الهند تستعد لأكبر انتخابات في العالم

تبدأ في الهند اليوم الاثنين أكبر انتخابات يشهدها العالم والتي من المرجح أن تسفر عن تشكيل ائتلاف يترأسه أحد القوميين الهندوس لإنعاش الاقتصاد المتعثر.


وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ناخبي الهند وعددهم 815 مليون شخص سيلحقون هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده سلالة نهرو وغاندي بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينات إلى وقف التنمية وفرص العمل في بلد تقل أعمار نصف عدد سكانه عن 25 سنة.

وهيمن نارندرا مودي مرشح حزب بهاراتيا جاناتا أكبر أحزاب المعارضة لرئاسة الوزراء على الحملة الانتخابية التي تراوح المرشحون فيها من ملياردير إلى ساحر وذلك على رغم استياء الكثير من الهنود من أسلوب تعامله مع أعمال شغب دينية عام 2002.

وسيجرى التصويت على تسع مراحل خلال خمسة أسابيع وسيبدأ في ولايتين صغيرتين في شمال شرقي البلاد بالقرب من ميانمار، ثم يمتد إلى جبال الهيمالايا الجليدية والصحراء الغربية والجنوب الاستوائي وينتهي في 12 أيار في سهول الهند الشمالية المكتظة بالسكان. ومن المقرر إعلان النتائج في 16 أيار.

وأدار مودي الذي ترأس حكومة ولاية جوجارات الغربية ثلاث مرات حملة انتخابية قوية نظمت الكثير من المؤتمرات الانتخابية حتى في جنوب وشمال شرقي البلاد حيث لا يتمتع حزب بهاراتيا جاناتا بنفوذ.

وأثناء جولته عبر الهند تعهد مودي الذي سيخوض الانتخابات عن مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس، إحياء برنامج البنية التحتية وقيمته ترليون دولار وتوفير فرص عمل ومساعدة الطبقة المتوسطة النامية الطموحة التي تراجعت نجاحاتها الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة. وقال ميلان فايشناف من مركز كارنيجي للسلام الدولي «اتسمت رسالة مودي بذكاء بالغ.»

وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة «سي إس دي إس» الهندية العريقة أن من المتوقع حصول حزب بهاراتيا جاناتا وحلفائه على النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان المتنافس عليها وعددها 543 مقعداً، لكنهم لن يصلوا للنصاب اللازم الذي يؤهلهم لتشكيل غالبية برلمانية.

ويتركز الجدل في نيودلهي عمّا إذا كان باستطاعة مودي تشكيل ائتلاف مستقر بما يكفي للمضي قدماً في برنامجه.

لكن من الصعب توقع نتيجة الانتخابات. ففي عام 2004 أخطأت استطلاعات الرأي في توقعاتها بانتصار التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا الذي قامت حملته الانتخابية على سجله الاقتصادي. وبدلاً من ذلك وصل حزب المؤتمر الذي ينتمي ليسار الوسط إلى السلطة ليوسع نطاق برامج الرعاية الاجتماعية.

وتشير التوقعات إلى أن حزب المؤتمر الذي أثار غضباً شعبياً بسبب التباطؤ الاقتصادي والفساد بعد عقد في السلطة سيحصل على نحو نصف عدد الأصوات التي سيفوز بها حزب بهاراتيا جاناتا. وفقدت سلالة نهرو وغاندي في الأشهر الأخيرة الكثير من قدرتها التقليدية على إثارة حماسة الناخبين مع شعور الكثيرين بالفتور تجاه سليلها راهول غاندي.

وسيواجه رئيس وزراء الهند المقبل مهمة صعبة لإنعاش اقتصاد يعاني من زيادة التضخم وعجز مالي كبير. وتشمل التحديات أيضاً تحديد دور الهند في منطقة متوترة تطغى عليها نزاعات حدودية مع باكستان والصين.

ويقول منتقدون إن مودي لا يمثل إلا الأغالبية الهندوسية ولم يتمكن عام 2002 من وقف أعمال شغب طائفية في جوجارات قتل فيها ما لا يقل عن ألف شخص معظمهم مسلمون. ودأب مودي على نفي هذه الاتهامات ولم يفض تحقيق أجرته المحكمة العليا عن أي دليل لمقاضاته.

وقال بابان سينغ وهو وزير دولة ومرشح حزب المؤتمر عن دائرة تضم قرية ليزاي «إن تفرد الهند يكمن في وحدتها وسط التنو». وأضاف في إشارة لمودي «إنه يمثل خطاً واحداً للتفكير ولا يمثل تنوع الهند».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى