على ضفاف الحدث
وكانت التجربة، أهي بداية النهاية؟ اختلاق كلمات هادئة وحيناً هامسة، كانت صادقة صدق الفطرة، فيها سحر من مكاغاة أطفال، وخبايا من نبض خيال. وكان صمت، ولكنه صمت يحكي، يفضح، وأحياناً يصرخ.
أمِنّ اللاشيء تجسّد شيء؟ وتنقلت الأمور ويتبادل الآتي والماضي المواقع! بلى، وصمت يتسوّل صمتاً ما هامساً. صمت ما يتسوّل بسمة همّت من عين، ومنه إلى أوقات نتسوّل بها بعض الزمن ـ السراب. لحظات شرود، بها كانت الأرواح تسبق الأشباح.
لكأنّ العيون الصامتة تمزّق القلوب، ويجيّش السراب كبركان تفجر من مقل العيون. وتتناثر ذريفات كالندى لتحطّ على وجنتين ترتجفان بخشوع اللآلئ الدموع!
لم يكن هناك من فراق بين روحين، إنما لقاء متوازيين.
وعندما يتّضح أن السماء أكرم من الأرض، تهطل الأرواح أجسادها. وللمرّة الألف يصرخ السراب: هيهات… هيهات. ألا جواب لكم يا قاتلي السؤال ـ السلام: لا عليكم سلام.. ولا إليكم سلام.
أيها العالم الجميل أصبحت أرجوحة شرارة وخسارة. أصبحت مرارة. ويا زمناً صارت فيه قبائل الأخلاق إلى مصالح والكذب والعذر إلى ممالح. أم أنها لعبة التمثيل انتهت ببداية غيرها في غيرها؟
هنيئاً لك أيها الماضي الذي أشرق من الآتي. ولا يغرّنك أيتها العيون الصامتة سكون خفافيش النهار. لا يغرنّك بريق أشباه المرايا. فهي وإن برقت ألف قوس قزح، ليست إلا صورة تغيّرات نهايتها الغبار أو الانكسار.
سحر أحمد علي الحارة