بوتين وهولاند يؤكدان أهمية وقف القتال والتسوية السياسية في أوكرانيا
أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند على أهمية وقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية للقضايا الأوكرانية الداخلية بأسرع ما يمكن.
وأعرب الرئيسان في اتصال هاتفي بينهما يوم أمس، عن قلقهما الجدي في شأن استمرار تدهور الوضع وتفاقم المشكلات الإنسانية في جنوب شرقي أوكرانيا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الكرملين.
وأكد الجانبان أهمية الجهود الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، حيث اطلع الرئيس بوتين نظيره الفرنسي على الجهود الروسية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، في شأن الخطوات المحددة في هذا الاتجاه.
وأشار بيان الكرملين إلى أن الرئيسين بحثا كذلك التعاون الثنائي والأزمتين في العراق وقطاع غزة، ودعا زعيما البلدين إلى زيادة الجهود الدولية من أجل تسوية هاتين الأزمتين.
وفي السياق، أكد فاليري تشالي نائب مدير ديوان الرئيس الأوكراني أنه يجب تقديم مساعدات إنسانية دولية إلى أوكرانيا، وفقاً لشروط السلطات الأوكرانية، مشيراً في مؤتمر صحافي عقده أمس، الى أن قيادة كييف لا تعرف ما هي المساعدات التي تنقلها روسيا إلى شرق أوكرانيا، وأن كل المساعدات الروسية سيعاد تحميلها لشاحنات الصليب الأحمر.
وأكد تشالي أن كييف «لن تسمح للجانب الروسي بحراسة المساعدات»، مشيراً إلى أن السلطات الأوكرانية ستعتبر أية خطوات غير متفق عليها مع كييف «عدواناً عسكرياً».
وقال إن كييف قد تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية الروسية من خلال المعابر على الحدود بين مقاطعتي بيلغورود الروسية وخاركوف الأوكرانية، مشيراً إلى وجود مشكلة إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شرق أوكرانيا.
وأعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أناستاسيا ايسيوك أن الجانب الروسي قدم وثائق خاصة بتسليم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، إلا أنه يجب توضيح عدد من المسائل لإنجاز هذه المهمة.
وأكدت ايسيوك أن الصليب الأحمر يسعى إلى معرفة محتوى هذه المساعدات وشروط نقلها، إضافة إلى ضرورة توفير أمن موظفي الصليب الأحمر الذين سيرافقون قافلة المساعدات.
بدورها أعلنت المفوضية الأوروبية أن المساعدات الإنسانية الروسية إلى أوكرانيا يجب إرسالها على أساس مبدأ عدم التدخل من أجل دعم السكان المحليين فقط أي لمساعدة المحتاجين «وليس لغيرها من الأهداف».
وأكدت المفوضة الأوروبية لشؤون التنمية كريستالينا غيورغييفا أنه يجب ألا تخرق هذه المساعدات مبدأ سيادة أوكرانيا، مشيرة إلى أن عبور الحدود يجب أن يتم بموافقة كييف.
وتأتي تصريحات كييف هذه بعد أن أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في اتصال هاتفي أن موسكو سترسل قافلة معونات إنسانية إلى منطقة النزاع بجنوب شرقي أوكرانيا، وذلك مع الصليب الأحمر الدولي.
واستعرض الرئيس بوتين وجهة نظره لأسباب اندلاع الأزمة في أوكرانيا، مركزاً على التبعات الكارثية للعملية العسكرية التي تخوضها سلطات كييف في جنوب شرقي البلاد، وعلى ضرورة إيصال معونات إنسانية إلى هناك بصورة عاجلة.
كما بحث بوتين وباروزو بعض القضايا المتعلقة بالتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الناجمة عن توقيع أوكرانيا اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وفرض روسيا حظراً على استيراد منتجات زراعية من الدول الأوروبية، رداً على العقوبات المفروضة على موسكو من قبل الاتحاد الاوروبي.
وفي شأن آخر، دعت وزارة الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحرير المصور الروسي أندريه ستينين.
وقالت ماريا زاخاروفا نائب مدير قسم الإعلام التابعة للخارجية الروسية يوم أمس، إن «فقدان مصور وكالة الأنباء الدولية «روسيا سيفودنيا»، الذي لم يتصل بالوكالة منذ 5 آب، يثير قلقاً متزايداً». وأضافت: «أخذاً في الاعتبار انتشار ممارسة احتجاز واختطاف عاملين في وسائل الإعلام… لا نستبعد أن يكون المصور ذو الخبرة الكبيرة ضحية لهجوم بنية سيئة».
كما عبّرت الخارجية الروسية عن استيائها في شأن انتهاك حقوق الصحافيين، داعية كييف إلى تأمين عمل وسائل الإعلام الروسية والأجنبية في أوكرانيا.
ميدانياً، أفاد الناطق باسم مجلس الأمن الوطني الاوكراني اندريه ليسينكو أن 6 جنود اوكرانيين قتلوا وأصيب 31 آخرون في معارك بمنطقة دونباس بجنوب شرقي البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية.
في حين أكدت قيادة «جمهورية دونيتسك الشعبية» أن الجانب الأوكراني يبطئ عملية ايصال الاسرى إلى المكان المتفق عليه لإجراء عملية التبادل، مشيرة إلى أن قرابة 14 شخصاً تم ايصالهم لهذا الغرض، بيد أن 6 اشخاص ما زالوا عالقين.
وأوضحت القيادة أن الاشخاص الستة يعانون من وضع صحي حرج جراء الاصابات، مؤكدة أن قوات الدفاع الشعبي مستعدة للافراج عن 20 جندياً اوكرانياً في مقابل 20 من افرادها.
ويأتي ذلك بعد يوم على اعلان ألكسندر زاخارتشينكو، رئيس الوزراء في «جمهورية دونيتسك الشعبية» استعداد قواته لشن هجوم واسع النطاق ضد القوات الأوكرانية.
ونقل المكتب الإعلامي للجمهورية عن زاخارتشينكو قوله إن الجيش الأوكراني «في حالة انهيار معنوي تام»، مضيفاً أن تصريحات العسكريين الأوكرانيين عن فرضهم طوقاً على مدينة دونيتسك «خداع معتاد».
كما ذكر رئيس حكومة «دونيتسك الشعبية» أن هناك صعوبات بالغة تعرقل إيصال المعونات الإنسانية إلى مناطق المدنيين. وأشار إلى ان قوات الدفاع الشعبي مستعدة لوقف إطلاق النار، لكن فقط في اتجاهات سيتم فتح ممرات إنسانية فيها، مؤكداً ان قوات الدفاع الشعبي ستقاتل حتى النصر.
وفي وقت سابق حض العسكريون الأوكرانيون سكان مدينتي دونيتسك ولوغانسك على مغادرة البلاد، نظراً لاستعداد قوات الجيش لاقتحامهما.
وفي السياق، أكدت منظمة الامن والتعاون في أوروبا ان عدد الضحايا المدنيين جراء العمليات القتالية في منطقة دونباس في ارتفاع مستمر، بحسب ما جاء في التقرير الدوري الذي اصدره مراقبو البعثة الخاصة للمنظمة في أوكرانيا يوم أمس.
وأوضح التقرير أن «المدنيين يواصلون النزوح من دونباس في الوقت الذي يقضي القصف على اعداد كبيرة من الحياة البشرية». فبحسب المعطيات فإن 70 ألفاً من أصل 80 ألف قاطن بمدينة بيرفومايسك في مقاطعة لوغانسك نزحوا، وأن أكثر من 200 مواطن قتلوا و400 اصيبوا، منذ تاريخ 22 تموز الماضي.