تنديد واسع بتفجيرات سورية الإرهابية: تقف وراءها أميركا وتركيا وبعض العرب
توالت المواقف المندّدة بالتفجيرات في مدينتي جبلة وطرطوس السوريّتين، معتبرة أنّ هذه الحالة الإرهابية تقف وراءها السياسة القاتلة للولايات المتحدة الأميركية والسلطات التركية ومعها بعض الدول العربية.
وفي السياق، اعتبر النائب الدكتور مروان فارس، «أنّ يد الإرهاب تطال المدن الهادئة والناس الأبرياء، فتقتل وتدمّر الأبنية السكنية في الأمكنة الآمنة التي لم تعرف يوماً أي اعتداء على الناس».
وأكّد «أنّ هذه الحالة الإرهابية تقف وراءها السياسة القاتلة للولايات المتحدة الأميركية والسلطات التركية ومعها بعض الدول العربية التي لا تفتأ بالإعلان الصريح عن استعدادها للهجوم على الدولة السورية وتغيير النظام السياسي فيها بالقوة، وتصريحات وزير الخارجية السعودي المتكرّرة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة، تعبّر عن الحقد الدفين الذي يظهر في سلوك الإدارة السعودية التي تدّعي الديمقراطية والحرية وهي على مسافة أميال من مفهوم الحرية والعدالة».
وأعلن «أنّ الجيش العربي السوري والإدارة السورية قد صمدا في وجه أكثر من مئة دولة متآمرة بجنودها وإعلامها على الدولة السورية والشعب السوري»، وقال: «لقد صمدت سورية وانتصرت أعظم انتصار في التاريخ، وبصمودها هذا تُعيد للعروبة حقيقتها وقدرتها الكبيرة على المواجهة».
وتقدّم بالتعازي من أهالي الشهداء في طرطوس وجبلة، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، «أنّ أفضل وجوه الردّ على الأعمال الإرهابية يكمن في تضامن المسلمين والعرب، وتشكيل جبهة لاستئصال البؤر الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها، ومحاربة الفكر التكفيري، وتوحيد الجهود لوأد الفتن المذهبية التي يسعى إليها أعداء الامة».
وأبرق الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود إلى الرئيس السوري بشّار الأسد، مستنكراً التفجيرات الإرهابية وقدّم التعزية إلى «الشعب السوري الشقيق والصديق بالشهداء الذين سقطوا».
واعتبرت «رابطة الشغّيلة» و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية»، أنّ «مثل هذه الفظاعات والارتكابات البشعة إنّما هي جرائم حرب موصوفة وضدّ الإنسانية»، وانتقدا «تصريحات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، الذي أكّد فيها تزويد ما سُمّي بالمعارضة المسلحة بأسلحة فتّاكة، والحاجة إلى تغيير ميزان القوة على الأرض في سورية».
وأشار رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور إلى أنّ حصيلة التفجيرات الإرهابية في كل من سورية واليمن والعراق أول من أمس بلغت 197 قتيلاً وما يزيد عن السبعماية مصاب نصفهم أقرب إلى الموت، «وهي غلّة يوم واحد حصدت أرواح هذا الكمّ المتصاعد من الأبرياء والطلاب والأطفال، وبوتيرة يومية منذ «اختراع» الربيع العربي».
وتساءل، « ترى هل كُتب لهذه الأجيال العربية المظلومة أن تتأقلم مع الموت ليكون خبزها اليومي، بينما شعوب العالم وأدناها حضارة وثروة وأمناً هي أفضل من حالة الشعوب العربية، وقال: «نحن لا نطالب الأنظمة العربية بأي شيء، لأنّها أنظمة مأمورة ومرتهنة لإرادة أسيادها ولا تملك من أمرها شيئاً، بل ندعو هذه الأمة إلى وقفة تأمّل ومراجعة واستقراء لما تتعرّض له من إبادة ولمصلحة من؟ وهل الإرهاب المتوحّش هبط إلينا بالباراشوت، أم أنّ أنظمة مأمورة بعينها هي التي تموّله وتدرّبه وتمدّه بالسلاح والعتاد؟ وهل بإمكان هذا الإرهاب أن يموّل نفسه ويوفّر كل هذا التمدد والتواصل والربط من دون مساعدة ممّن هو قادر ومتمكن؟
الإرهاب بإيدلوجيته وفكره ومدارسه معروف المنشأ والتوجيه والتشغيل، وهو سيستمر طالما أنّ هذه الأمة تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف».
واعتبر الأمين العام لـ«التيار الـسعدي» معن الأسعد، أنّ التفجيرات تهدف إلى رفع وتيرة التأزّم السياسي والانقسام.
وتخوّف «من امتداد النار إلى الساحة اللبنانية من خلال استغلال خطف وقتل ابن شقيق مصطفى الحجيري لأسباب ثأريّة قد يوظّفها البعض في خانة مذهبيّة لتأزيم الداخل اللبناني، داعياً الجميع إلى التحصّن بالوعي وتهدئة النفوس».
وأشار أمين عام «جبهة البناء اللبناني» زهير الخطيب، أنّ «التفجيرات في الساحل السوري الآمن باسم تنظيم «داعش» الإرهابي بعد سحب اسم فصيل أحرار الشام إنّما يخدم حجب ما يجري من غزو واحتلال لشمال شرق سورية بقوات من الناتو وفصائل كردية موالية له بذريعة محاربة داعش»، وحذّر من «مؤشّرات بنيوية لتوسيع الدائرة الجغرافية للفوضى والاٍرهاب بحيث تشمل لبنان من شماله بعد تعذّر ذلك من شرقه»، مستغرباً «اندفاع الحكم اللبناني نحو أفخاخ للفتنة قديمة جديدة بسياساته المتعامية عن الحاجة الملحّة للتنسيق مع الدولة السورية في حل أزمة النزوح وتداعياتها».
ودانَ رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين التفجيرات، مؤكّداً «أنّ الدول التي تقف وراء هؤلاء التكفيريّين تتحمّل المسؤولية الكاملة عن المأساة في سورية».
وأكّد لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان أنّ «هذه الأعمال تتنافى مع كل القيم والأعراف ومع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف».