دَعْ عنك ذكري
لا بأس من بعض السهو
ولا بؤس أن تمرّ بوردة
لن تمنحك لونها
وطعاماً أعدّته امرأة
وبخاراً يتصاعد من لهفتها
بعدما تذوّقت ملح غيابك
ولا بأس أيضاً
أن تعقد شالها سريعاً
كي تقف مشدوهة الكفّين
على شرفة البرد
وقت مرورك تحت ملاءة بيضاء
ولم يجفّ جسدك النديّ
على حبل غسيلها
هي نصبت زجاجة دمعها
كي تصطاد عطرك
نزعت قفل النافذة
فربّما تحرّك الريح ستائر مللها
وتتسلّل الخيبة إلى سريرها
لا بأس بمرارة
بعد شهقة حضورك
وقد تعدّ طاولة
شمعتين
وكأسين من النبيذ
فتشمّ الجارة احتراق
وحدتها
على موقد لوعتها
نسيته وهي تحادث طيفك
وانتبهت إلى صراخ جارتها
تطرق باب سهوتها
تصيح
امرأة حبست جذوتها
حرقت قلبها
فمن يكسر غيابك
ويرشّ ماء حضورك
فوق ظلّها اليابس؟!
فؤاد ديب ـ ألمانيا