«الناتو» يدعو إلى الاستعداد للردّ على روسيا و يزيد نفقات الدفاع في أوروبا
دعّا المجلس البرلماني لحلف شمال الأطلسي الدول الأعضاء في الحلف العسكري، إلى الاستعداد للرد على «التهديد المحتمل» المتمثل بعدوان روسي ضد الدول الأعضاء في الحلف، حيثُ أصدر المجلس إعلاناً تضمن اقتراحات بعد اجتماع استمر 3 أيام في تيرانا، قبل قمة الحلف التي ستعقد في وارسو في تموز المقبل. وأعرّب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانيا من دول الحلف الـ28، عن أسفه «لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي».
وقال الأميركي مايكل ترنر رئيس المجلس « التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير». « لم تترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملاً عدوانياً ضد دولة عضّو في الحلف وتعتبره تهديداً محتملاً».
من جهته، أعلن ينس ستولتنبرغ الأمين العام للناتو، أنّ الحلف سيعزز تواجد العسكري في بولندا بعد عقد قمة الحلف في وارسو، مشيراً إلى أنّ عدد القوات وأماكن وجودها لا يزال قيد النقاش.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي في «سيكون هذا وجوداً متعدد الجنسيات على أساس التناوب. لدينا مقترحات واضحة من خبرائنا العسكريين، نناقش العدد الدقيق للقوات، وأماكن تواجدها، وذلك من أجل إرسال إشارة واضحة لأي عدو محتمل بأن الهجوم على بولندا يُعتبر هجوماً على الحلف».
كما أعلّن الأمين العام أنّ النفقات الدفاعية للدول الأوروبية الأعضاء في «الناتو»، ستزداد لأول مرة منذ سنوات طويلة. وقال «بحسب التنبؤات لعام 2016 التي تعتمد على المعطيات الواردة من الدول الأعضاء، سيصبح العام الجاري العام الأول الذي سيشهد زيادة النفقات على الدفاع للحلفاء في أوروبا لأول مرة منذ سنوات طويلة».
وأشار ستولتنبرغ إلى أنّ دول الحلف تواجه آفاقاً غامضة وعدداً أكبر من الأخطار والمشاكل في مجال الأمن يزيد مقارنة بالجيل السابق، مؤكداً ضرورة تعزيز الوحدة والقدرات والاستقرار.
هذا ودعّا الحلف أيضاً، إلى تعزيز قوة ردعه التقليدية والنووية وزيادة التعاون مع وكالة «فرونتكس» التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الحدود.
يُذكر أنّ «الناتو» قطع جميع أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب الأزمة الأوكرانية، إلا أنّ الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قال «سنجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمتنا التي ستجري يوم الـ8 والـ9 من تموز المقبل. من جهتها، حذرت روسيا من تمدد «الناتو» شرقاً نحو حدودها المباشرة، وهددت باتخاذ إجراءات جوابية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، إنّ موسكو ستعدل خططتها لاعادة تسليح الجيش بما يتناسب مع مستوى التهديد. وشدّد الكرملين على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أنّ روسيا تراقب توسع نشاط حلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية. ووضع معادلة واضحة، مشيراً إلى أنّ «الناتو هو نتاج لزمن الصراعات، وهو أداة للمواجهات، ومسألة إلى أيّ مدى يمكنه أن يساهم في ضمان الأمن الأوروبي، قابلة للنقاش».
وتشهد العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب توسع الناتو شرقاً وزيادة وجوده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، ونشر مزيد من القوات والمعدات في أوروبا الشرقية يهدد أمنها.