مصير مجهول

غضب الناشطين لا يزال يزداد مع كلّ إشراقة شمس، فالصفقة العمياء التي ذهب ضحيتها خيرة الأبطال لا تزال تؤرّق مضاجعهم. تعتيم إعلامي أو حتى إهمال سياسيّ إزاء مصير الجنود، ما يزعج الناشطين. هنا، في هذا التعليق سؤال موجّه خصيصاً إلى العماد جان قهوجي يتساءل فيه الناشط عن حقيقة ما حصل وعن الإهمال المبطّن لمصير الجنود الأسرى، عارضاً أمنية أمّ أحد الأسرى تطالب بأيّ تصريح يبرّد النار القابعة في قلوب الأمّهات حول مصير أبنائهن المخطوفين. مصير مجهول ينتظر هؤلاء الأسرى، خصوصاً أنّهم بين أيدي مجرمين إرهابيين لا يعرفون الله ولا الدين ولا يتقنون سوى قطع الرؤوس. ماذا سيحصل لهم؟ وكيف تقبل الدولة اللبنانية والمؤسسة العسكرية بهذا المصير، وهل أنّ التسويات الحاصلة ستردّهم إلى أحضان أُسَرهم؟ أسئلة لا نعرف الإجابات عليها طالما أننا وسط تعتيم وغموض كبيرين.

المطلوب… حماية الصحافة

وقع إشكال بين الإعلاميين والقوى الأمنية أمام دار الفتوى بعدما استُدعي الإعلاميون للدخول إلى قاعة الاجتماع في دار الفتوى لتصوير المجتمعين بعد انتخاب المفتي الجديد. وحصل تلاسن تطوّر إلى إشكال بين الإعلاميين والقوى الأمنية، ما أدّى إلى إصابة عدد من الزملاء. وعقب ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه سيشكّل لجنة تحقيق في الحادث.

وأعلن بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة أنه وبعد انتهاء انتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية، ولدى المباشرة بإعلان النتيجة، تدافع الاعلاميون إلى المكان بشكل غير منظم، ما حدا بعناصر الحرس الحكومي إلى تنظيم الدخول، تبعه مشادة كلامية تطوّرت إلى تدافع نتج عنه إصابة أحد الصحافيين وبعض العسكريين برضوض». وبناءً على ذلك أصدر وزير الإعلام بياناً استنكر فيه ما حدث، كما كان لدار الفتوى بيان أعربت من خلاله عن أسفها لما حصل. لكن بعدما حصل هذا الإشكال انتفض الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض ما حصل من اعتداء على الصحافيين والإعلاميين رافضين الأمر رفضاً مطلقاً ومطالبين بحماية الصحافة بشتّى الوسائل الممكنة. فمنهم من طالب بتسليح الصحافة ومنهم من طالب بإيقاف المسؤولين عن الاعتداء وهنا بعض التلعيقات.

الذكرى السادسة لرحيل محمود درويش

«أيها المارون بين الكلمات العابرة، احملوا أسماءكم وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة. وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا… إنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء».

بكلمات الشاعر محمود درويش، وغضب رغدة من «داعش» و«إسرائيل» استعانت النجمة القديرة بكلماته لإحياء الذكرى السادسة لرحيله. وفي الذكرى التي صادفت في الثامن من الجاري تزداد حاجتنا إلى بلاغته، إلى مجازه، مفرداته وإيقاعه وصوره الشعرية، بازدياد حاجتنا إلى الجمال، نقيّاً، صرفاً، مُركباً. كما نجح درويش في الوصول إليه في دواوينه الأخيرة، حيث تلك الحكمة الإنسانيّة التي تنداح من المستوى المعرفي إلى المستوى الانطولوجي وهي تقرأ التاريخ وتقرأ الصراع بين حدي الحياة والموت، لفردٍ عاش طويلاً، حلم كثيراً، وكتب أكثر بكثير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى