العبادي يرى المالكي شريكاً أساسياً ويشيد بجهوده في مكافحة الإرهاب
توالت أمس ردود الفعل المرحبة بتكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة عراقية جديدة، وكانت أبرز تلك الردود الموقف الإيراني الداعم والترحيب السعودي بتكليف العبادي.
وكان امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني أعلن بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم المسار القانوني الجاري في ما يخص انتخاب رئيس الوزراء العراقي الجديد.
وقال شمخاني في تصريح أمس خلال الملتقى السنوي للسفراء ورؤساء الممثليات الخارجية للجمهورية الاسلامية في ايران في الخارج المنعقد بطهران، ان الجمهورية الاسلامية تدعم المسيرة القانونية الجارية في ما يخص انتخاب رئيس الوزراء العراقي الجديد.
وأضاف ممثل قائد الثورة الاسلامية وأمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، ان الاطر القانونية التي يتضمنها الدستور العراقي كميثاق وطني هي الاساس لانتخاب رئيس الوزراء من قبل كتلة الغالبية في البرلمان العراقي.
ودعا شمخاني جميع المجموعات والتحالفات العراقية للوحدة ورعاية اطر الوحدة الوطنية لصون المصالح الوطنية والأخذ في الاعتبار سيادة القانون والالتفات الى الظروف الحساسة للعراق من اجل مواجهة التهديدات الخارجية.
وأشاد أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني بدور المرجعية الدينية كركن ثابت للحفاظ على التلاحم والوحدة في العراق، مؤكداً دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية العراق الموحد والآمن من اجل خدمة الشعب والرقي بمكانته الاقليمية.
السعودية ترحب
ورحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بتسمية رئيس وزراء جديد في العراق خلفاً لنوري المالكي الذي تنتقد الرياض سياسته بشدة.
وبخصوص تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة قال الامير سعود الفيصل بالانكليزية رداً على سؤال «انه خبر سار تلقيته للتو».
كما رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعيين العبادي في بيان له «بقيام الدكتور محمد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق بتكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة». معرباً عن امله «في نجاح الدكتور العبادي بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي».
ويذكر ان معصوم كان قد كلف مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة للبلاد.
العبادي يشيد بجهود المالكي
من جهته، أشاد العبادي أمس، بدور المرجعية الدينية التي وقفت وما زالت مع العراق دفاعا عن جميع مكوناته، داعياً القوى السياسية إلى وضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية.
وقال العبادي في بيان إن «العراق يواجه العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي ومكوناته مما يتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة خطر الإرهاب الذي يعد من أولوياتنا باعتباره يستهدف العراق كدولة ويستهدف شعبنا بجميع فئاته واطيافه».
وقدم العبادي شكره للشعب العراقي وما قدمه من تضحيات وصبره على كل الصعاب التي ألمت به، وقال «نعاهد عهد الوفاء لهذا الشعب المضحي باننا سنكون عونا لهم في تجاوز هذه الازمات والعيش بأمن وسلام ورفاهية».
كما أشاد بالتحالف الوطني العراقي ومنها مكونات ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الاسلامية الذي نهض بمسؤولياته الثقيلة في هذا الظرف الحساس. وأشار إلى أن هناك الكثير من المهام التي تنتظر هذا التحالف مشيداً بـ«الجهود الهائلة التي بذلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومجلس الوزراء على طريق مواجهة الإرهاب وبناء الدولة». وقال «إن المالكي سيبقى أخاً ورفيق درب وشريكاً أساسياً في العملية السياسية».
ودعا العبادي «القوات المسلحة والأمنية والمجاهدين والمتطوعين والعشائر الثائرة إلى المرابطة والدفاع عن الوطن» مشيداً بـ«حجم التضحيات التي قدموها من أجل وحدة العراق وسلامة أبنائه» كما دعا «الدول الشقيقة والصديقة وجميع القوى والمنظمات الدولية والإقليمية للوقوف مع العراق في هذا الظرف الحساس لمواجهة داعش وقوى الإرهاب التي ارتكبت مجازر بحق جميع مكونات الشعب العراقي والتي تشكل تهديداً لجميع دول المنطقة والأمن والسلم الدوليين».
ودعا «جميع القوى السياسية المؤمنة بالدستور والعملية السياسية الديمقراطية لتوحيد جهودها ورص صفوفها والاستجابة للتحديات الكبرى التي يواجهها العراق»، مشدداً على ضرورة وضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية.
المالكي يدعو العسكر للالتزام بواجباتهم
دعا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي القادة والضباط في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية إلى الابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم لحماية البلاد فيما اعتبر أن العراقيين والمنطقة والعالم في خندق واحد لمواجهة «الإرهاب».
وقال مكتب المالكي في بيان إن رئيس الوزراء ترأس اجتماعاً ضم كبار القادة والضباط في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية مبيناً أن «المالكي حث منتسبي الأجهزة الأمنية على الابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد».
وطالب المالكي القيادات الأمنية بـ«ترك هذا الموضوع للشعب والسياسيين والقضاء» مشيداً بـ«صمود القوات الأمنية العراقية بوجه الإرهاب بالرغم مما تعانيه من ضعف التسليح».
وأضاف أن «العراقيين والمنطقة والعالم في خندق واحد لمواجهة الإرهاب الذي لا يميز بين مسلم ومسيحي وعربي وكردي وتركماني وأيزيدي لا في كردستان ولا في البصرة ولا في أي مكان في العراق» مشدداً بالقول إن «البلاد أمانة في أعناقنا جميعاً وعلينا أن نحميها بالوعي والحكمة والثبات».
هذا واعتبر نوري المالكي أن القضاء كفيل بمعالجة الخرق الدستوري وتصحيح الخطأ وفقاً للسياقات الدستورية وحكم المحكمة الاتحادية فيما شدد على ضرورة حماية الدستور ومنع التجاوز عليه.
وأكد المالكي على ضرورة «حماية الدستور والالتزام به ومنع التجاوز عليه بالشكل الذي قد يضع العراق أمام انتكاسة جديدة لا تقل خطورة عن انتكاسة الموصل» مشيراً إلى أن «حل الأزمة في العراق لا يقتصر على الجانب الأمني وإنما ترافقه حلول سياسية واقتصادية وعمرانية واجتماعية وغيرها».
وكلف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس الاثنين مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي رسمياً بتشكيل الحكومة بعد أن حظي بتأييد 127 نائباً من التحالف الوطني الأمر الذي اعتبره رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي «خرقاً دستورياً لاقيمة له» مشيراً إلى أنه كان الأجدر برئيس الجمهورية مراجعة نفسه.