اليونان تبدأ إجلاء المهاجرين من مخيم «ادوميني» على الحدود المقدونية
حذّر مُستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أنّ أنقرة قد تُعلق تطبيق كافة اتفاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بسبب «المعايير المزدوجة» التي تعتمدها بروكسل لدى التعامل مع تركيا.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن يغيت بولوت المستشار الاقتصادي للرئيس التركي، أمس قوله «إذا بقيت الأمور كما هي الآن، فمن غير المستبعد أنْ تراجع تركيا علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي»، موضحاً أنه من بين الاتفاقات التي قد تعلقها أنقرة، الاتفاق الخاص بالاتحاد الجمركي.
وكان تطبيق الاتفاق بين بروكسل وأنقرة لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، قد واجه عقبات بسبب خلافات نشبت بين الطرفين حول القانون التركي لمكافحة الإرهاب، الذي تصر بروكسل على تعديله بشكل يتناسب مع المعايير الأوروبية.
وتُعد هذه الخلافات العقبة الرئيسية التي تُعرقل إعفاء المواطنين الأتراك الراغبين في زيارة الاتحاد الأوروبي، من تأشيرات الدخول.
وفي وقت سابق كشفت مصادر في المفوضية الأوروبية أنّ السلطات التركية لم تُلب حتى الآن 5 من الشروط الـ72، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لمحاربة الفساد الإداري، وبدء المفاوضات حول عقد اتفاق عملياتي مع الشرطة الأوروبية، والتوصل إلى اتفاق حول التعاون في مجال القضاء مع جميع الدول الأوروبية، وتعديل القواعد الداخلية التركية الخاصة بحماية البيانات بمراعاة معايير الاتحاد الأوروبي، ومراجعة القوانين الخاصة بمحاربة الإرهاب.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية عن مصادر في الحكومة الألمانية، استبعادها إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي في العام الحالي. وأوضحت المصادر أنّ أنقرة لن تلبي الشروط المتبقية، بحلول نهاية العام الجاري.
الى ذلك، انتقد أردوغان الموقف الأوروبي بشدة، وأعلن أنّ أنقرة لا تنوي تعديل قوانينها لمحاربة الإرهاب، لكنه أعرب عن أمله في حل كافة المسائل المتعلقة بإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
إردوغان أضاف أمس، إن تركيا تتوقع توزيع عبء التعامل مع أزمة اللاجئين بطريقة أكثر عدلاً وأكد مجدداً على أنّ بلاده تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، وقال «لم نحصل على ما يلزم من الدعم والمساهمات من المجتمع الدولي في أزمة اللاجئين ونتوقع الآن قسمة أكثر إنصافاً لهذا العبء».
وفي السياق، قالت الحكومة اليونانية أمس إنّها ستبدأ خلال الأيام القادمة إخلاء مخيم إدوميني المؤقت على حدودها الشمالية مع مقدونيا، و الذي يؤوي منذ شهر شباط الماضي آلاف المهاجرين واللاجئين المحاصرين في ظروف متردية.
وظهر المخيم الممتد في أحد الحقول بعد أنّ ترك إغلاق الحدود في أنحاء منطقة البلقان المهاجرين محاصرين هناك. وأغلبهم كانوا متجهين إلى ألمانيا ودول أخرى غنية في شمال أوروبا.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية جورجوس كيريتسيس إن عملية الإخلاء ستبدأ «غداً أو بعد غد وستنتهي في أسبوع أو خلال عشرة أيام على الأكثر»، مشيراً أنّ «مخيم مثل الذي في إدوميني لا يمكن استمراره. هذا يخدم فقط مصالح المهربين».
كيريتسيس أضاف إنه رغم أن الحكومة تخطط بالفعل لإعادة فتح خط السكك الحديدية إلا أنها لا تعتزم مداهمة المخيم. وقال «إجلاء كل اللاجئين من هذا المكان المشين، وهو ما يمكن أن نصف به مخيم إدوميني هو في صالحهم. سيتم فتح خط السكك الحديدية لمرور القطارات بصورة طبيعية، لكن الأهم هو أنّ الناس ستنقل إلى أماكن ظروف العيش بها آدمية».
وفي السياق، قال مصدر في الشرطة اليونانية إنّ 50 شرطياً من شرطة مكافحة الشغب سينشرون في المخيم لتأمين الإجلاء التدريجي للمهاجرين بدءاً من مساء اليوم الثلاثاء، مضيفاً أنّ نحو 2000 شخص كانوا يغلقون خطاً للسكك الحديدية على الحدود سيتم إجلاؤهم أولا.
هذا وأغلق المهاجرون خط السكك الحديدية منذ أكثر من شهر، مما أجبر القطارات على تحويل مسارها إلى طريق عبر بلغاريا إلى الشرق. وتسبب الإغلاق في بقاء عربات محملة بالأغذية متوقفة على القضبان في «إدوميني» لأسابيع.
ورفض المهاجرون الذين جاءوا من مناطق الحرب في سوريا والعراق وأفغانستان، الانتقال من المخيم على الرغم من اضطرارهم للنوم في العراء، في ظروف قاسية وعلى الرغم من إطلاق الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع عليهم. وتجاهل المهاجرون بشكل عام مناشدات السلطات اليونانية بالانتقال لمخيمات نظامية مقامة في أنحاء اليونان.