افتتح الدورة الـ15 للمنظمة الفرنكوفونية لهيئات الرقابة
افتتح رئيس هيئة الأسواق المالية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في فندق «فور سيزنز» الدورة السنوية الخامسة عشرة للمنظمة الفرنكوفونية لهيئات الرقابة المالية IFREFI والتي يعلن خلالها انتخاب لبنان ممثلاً بهيئة الأسواق المالية نائب رئيس للمنظمة.
وألقى سلامة كلمة أكد فيها «اعتزاز لبنان بفرانكوفونيته»، وقال: «إنّ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كان أحد أسبابها الرئيسية غياب التواصل بين مختلف هيئات الرقابة. في لبنان، كان هدفنا تفادي ذلك، وبدأنا العمل ومنذ سنوات على تفعيل التواصل بين مختلف الهيئات»، لافتاً إلى»أنّ ما يجمع كلّ من المصارف، وسوق الأوراق المالية، وهيئة مكافحة تبييض الأموال في لبنان كونها جميعها برئاسة حاكم مصرف لبنان».
أضاف: «نقوم حالياً بالإعداد لإطلاق منصة تداول إلكترونية بهدف تشجيع اللبنانيين والمؤسسات اللبنانية والاغتراب اللبناني على الاهتمام بالسوق الداخلي وزيادة السيولة الداخلية من اجل تمويل افضل للشركات المتوسطة والصغيرة وحتى الشركات الكبيرة، ما يساهم في مرونة أكبر للسياسة المالية».
وتابع: «نصر على أن تكون هذه المنصة بمواصفات الكترونية عالمية وأن تكون شفافة ويجري الإشراف عليها بشكل جيد. كما أنّ الحكومة اللبنانية قررت خصخصة بورصة بيروت ونرى في ذلك عاملاً بغاية الإيجابية للأسواق المالية، ونأمل أن تتزامن هذه الخصخصة مع إطلاق المنصة الإلكترونية التي يكمن أحد أهدافها في أن تشكل سوقاً جديداً تستفيد منه الشركات المتوسطة والصغيرة بدعم من مصرف لبنان، الذي أعطى الحوافز المالية للمصارف لتشجيع استثمارها في الشركات التي تعنى بالاقتصاد المعرفي وصناديق الاستثمار وذلك من خلال التعميم رقم 331 الصادر عن مصرف لبنان، إيماناً منا بالدور الذي تلعبه هذه الشركات في زيادة فرص العمل».
وأوضحت هيئة الأسواق المالية في بيان، أنّ «انعقاد الدورة في بيروت يشكل فرصة لأعضاء المنظمة للتأكيد على التزامهم في دعم النظام المالي اللبناني، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي»، لافتة إلى أنّ «هذه الدورة يعود إعلان قبول عضويتها في المنظمة إلى الدورة الثالثة عشرة التي عقدت عام 2014 في أبيدجان. وتناقش الدورة الحالية والتي تشارك فيها شخصيات رفيعة المستوى وتضم أكثر من 12 وفداً يمثلون أعضاء المنظمة، مجموعة من مواضيع الساعة منها تمويل الأسواق المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والفرص والرهانات التي تطرحها هذه التمويلات. وتلقي الضوء على ضرورة حماية المستثمرين وعلى الدور والصلاحيات إلى تفوض بها الجهات المنظمة للأسواق بغية تحسين ممارسات الشركات المدرجة وإعادة الثقة بالقطاع المالي. وتعالج الدورة المواضيع ذات الصلة بالمناخ الاقتصادي والمالي، لا سيما في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى التطور المؤسساتي والتنظيمي لمختلف الأنظمة المالية، والاستثمارات، وآليات حماية المستثمرين والتعويض لهم.
وأكد المشاركون خلال الدورة «أهمية الدور الذي تلعبه هيئة الاسواق المالية اللبنانية ومقاربتها الشاملة حيال تطوير الإطار التنظيمي لسوق الأوراق المالية وذلك بالتعاون مع خبراء من البنك الدولي. وإحدى أهم التطورات التي تندرج في هذا السياق هي توقيع أول إتفاقية دولية مع هيئة الأوساق المالية الفرنسية AMF والتي مهدت الطريق أمام توقيع إتفاقيات أخرى مختلفة مع عدد من الجهات الرقابية والتنظيمية الدولية. وفي هذا الصدد، تعمل هيئة الأسواق المالية على توقيع اتفاقيات مع جميع أعضاء المنظمة الفرنكوفونية قبل نهاية عام 2016 الجاري».
وأشار البيان إلى أنّ الهيئة بلغت المرحلة الأخيرة من إجراءات إلتحاقها بالمنظمة الدولية لهيئات سوق المال IOSCO وذلك بفضل الدعم المطلق لرئيسها وحاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة ورؤيته الرامية إلى منح الهيئة دوراً ريادياً في تطوير الأسواق المالية. وتأتي هذه المبادرة لتتوج سنوات من العمل الدؤوب أعطت الهيئة مكانة كسلطة منظمة ومشرفة قادرة على العمل وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة».
وذكرت أنّ «المنظمة الفرنكوفونية لهيئات الرقابة المالية تجمع رؤساء المنظمات الأعضاء بشكل دوري في بلد مضيف لمراجعة آرائهم إزاء تطوير الأسواق المالية، فضلا عن عرض لنتائج البحوث، ومشاركة تحاليل الواقع المالي الدولي، والتحدث بعمق عن مشاريع الإصلاح في مجال الأسواق المالية».