هل نابليون بريء؟.. إذاً من حطم أنف «أبو الهول»؟
تعددت الروايات والأساطير حول قصة كسر أنف التمثال الفرعوني «أبو الهول»، وكانت رواية أنّ مدافع جنود نابليون بونابرت فعلت ذلك هي الأكثر شيوعاً إلى أن برّأه بعض المؤرخين في وقت لاحق.
ويمثّل تمثال «أبو الهول» مخلوقاً أسطورياً جسمه جسم أسد ورأسهُ رأس إنسان، يجلس مُنذ آلاف السنين على هضبة الجيزة مثابة الحارس الأمين للهضبة. وكانت الأسطورة الشائعة تقول إنّ نابليون بونابرت كسر أنفه أثناء الحملة الفرنسية في العام 1789، لكن رواية أخرى للمؤرّخ المصري تقي الدين المقريزي، في القرن الخامس عشر الميلادي، كذّبت تلك الرواية وزعمت أنّ من خرّب أنف «أبو الهول» شخص يُدعى الشيخ محمد صائم الدهر، وكان فاطميّاً متعصّباً، يعتقد أنّ الآثار أوثان يجب هدمها.
وقد قام هذا الشيخ بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبو الهول، وظلّ يجهد فى تحطيمه، إلى أن اكتفى بتشويه فمه وأنفه، وظل التمثال على هذه الحال إلى يومنا هذا.
وعندما علم الحاكم، عام 781 هجرية، بما فعله الشيخ المذكور، قبض عليه وقطّعه إرباً إرباً وأمر بدفنه بجوار أبو الهول. والغريب أنّ الرمل بعد تحطيم وجه أبو الهول بدأ يزحف على المنطقة حتى غطّى أراضي كثيرة من الجيزة كانت تصل إليها مياه نهر النيل.
وقال بعض المؤرّخين، إنّ الرسوم التي صنعها المستكشف الدنمركي فريدريك لويس نوردين لأبي الهول في العام 1737، ونُشرت في العام 1755 في كتابه «الرحلة إلى مصر والنوبة» تُبيّن التمثال بلا أنف.
يُذكر أن الملك خفرع، رابع ملوك الأسرة الرابعة الفرعونية، هو من قام ببناء تمثال «أبو الهول». وقد نحت التمثال من الحجر الكلسي، ومن المرجّح أنّه كان في الأصل مغطّى بطبقة من الجص وملوّناً، ويبلغ طوله نحو 73،5 متراً، من ضمنها 15 متراً طول رجليه الأماميّتين، وعرضه 19.3 متراً، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالى 20 متراً حتى قمّة الرأس، فيما يُعتقد أنّ أنفه المكسور كان طويلاً حيث يبلغ عرضه متراً واحداً.