طهران تنفي زيارة زعيم طالبان لإيران عشية مقتله
نفّت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أنباء تقول، إنّ زعيم حركة «طالبان» أفغانستان أختر منصور، الذي قُتل في باكستان بضربة أميركية زار الجمهورية الإسلامية عشية القضاء عليه.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن حسين جبري أنصاري المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية قوله «تُعلن الهيئات المختصة للجمهورية الإيرانية أنّ هذا الشخص أختر منصور لم يعبر الحدود الإيرانية في التاريخ المذكور»، مضيفاً أنّ طهران تُرحب بأيّ عمل إيجابي من شأنه إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان.
وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد أفادت سابقاً، بأنه تم العثور في مكان الغارة الأميركية على جواز سفر باسم «محمد والي» وفيه تأشيرة دخول صالحة لإيران، تُشير إلى أنّ صاحبه كان عائداً من الجمهورية الإسلامية في اليوم الذي هاجمته طائرة من دون طيار قرب الحدود مع أفغانستان في سيارة مستأجرة.
في غضون ذلك، أكدّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، القضاء على أختر منصور نتيجة غارة لطائرة أميركية في الأراضي الباكستانية المجاورة لأفغانستان، داعياً أنصار «طالبان» إلى إجراء مفاوضات مع سلطات كابل، واصفاً ذلك كـ «طريقة واقعية وحيدة» لوقف النزاع المسلح في أفغانستان.
وقال في بيان له «نحن تخلصنا من زعيم الحركة طالبان الذي كان يواصل تحضير وتنفيذ هجمات ضد عسكريين أمريكيين، وقوات التحالف الدولي في أفغانستان. هو خاض الحرب ضد الشعب الأفغاني، وكان على تواصل مع مجموعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة».
من جهته أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أنّ «حركة طالبان أفغانستان برئاسة أختر منصور نفذت هجماتها في كل الأراضي الأفغانية، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من الأجهزة الأمنية الأفغانية، إضافة إلى أنّها تُشكل خطراً على القوات الأمريكية وحلفائها في حلف الناتو».
وفي سياقٍ متصل، أعلنّت الخارجية الروسية أنّ مقتل منصور سيؤدي إلى استمرار التصعيد العسكري وتعقيد عملية المفاوضات.
وقال مدير قسم آسيا الثاني في الخارجية الروسية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، زامير كابلوف إنّ «ذلك سيؤدي إلى تعقيد عملية المفاوضات كثيراً في هذه المرحلة، في حال تأكدت هذه المعلومات»، مضيفاً أنّه «من غير المرجح أنّ يسارع قادة طالبان الميدانيون في الاستسلام وبدء المصالحة، بل سيواصلون الحرب».
وأشار كابلوف إلى وجود حتمال كبير أنّ زعيم «طالبان» قد قتل بالفعل، إلا أنّ موسكو ليست لديها ما يؤكد ذلك، و حذّر من أن اختيار سراج الدين حقاني زعيماً جديداً للحركة سيكون تطوراً خطراً لأن الأخير متشدد.