقي عن صور المدينة التي تضمّ الطوائف اللبنانية كافة.
وأكّد دبوق أنّه تابع العملية الانتخابية في المدينة مباشرة على الأرض، حيث لفته الإقبال الكثيف على الاقتراع من قِبَل الأهالي، والنِّسب في ازدياد.
وجال مدير عام الريجي ورئيس الماكينة الانتخابية لحركة أمل، المهندس ناصيف سقلاوي، على أقلام الاقتراع في مدينة صور، مؤكّداً وجود إقبال كثيف على أقلام الاقتراع في مدينة صور وسط أجواء هادئة وتنافس حضاري.
وأكّد وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب محمد فنيش بعد إدلائه بصوته في بلدته معروب، أنّه «إذا كان هناك منافسة فهي منافسة بنسبة قليلة جداً، لأنّ أكثر من 20 في المئة من البلدات في المناطق التي تعنى بها حركة أمل وحزب الله فازت بالتزكية».
بنت جبيل
وفي بلدات وقرى قضاء بنت جبيل، تفاوتت نسبة الاقتراع في الأقلام لكن الانتخابات تميّزت بالهدوء التام.
وقال النائب حسن فضل الله، بعد اقتراعه في بلدته عيناثا: «ليس لدينا في أغلب المدن والقرى الجنوبيّة معارك انتخابيّة اليوم، هناك تنافس محلّيّ بين الأهل والأصدقاء، بين أصحاب الخط السياسيّ الواحد، لا نعتبر أنّ لدينا خصوماً سياسيّين في الجنوب. قد تكون هناك ملاحظات واعتراضات، ولكن كلّها تحت السقف السياسيّ الواحد وفي ظل التوافق الكامل بين مختلف الشرائح الشعبيّة في الجنوب، لأنّ هويّة الجنوب هي هويّة المقاومة، والكل يقترع اليوم تحت ظل هذه الهويّة المقاومة».
واقترع النائب علي بزي في بلدته بنت جبيل، وقال في تصريح بعد الإدلاء بصوته: «اليوم 22 أيار هو عرس آخر على مساحة الجنوب، اليوم المرحلة الثالثة من استحقاق الانتخابات البلديّة والاختياريّة، كما ترون الانتخابات تتمّ بطريقة حضارية تنافسيّة، واللوائح المدعومة من حركة أمل وحزب الله تحت اسم لوائح التنمية والوفاء هي في سبيل خدمة الجنوب وأهله».
واقترع النائب أيوب حميد في بلدته بيت ليف، وأكّد بعد الإدلاء بصوته أنّ «هذا الاستحقاق الذي يمر اليوم بأفضل الصور والإجراءات اللوجستيّة والأمنيّة، والتنافس المشروع الذي يحصل، هو دلالة عن التعبير الروحي الذي يتمتّع به أهالي الجنوب عموماً».
وكان قد بلغ عدد المرشحين 918 مرشحاً للمجلس البلدي، و357 للمجالس الاختيارية.
أمّا عدد الناخبين بحسب لوائح الشطب فبلغ 143485 ناخباً لانتخاب 28 مجلساً بلدياً بعد فوز 8 مجالس بلدية بالتزكية، هي: عيتا الجبل، صربين، حاريص، خربة سلم، مارون الراس، رشاف، حداثا، كونين.
النبطية
وفيما لم تتجاوز نسبة الاقتراع في مدينة النبطية الـ30 ، حيث تنافست لائحة الوفاء والتنمية المدعومة من حركة أمل وحزب الله في مقابل لائحة المجتمع المدني غير المكتملة،
شهدت بعض بلدات قضاء النبطية سخونة انتخابيّة ملحوظة حيث كان التنافس على أشدّه، وبخاصة بين اللوائح المكتملة والمتنوّعة التحالفات الحزبية والعائلية، كما حصل في بلدات جرجوع وكفررمان وحومين التحتا، التي يصح تسميتها «أم المعارك» الانتخابية، حيث تواجهت فيها لائحة الوفاء والتنميه ولائحة الإنماء البلدي، وتجاوزت نسبة المقترعين الـ75 .
وفي كفررمان، بكّر الناخبون في التوجّه إلى صناديق الاقتراع من مؤيّدي لائحة التنمية والوفاء المدعومة من حركة أمل وحزب الله ولائحة كفررمان الغد المدعومة من الحزب الشيوعي، غير أنّ نسبة الاقتراع لم تتجاوز الـ55 ، مع أنّها تحوّلت مربط خيل الإعلام والتوقّعات بالخرق المتبادل بين اللائحتين.
المشهد الانتخابي في جرجوع اختلف عن بقيّة قرى الإقليم، حيث غاب التوافق بين حزب الله وأمل على لائحة موحّدة، كما هو حاصل في معظم مدن الجنوب وبلداته، وتشكّلت فيها لائحتان، واحدة مدعومة من حزب الله وأخرى مدعومة من حركة أمل، ولكن هذا الاختلاف التحالفي لم يُفسد العملية الانتخابية التي سادها الهدوء والانضباط وحرية الاقتراع للناخبين.
أمّا بقية القرى فإنّها رغم الأجواء الانتخابية الحماسية إلّا أنها لم تشهد تنافساً قاسياً رغم وجود لوائح مكتملة لحركة أمل وحزب الله مقابل، إمّا لوائح غير مكتملة، أو عدد من المرشّحين المستقلين مثل حبوش وعربصاليم ورومين وعزة وكفرفيلا وعين قانا. في حين أنّ في بلدة صربا ثلاث لوائح مكتملة ومختلطة من العائلات والأحزاب، وسارت فيها العملية الانتخابية بحماسة وديمقراطية وحرية في الاختيار.
مرجعيون
وفي قضاء مرجعيون، جرت الانتخابات بهدوء تام. واعتبر وزير المال علي حسن خليل لدى إدلائه بصوته في الخيام، أنّ «الأجواء عاديّة، وهناك تنافس حر وديمقراطي تعكسه الأجواء من خلال مشاركة كل القوى بالعملية الانتخابية».
أضاف: «هذه التجربة تعكس إرادة كل الجنوبيين وأهل الخيام بشكل خاص، لممارسة حقّهم الديمقراطي وفرز القيادات البلديّة التي تعبّر عن طروحاتهم».
من جهته، أكّد النائب علي فياض بعد إدلائه بصوته للانتخابات البلدية في بلدته الطيبة في قضاء مرجعيون،
أنّه «ليس هناك من ضغوطات، فأنا من الأشخاص الذين تولّوا الاتصال مع بعض الشخصيات المرشّحة، وعندما يكون هناك لائحة مؤلّفة من 18 عضواً ويكون هناك في المقابل 4 أعضاء أو عضوان كما هو الحال في بلدة ميس الجبل، فمن الطبيعي أن يكون هناك محاولات للوصول إلى التزكية التي تضمّ الآخرين ولا تدعوهم للانسحاب، والتي تسعى ما أمكن إلى أن يتشكّل المجلس البلدي بما يأخذ في الاعتبار مختلف المكوّنات السياسية القائمة من دون أن نصل إلى تهميشها بالعملية الانتخابية، لأنّ النتائج واضحة بأنّ لوائح حركة أمل وحزب الله ستربح».
وكان قد توجّه 109000 ناخب، لانتخاب 26 مجلساً بلدياً من أصل 32، بعد فوز 6 مجالس بلدية بالتزكية، ولانتخاب 97 مختاراً من أصل 112 مختاراً بعدما فاز 15 مختاراً بالتزكية، أمّا عدد أقلام الاقتراع فهي 165 قلماً. وكانت قد فازت ست بلديّات بالتزكية في قرى قضاء مرجعيون من أصل 26 بلدية، وهم: بليدا، الصوانة، بني حيان، الوزاني ، دير ميماس وجديدة مرجعيون، إضافة إلى فوز خمسة عشر مختاراً.
وصدر عن المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية والبلديات البيان الآتي: «أعلنت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية والبلديات أنّها أحالت مرشّحين من اللائحة نفسها في البرغلية إلى التحقيق في فصيلة العباسية – قضاء صور بتهمة الرشوى. وأنّها ضبطت تراخيص وتصاريح لمندوبين من دون أسماء في تولين – قضاء مرجعيون، وأحالت الملف على فصيلة تبنين لإجراء التحقيق تحت إشراف القضاء المختص. مع الإشارة إلى أنّ النائب العام الاستئنافي في الجنوب لا يزال يحقّق في التسجيل الصوتي حول رشوى في بلدة عقتنيت».
حاصبيا
في قضاء حاصبيا، بلغ عدد الناخبين حوالى 46 ألف ناخب وناخبة، موزَّعين على 88 قلم اقتراع لانتخاب 16 بلدية من أصل 18 بعد فوز مجلس بلديّتي الدلافة والفرديس بالتزكية، كما بلغ عدد أعضاء بلديّات هذا القضاء 192 عضواً.
وكانت العملية الانتخابية انطلقت في قضاء حاصبيا عند السابعة صباحاً، واتّسمت بالهدوء في بلدة شبعا، والمنافسة دارت بين لائحتين. وشهدت البلدة إقبالاً على الاقتراع مع تسجيل نسبة عالية من الحضور الاغترابي للمشاركة في الانتخابات.
وشهدت أقلام الاقتراع في قرى حاصبيا والعرقوب صباحاً كثافة ناخبين في ظلّ أجواء هادئة، وقد أشار رئيس القلم في تكميليّة حاصبيا محمد العلي إلى أنّ «العمليّة الانتخابيّة جرت بشكل ودّيّ وديمقراطيّ، ولم يسدْها أيّة شائبة».
وفي بلدة كوكبا إلى حدود الـ40 في المئة.
وفي شويا، تنافست لائحة توافقيّة بين الحزب التقدمي الاشتراكي و الحزب الديمقراطي اللبناني مقابل مرشّح واحد يُدعى غسان أبو سيف.
أمّا في عين قنيا، فكانت حركة الإقبال كثيفة وجرى التنافس بين لائحتين، لائحة «قرار عين قنيا» المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي، ولائحة «الوفاق والإنماء» المدعومة من الحزب السوري القومي الاجتماعي والديمقراطي والشيوعي.
وضبطت الأجهزة الأمنية في بلدة الماري عملية رشوى انتخابية عندما كان أحد المرشحين يدفع مبلغاً مالياً إلى أحد الناخبين، وقامت الجهات المعنيّة بالتحقيق بالحادث.
البلديات الفائزة بالتزكية
وفازت بالتزكية إلى جانب بلدتي الفرديس والدلافة، بلدة الخلوات بعد مساع من وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور مع عائلات البلدة للتزكية، حيث أعلن قائمقام حاصبيا وليد الغفير «فوز بلدية الخلوات بالتزكية، كما فاز بالتزكية أيضاً المختاران صافي أحمد عامر وإميل حسين أبو سعد».
وأكّد النائب قاسم هاشم بعد إدلائه بصوته في شبعا، على «جو الإلفة والمحبة التي تسود العملية الانتخابية، حيث الديمقراطية بدت واضحة في كل أقلام الاقتراع»، وقال: «إنّنا على مسافة واحدة من المرشّحين، وتركنا للناخبين الخيار الذي يجدونه مناسباً».
ونوّه النائب أنور الخليل بـ«سير العملية الانتخابية في حاصبيا وديمقراطيتها، حيث تجري في أجواء هادئة ومستقرة بفضل وعي الأهالي، إذ لم يُسجّل أي إشكال أو حادثة تعكر صفو الأمن».
تصوير:
سعيد معلاوي
مصطفى الحمود
محمدأبو سالم