برّي ترعى إعلان اليوم الوطني لقلعة الشقيف: الأمة التي تحفظ تراثها تحفظ هويتها… وفقدان التراث فقدان للذاكرة
النبطية ـ مصطفى الحمود
رعت رئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار الجنوب اللبناني وتراثه رندة عاصي برّي، حفل إعلان اليوم الوطني لقلعة الشقيف الذي نظّمته الجمعية في قلعة الشقيف، بحضور مدير عام وزارة الثقافة سركيس الخوري ممثلاً الوزير ريمون عريجي، النائب عبد اللطيف الزين، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان، علي قانصوه ممثلاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، المحامي جهاد جابر ممثلاً النائب ياسين جابر، الدكتور محمد قانصو ممثلاً النائب هاني قبيسي، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، المسؤول التنظيمي في حركة أمل في المنطقة الأولى محمد معلم، وفاعليات تربوية وفنية واقتصادية وحشد من أبناء قرى منطقة النبطية.
سبق حفل الإعلان افتتاح سمبوزيوم رسم لمجموعة من الفنانين من «منتدى الفنان الجنوبي» حول القلعة وتاريخها، ومعرض صور قديمة للقلعة بعدسة مصوّري «جمعية بيت المصوّر» في لبنان، ومعرض صوَر عن القلعة بعد ترميمها بعدسة طلاب المدرسة الإنجيلية، إضافة إلى افتتاح جناح للطوابع البريدية ومعرض رمزيّ لصناعة الصابون من إعداد تلامذة «نادي ألوان» في ثانوية حسين مسعود الرسمية ـ بشامون.
رحّب بالحضور الشاعر جميل معلم، ثم ألقى رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر كلمة تحدّث فيها عن أهمية هذا النشاط، معتبراً أنّ أرنون عنوان الصمود والمقاومة وعرين الأبطال وعنوان الثبات والتحدّي.
وألقت كلمة بلدة أرنون ليندا قاطباي، ثم ألقت ميسم عماد كلمة «مؤسّسة أديان».
بعدئذ، ألقى الخوري كلمة اعتبر فيها أنّ أيّ بقعة أثرية تاريخية هي جزء لا يتجزّأ من الوطن. مشيراً إلى أنّ كلّ القلاع التاريخية في لبنان مرّت عليها جيوش كثيرة، رحلت الجيوش وبقيت هذه القلاع شامخة.
وفي الختام، ألقتا برّي كلمة أكّدت فيها أنّ الأمة التي تحفظ تاريخها وتراثها تحفظ ذاتها وهويتها. وأنّ تموضع هذه الحصون والقلاع التاريخية على هذا النحو التسلسلي الجغرافي من أقصى الجنوب اللبناني إلى أقصى الشمال، وصولاً إلى بلاد الشام ليس عبثياً، إنما هو تموضع في غاية الأهمية من النواحي الاستراتيجية والثقافية والحضارية والفنية.
وأضافت: من أجل هذه الأهمية وغيرها من العناوين نحيي هذا اليوم مع قلعة الشقيف من خلال هذه الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية لتأكيد أنّ التراث الثقافي ليس معالمَ وصروحاً وآثاراً فحسب، إنما هو أيضاً تراكم خبرة الإنسان في حواره مع الطبيعة ومع التاريخ، هو التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه، هو كلّ ما يتعلق بتاريخ الإنسان في التجارب مع ماضيه وعيشه وحاضره وإطلالته على المستقبل هو الذاكرة الحية للفرد والمجتمع هو الهوية التي يتعرّف ويعرّف بها نفسه على أيّ شعب من الشعوب. كما أنّ التراث بقيمه الثقافية والاجتماعية هو مصدر تربوي وعلمي وفني وثقافي واجتماعي وهو المكوّن الأساس للحضارة.
إن فقدان التراث الثقافي والحضاري يعني فقدان الذاكرة. والذاكرة هي التي تساعد في اتخاذ القرار. والفرد الفاقد لذاكرته لا يستطيع أن يستدلّ إلى باب منزله، فكيف لأمة يراد لها أن تفقد ذاكرتها و تمسح وعيها، كيف لها أن تستدلّ إلى أبواب مستقبلها؟
وتابعت: إنّ إحياءكم اليوم هذا النشاط الإنساني الثقافي الفني تضامناً مع قلعة الشقيف، بقدر ما يمثل من أهمية على صعيد إعادة النبض لهذه المساحات والأمكنة التاريخية، هو أيضاً رسالة نطلقها من هنا من هذا المكان الذي تعرّض لأبشع عملية تدمير وتشويه ممنهج من قبل العدوان الصهيوني، ونتوجه للرأي العام العالمي وللمنظمات الدولية، لا سيما الأونيسكو والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لإطلاق يوم تضامني مع الآثار والتراث والثقافة العربية والإنسانية التي تتعرض للنهب والتدمير والإبادة الممنهجة على يد الإرهاب التكفيري في سورية والعراق واليمن وليبيا وفلسطين.
وتخلّلت الحفل لوحات ورقصات فنية وأغان وطنية قدّمتها فِرق فنية من عدد من المدارس في منطقة النبطية، وتوزيع دروع تقديرية لبرّي ولممثل وزير الثقافة ورئيس اتحاد بلديات الشقيف، ولرئيس بلدية أرنون فواز قاطباي، كما سلّمت بري شهادات تقدير للمشاركين في الرسم.