فراغ السطور
بُحْ لي من كان رفيق نومك وأحلامك مسبقة الصنع. أخبِرْني عن رحلة أمسِك حين دوّنت اسمك في سجلّ الأبدية. نعاس دميم يغالبني على أنغام كلمات سمعتها، تدكّ وحدتي عندما غازلت أولى قصائدك!
اِمضِ أيّها الألم عبر حروف منسيّة، تبعثرت تحت حجّة التصحيح كي تحلّ لغز تأويل القضية. فأسوأ ما فينا أننا نشرب الكآبة حدّ الثمالة، لنغنّي نعشق الحرّية. جراحنا النازفات الخطيئة تكبر لتشرعن الهزيمة، ليبقى السؤال المباح.
مَن القاتل؟ ومَن الضحية؟
اِمضِ أيها الألم قد شبعنا من حكايات البداوة، والسيف، والرمح الأعمى!
حتى الليل، ولباس الفضيلة الموارب.
ذاكرة الريح، تبعثرني بهو ضوضاء المكان، والصحف العتيقة تقضم الأخبار لتسوّي النهايات. كان أملي معلّقاً على الوهم كسيف ورثته عن جدّي.
والنهايات انتظار، كعقارب الساعة الواجمة من دون حراك. والانتظار قلبي الذي توقف عن العمل.
يا الله…
لعلّي في هذه اللحظة ميتة؟!
قلمي مشنوق بين الهواء، والنفثة الأخيرة من دمي، وحروفي تمرّدت، الآن تجترّ متسكّعة في نهاية الصفحة، تحسد الهوامش على حرّيتها. كم تتمنّى أن تفرغ كلّ لهفتها، كلّ غبنها. لكن الطعم تبدّل بعدما تسلّلت ظلمة الليل إلى فواصل المعنى لتُسقط مدلول النقاط.
هدى أبو الحسن ـ سورية