دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
تسعون بالمئة من أهل طرابلس كان محور حديثهم، في الساعات الأخيرة، يدور حول انتخابات المجلس البلدي في مدينتهم التي فاجأت القاصي والداني، الكبير والصغير، السياسي وبائع البسطة والسبب أنّ الجميع كان يراهن على أنّ لائحة «قرار طرابلس» التي يدعمها اللواء ريفي، إنْ حالفها الحظ، ستخترق اللائحة المناوئة لها بشخص، أو باثنين.
ولكن للصناديق لغة أخرى، فما إنْ بدأ فرز الأصوات حتى علت «الأصوات» التي طالما «أخرسوها» بخمسين دولاراً من هنا، وتشريج هاتف من هناك، وصفيحة بنزين من هنالك. وحدث ما لم يكن متوقعاً: وقع المحظور، وانقلب السحر على الساحر، وراحت التساؤلات تأخذ منحىً عكسياً: كم من الأشخاص المنضوين تحت يافطة «لطرابلس» سيخترقون لائحة «قرار طرابلس»؟
وانتصرت لائحة «قرار طرابلس».
صحيح أنّ الاحتفالات، بمكبّرات الصوت، ونعيق السيارات، والأعلام المتعدّدة الألوان، قد مرّت بكلّ شارع وزقاق. وللمنتصرين الحق بذلك، ولكني أقول لهم بكلّ صدق: إنّ احتفالكم الحقيقي يكون بعد ست سنوات، يوم تخرجون إلى الناس ببيان تتحدّثون فيه عن الإنجازات التي قمتم بها خلال توليكم لهذه المسؤولية، وعن العراقيل التي واجهتكم، منهين بيانكم: «اللهمّ.. إنّي قد بلّغت».
بالأمس احتفلتم وحدكم، وهذا أمر بدهي.. إنه انتصاركم السياسي!
هل تريدونه انتصاراً إنمائياً؟ لا بأس.. أحدثوا فرقاً في العمل البلدي.. ابتعدوا عن سياسة «الأنا» و»الأنت «.. حاوروا من لم ينتخبكم، ربما لديهم أفكار مبدعة.. اطلبوا منهم المشاركة. وبعد ستّ سنوات إما أن تحتفلوا بنصر له نكهة بساتين الليمون، ورائحة ماء الورد، وإما تغادرون غير آسفة طرابلس عليكم.
أنا أعرف أنّ الخاسرين سيقفون أمام رغبتكم في العمل، وسيحاربونكم، وهذا حقّهم الطبيعي في العمل السياسي الذي تحكمه وتتحكم به الغريزة الماكياڤيلية، لا سيما أنّ الانتخابات لمجلس نواب جديد صارت على الأبواب.
فما هي خطتكم، أيها الرابحون، كي لا تخسروا طرابلس، ولا تخسركم طرابلس، وتبقوا رابحين؟
ملاحظة: هذه الدردشة مهداة إلى الرابحين على مساحة لبنان كلّها.