عسيري: لإيجاد حلول توافقية للاستحقاق الرئاسي
دعا السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري إلى إيجاد الإرادة السياسية والحلول التوافقية للاستحقاق الرئاسي، «بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك، ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة إلى ميناء الطمأنينة والازدهار، ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين».
كلام عسيري جاء خلال حفل عشاء أقامه في دارته في اليرزة، في حضور شخصيات رسمية وسياسية وروحية وأمنية واقتصادية، على رأسها: رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بوزير المالية علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام، وحشد من الديبلوماسيين.
وقال: «أتوجه وأوجه نداء صادقاً، أن يقوم كلّ واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات إلى حوار يختلف عن كلّ الحوارات السابقة، عنوانه «إنقاذ لبنان» لأنّ الوقت يمرّ والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدّد، ولبنان لم يعد قادراً على الاحتمال، لا بل يتطلع إلى همتكم وقراراتكم الشجاعة، بعدما عانى ولا يزال، من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور»، الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي إلى كافة الحلول، وإلى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية، لينتظم عمل المؤسسات، وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من أجل خدمة الوطن والمواطن».
وأضاف: «شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخوله عامه الثالث، وكلما طال، تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي، الذي يجمع الأشقاء اللبنانيين من كافة الأطياف السياسية والدينية، انطلاقاً مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير»، مناشداً الحاضرين أن يوجدوا «الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف، بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك، ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة إلى ميناء الطمأنينة والازدهار، ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين، هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان».
وتابع عسيري: «تعرفون أنّ أشقاءكم العرب، وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية، يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة، التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، فحبذا لو يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الأمر، بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيدا من الخطوات السياسية والأمنية، التي تطمئن السياح العرب والأجانب، وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهداً في اتخاذ كافة الإجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه، الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية، ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقى لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع أشقائه العرب، الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه».
وختم عسيري مؤكداً أنّ السعودية «بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، ولصيغة العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي. وغير صحيح ما يشاع أنها تخلت عن لبنان، فهذه ربما أمنية البعض التي لن تتحقق، لأنّ العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الإنساني الذي يجمع الدول والشعوب: إلا أنّ المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أمينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع، نعرف سلفا أنها لن تحقق ما تتوخاه، لأنّ الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد وأين تتحقق مصلحة بلاده».
مراد: السعودية تريد كسر الجليد بين 8 و14 آذار
وأوضح الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي شارك في العشاء، في تصريح لـ«المركزية» أنّ «الغاية منه «رغبة» السعودية في الانفتاح على الجميع وألا تُحسب على طرف دون آخر، وأن تكون على مسافة واحدة من الجميع»، ولفت إلى أنّ «السفير عسيري دعا الجميع إلى اقتناص الفرصة التاريخية المُتاحة اليوم للتلاقي والتحاور بأسلوب جديد مُغاير عن الأساليب التقليدية السابقة، لملء الفراغ في المؤسسات الشاغرة على رأسها رئاسة الجمهورية والاتّفاق وعلى قانون للانتخابات، وعدم «التذرّع» بالأسباب الأمنية لعدم إجراء الانتخابات النيابية، فالانتخابات البلدية الجارية تؤكد ان الوضع الأمني جيّد».
وقال: «بيت القصيد» من العشاء كسر الجليد بين فريقي «8 و14 آذار» وأن يذوبا في بعضهما البعض من خلال أسلوب جديد للحوار من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية قريبة».
وختم مراد: «السعودية حاولت من خلال مأدبة العشاء هذه، إيصال رسالة بأنها «مجروحة» للواقع الذي وصل إليه لبنان، وتتمنّى «الانفراج» القريب، وبأنها على مسافة واحدة من الجميع».
عبيد: خطاب عسيري مهماز لضمائر المسؤولين
وفي سياق متصل، أعلن الوزير السابق جان عبيد أنّ «سبباً قاهراً» حال دون تلبيته عشاء السفير عسيري.
وقال عبيد، في بيان: «إنه لمن اللافت أن يتمكن هذا الرجل المحب للبنان بهذا القدر والكياسة، من أن يؤلف بين من التقوا في رحاب منزله، ولا يتمكن العديد من هؤلاء أن يلبوا نداء الوطن والضمير والمصير، ويبادروا إلى التضامن والتوافق والتلاقي والتحابب والتعاقد من أجل لبنان ومصلحته وسياسته ورئاسته».
ورأى أنّ خطاب السفير العسيري «ليس نداء فحسب إلى اللبنانيين ومسؤوليهم، إنه مهماز لضمائرهم وقدوة لمسؤوليتهم واستنفار لوجدانهم من الأعماق من قبل السفير، عسى أن لا تذهب روح هذا الكلام وتفاعلاته ومستلزماته ومتوجباته مع الريح»، مشيراً إلى أنّ «هذه ليست مسؤولية السفير، بل واجب قيادات لبنان ومسؤوليه ووجدان ولاة أمره وأهله ورسالته».