الكرملين ينفي أيَّ اتفاق سرَّي بين موسكو وواشنطن بشأن سورية
نفّى الكرملين وجود أيّ اتفاق سري بين موسكو وواشنطن، بشأن العمليات العسكرية في سورية لمحاربة «داعش».
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس، أنّ الجانب الروسي يأسف لعدم وجود أيّ تعاون مع الأميركيين في سياق العمليات العسكرية لمحاربة الإرهابيين في سورية. لكنّه أعاد إلى الأذهان أنّ العسكريين الروس والأميركيين يتبادلون المعلومات حول الوضع الميداني في هذا البلد مرتين كل يوم.
وذكر بيسكوف بأنّ العسكريين الروس يحاربون الإرهابيين في سورية استجابة لطلب الحكومة السورية الشرعية.
وفي السياق، أعلنّت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحثّ في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي، جون كيري، ضرورة الأعمال المشتركة ضد «جبهة النصرة» وغيرها من المنظمات الإرهابية في سورية.
وجاء في بيان الخارجية الروسية بهذا الخصوص «جرى التركيز على الوضع في سورية، وقبل كل شيء ضرورة القيام بأعمال مشتركة حازمة ضد «جبهة النصرة» وغيرها من المنظمات الإرهابية، وفقاً لما يقترحه الجانب الروسي منذ فترة طويلة».
جاء ذلك في وقت، كشّفت وزارة الخارجية الألمانية أنّ اللجنة الفرعية التابعة لمجموعة دعم سورية، ستجتمع في جنيف اليوم لبحث سلسلة الغارات الجوية الأخيرة على إدلب.
وقال مارتين شيفير الناطق باسم الخارجية خلال مؤتمر صحفي أمس، إنّ اللجنة المعنية بنظام وقف الأعمال القتالية ستبحث التصعيد الأخير للوضع الميداني في سورية، والانتهاكات المتكررة لنظام وقف إطلاق النار، بما في ذلك الأحداث الدموية في إدلب أول أمس.
وتابع شيفير أنّ الحكومة الألمانية قلقة للغاية من الغارات الجوية التي تعرضت لها مدينة إدلب، بما في ذلك ضربات صاروخية استهدفت مستشفيين تدعهما برلين، مشدداً على أنّ مثل هذه الهجمات على المدنيين والمؤسسات الطبية مرفوضة على الإطلاق.
هذا ونفّت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات التي وجهت إليها بشأن استهداف المشفى، مؤكدةً أنّ القوات الجوية الروسية لم توجه أيّ ضربات إلى محافظة إدلب.
وقال الجنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم الوزارة «الطيران الروسي لم ينفذ أيّ مهام قتالية وخاصة لم يوجه أيّ ضربات في محافظة إدلب».
في غضون ذلك، قالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا لمعارضة الرياض، أمس، إنّ الهيئة اقترحت في خطاب أرسلته للأمم المتحدة تهدئة في كل أنحاء سورية خلال شهر رمضان.
وذكرت قضماني أنّ عودة الهيئة إلى محادثات جنيف، بعد أنّ علقت مشاركتها نيسان الماضي- وارد – و«لكنه مرتبط بأن يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على النظام السوري».
وفي السياق، أعلّن مركز المصالحة الروسي في سورية عن تهدئة لمدة 48 ساعة في داريا بريف دمشق من أجل إيصال مساعدات إنسانية، وذلك بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والأميركية.
وقال رئيس مركز المصالحة في حميميم سيرغي كورالينكو أمس، «بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع قيادة سورية والجانب الأميركي فرض نظام التهدئة داخل بلدة داريا في ريف دمشق منذ الأول من حزيران لمدة 48 ساعة من أجل تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين».
هذا وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبّر حسابها على موقع «تويتر» عن نجاح البعثة الإنسانية، التي نظمتها بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى داريا.
و أعلنت أنّ القافلة مكونة من 5 شاحنات محملة بالمساعدات والأدوية ولقاحات الأطفال، و أضافت أنّ أكثر من 35 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت إلى بلدة المعضمية المجاورة.
ميدانياً، واصلت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة اميركياً تقدمها غرب نهر الفرات باتجاه مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي لطرد تنظيم «داعش» منها.
وأكد مصدر ميداني في «القوات»، بأن «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت على مناطق أبو قلقل والمواشي والشاش والمصطفى الحمادة وخربة الروس وجبالها والحالولة وقرية جبهة الواقعة شرق نهر الفرات على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب والرقة، بعد أن خاضت اشتباكات مع تنظيم «داعش» في تلك المناطق والقرى أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين.
وأضاف المصدر أنّ القوات تواصل تقدمها باتجاه محيط قلعة نجم الأثرية الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات، بعد انسحاب «داعش» منها، مشيراً أنّ طيران التحالف دمر جسر الدادات الواصل بين مدينتي منبج ومدينة جرابلس بعد استهدافه بالصواريخ في عملية لقطع شمال المنطقة عن جنوبها وعزل منبج عن الحدود التركية وامدادات تنظيم «داعش».
وفي السياق، أعلّن مسؤولون أميركيون أنّ السيطرة على منبج يستغرق عدّة أسابيع، وهدفها إغلاق الحدود التركية التي طالما استخدمها «داعش» كقاعدة لوجستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين «إنّها مُهمة لأنّها آخر مركز لهم» إلى أوروبا، مشيراً أنّ عدد صغير من قوات العمليات الخاصة الأميركية سيدعم الهجوم على الأرض، وتعمل تلك القوات كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.
وحسب ناشطين سوريين لا يزال غرب نهر الفرات ومحيط منطقة سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي، يشهدان اشتباكات متفاوتة العنف بين «قوات سوريا الديمقراطية» المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، بالتزامن مع قصف يستهدف مواقع وتمركزات التنظيم في ريف منبج.
جاء ذلك في وقت أفادت مصادر متابعة باستشهاد ستة مدنيين بغارات للتحالف الاميركي على بلدة العسيلة في محيط منبج.