تصريحات متضاربة للمسؤولين الأوكرانيين بشأن المساعدات الروسية

توازياً مع المساعي الديبلوماسية لدفع كييف وحلفائها إلى تسهيل إغاثة المتضررين من الحرب في شرق أوكرانيا، أكدت موسكو حرصها على إيصال قافلة مساعدات إلى مستحقيها برعاية الصليب الأحمر.

وتتألف القافلة الروسية الضخمة من 280 شاحنة محملة بألفي طن من المساعدات الإنسانية انطلقت من ضواحي العاصمة موسكو في اتجاه شرق أوكرانيا. وتضم القافلة 400 طن من الحبوب، و100 طن من السكر، و62 طناً من أطعمة الأطفال، و54 طناً من المواد الطبية والأدوية، و69 مولداً كهربائياً.

ومن المقرر أن تسير القافلة نحو 100 كيلومتر باتجاه الحدود الجنوبية الغربية لروسيا ومنها ستدخل شرق أوكرانيا عبر مسار متفق عليه في مقاطعة خاركوف، وفق ما أعلنته مصادر في مجموعة العمل المكونة من ممثلين عن الجانبين الروسي والأوكراني، إضافة إلى ممثلين عن لجنة الصليب الأحمر الدولية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على كل تفاصيل عملية نقل المساعدات الانسانية الروسية إلى شرق أوكرانيا.

وقال إن موسكو تلقت من وزارة الخارجية الأوكرانية مذكرة بهذا الصدد، أعرب فيها الجانب الأوكراني عن استعداده لقبول الشحنة الانسانية القادمة من روسيا. وأضاف الوزير: «نحن على اتصال مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقيادة الأوكرانية وممثلي المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، قمنا بصياغة آلية تم تنسيقها في شكل نهائي».

وأشار الوزير الروسي إلى أن بلاده أخذت في الاعتبار ما يوده الجانب الأوكراني في ما يتعلق بكل نواحي عملية إيصال المساعدات، بما في ذلك مسار القافلة. وأضاف أنه تم الاتفاق في شأن المعبر الذي ستدخل القافلة الأراضي الأوكرانية عبره، وأن ممثلي الصليب الأحمر سيستقبلون الشحنة على الحدود، وسيقومون بمرافقة القافلة وسيتولون الإشراف على عملية النقل في الأراضي الأوكرانية.

ولفت لافروف إلى أن السلطات الأوكرانية تعهدت بضمان أمن القافلة في الأراضي التي تسيطر عليها، وإلى أنه يتوقع الموقف نفسه من قبل قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا. وأعرب عن ثقته بأنه لن يكون هناك أي انتهاكات من قبل القوات المناهضة لكييف.

ووصلت القافلة صباح أمس، إلى مدينة فورونيج الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

ويأتي ذلك في وقت أدلى مسؤولون أوكرانيون كبار أمس، بتصريحات متضاربة بشأن قبول الجانب الأوكراني المساعدات الانسانية الروسية.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندريه ليسينكو في مؤتمر صحافي له أن «أوكرانيا تضمن سلامة مرور قافلة المساعدة الانسانية إلى المكان المحدد لها»، من دون أن يكشف عن تفاصيل في شأن كيفية ضمان سلامة القافلة.

من جانب آخر أعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف أن أوكرانيا لن تسمح بعبور القافلة عبر مقاطعة خاركوف المتاخمة للحدود الروسية في شمال شرقي البلاد.

بدوره صرح رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك خلال اجتماع الحكومة بأن «أوكرانيا لا يمكن أن تقبل أي أنواع من المساعدات الانسانية إلا في إطار القانون الدولي وإلا من الصليب الأحمر».

وفي السياق، دحضت روسيا التصريحات الأخيرة لقادة أستراليا، التي تحمّل روسيا مسؤولية التطورات المأسوية في أوكرانيا، بما فيها كارثة طائرة الركاب الماليزية.

وفي بيان لها وصفت وزارة الخارجية الروسية هذه التصريحات بغير المقبولة، شأنها شأن مزاعم بعض المسؤولين الأستراليين بأن توجيه روسيا قافلة إنسانية إلى جنوب شرقي أوكرانيا يمكن أن تستخدمها كذريعة لتدخل عسكري في هذه البلاد.

وأشارت الوزارة إلى أن وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب ذهبت أبعد من غيرها في هذه المزاعم، «بينما وظيفتها تقتضي بناء الجسور بين الدول وليس تدميرها»، حسب نص البيان.

وقالت الخارجية الروسية إن لديها انطباعاً أن «عدداً من أعضاء الحكومة الأسترالية فقدوا التصور عن واقع الأحداث في أوكرانيا وفي محيطها، وذلك بتأثير مطامحهم الشخصية المفرطة».

الى ذلك، قتل شخصان على الأقل بعد قصف المدفعية الأوكرانية صباح أمس، حي بيتروفسكي بجنوب مدينة دونيتسك، حيث سقطت قذيفة «غراد» عند مبنى سكني بالقرب من حاجز لقوات «جمهورية دونيتسك الشعبية».

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أندريه ليسينكو أن 11 عسكرياً أوكرانياً قتلوا وأصيب 40 آخرون بجروح في القتال بشرق أوكرانيا، في حين أعلنت حركة «القطاع الأيمن» اليمينية المتشددة الأوكرانية عن مقتل 12 من عناصرها نتيجة قصف حافلتهم في أطراف دونيتسك.

وفي لوغانسك يعاني سكان المدينة من انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات لليوم الـ 11 على التوالي، وأعلنت إدارة مقاطعة لوغانسك أنه تم إجلاء أكثر من 350 شخصاً من مركز المقاطعة من خلال «ممر أخضر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى