بروكسل تهدِّد بولندا بعقوبات
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة البولندية، أنّ البلاد أجرّت لأول مرة منذ فترة طويلة عملية إطلاق صواريخ.
وقال مفتش القوات البحرية البولندية، ميروسلاف موردر، إنّ عملية الإطلاق هذه كانت الأولى منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أنّ عمليات الإطلاق كانت تجري من قبل باستخدام معدات سوفيتية قديمة.
وأكدّ موردر أنّ القوات البحرية البولندية الآن قادرة على إصابة أهداف على مسافات كان من المستحيل إصابتها من قبل.
وأطلق عسكريون بولنديون صاروخين نرويجيين من نوع «NSM» قرب جزيرة أندويا، وجرّت إحدى عمليتي الإطلاق بالتعاون مع عسكريين نرويجيين.
وعلى الرغم من أنّ صواريخ «NSM» مضادة للسفن إلا أنّها قادرة كذلك على إصابة أهداف على الأرض على بعد 200 كيلومتر.
جاء ذلك في وقت، اعتبرت بروكسل أنّ الإصلاحات الدستورية الجارية في بولندا تعرض سيادة القانون في البلاد للخطر، ولوّحت بإمكانية فرض عقوبات على وارسو.
وذكرّت صحيفة «فايننشال تايمز» أنّ المفوضية الأوروبية أعربت عن قلقها من إصلاح المحكمة الدستورية في بولندا، التي ترى بروكسل أنّه لا يتوافق مع المبادئ الديمقراطية. وجاء ذلك في نتائج تحقيق، بشأن الإصلاح المثير للجدل، نشرته المفوضية، وأوضحت الصحيفة أنّ الاتحاد الأوروبي، لأول مرة في تاريخه، يتهم أحد أعضائه بزعزعة المبادئ الديمقراطية.
«فايننشال تايمز» أضافت أنّ بروكسل أصدرت تحذيراً رسمياً لوارسو، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الخلاف بشأن الإصلاحات البولندية قبل 5 أشهر.
ويتعين على الحكومة البولندية حالياً، أنّ ترد على نتائج تحقيق المفوضية الأوروبية التي يمكنها، في حال عدم استجابة وارسو لمطالبها، أن تلجأ إلى فرض عقوبات ضد وارسو تتمثل في غرامة مالية وتجريد بولندا من حق التصويت على القوانين الأوروبية الجديدة.
وذكرّت الصحيفة أيضاً أنّ الخلاف بين وارسو وبروكسل باتّ يثير شكوكاً حول قدرة الاتحاد الأوروبي على التأثير في أعضائه، بخصوص مدى تناسب القوانين الداخلية لتلك الدول مع المعايير الأوروبية.
وذكرّت الصحيفة بأنّ حزب «القانون والعدالة» القومي، المتشكك اتجاه الاتحاد الأوروبي والذي وصل إلى قمة هرم السلطة في بولندا، في تشرين الأول الماضي، بادر إلى إجراء تغييرات واسعة في مؤسسات الدولة، في محاولة لتعزيز قبضته على السلطة.
وفي 7 كانون الثاني الماضي، وقع الرئيس البولندي أندجي دودا على تعديلات أقرها البرلمان سابقا على قانون وسائل الإعلام، نصّت على إلغاء مسابقات تعيين المسؤولين في مجلسي المدراء والمراقبين لهيئة الإذاعة والتلفزيون العامة، وعلى تكليف وزير المالية بتعيين أعضاء هذين المجلسين.
وفي أواخر كانون الأول الماضي، وقع دودا على تعديلات برلمانية على قانون المحكمة الدستورية، جردت المحكمة من حق إيقاف صلاحيات القضاء إلا باقتراح الرئيس أو وزير العدالة. وأدت التعديلات إلى اندلاع أزمة دستورية، إذ أصيبت المحكمة الدستورية بالشلل. ويصر الحزب الحاكم على أنّه ينطلق من مبادئ القانون البولندي، ويرفض الانتقادات الأوروبية بشأن مدى تناسب التعديلات القانونية مع مبادئ الديمقراطية.