الجيش السوري يُطلق عملية عسكرية ضخمة للسيطرة على الرقة ويتقدَّم باتجاه الطبقة

بدأت وحدات من الجيش السوري أمس، بدعم من مجموعات نسور الزوبعة و صقور الصحراء و مغاوير البحر، حملة عسكرية ضخمة تهدف للسيطرة على مدينة الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم «داعش» الارهابي.

القوات بدأت عملياتها من عدة محاور انطلاقاً من اثرية في أقصى الريف الشرقي لمحافظة حماه باتجاه منطقة الطبقة في الريف الشمالي الغربي للرقة، و تمكنت من التقدم بعمق أكثر من 10 كم و السيطرة على جبال أبو الزين ومنطقة المسبح بعد معارك عنيفة مع «داعش».

و أكدّت مصادر عسكرية لـ«البناء» أنّ العملية العسكرية انطلقت بغطاء جوي روسي – سوري كثيف وبتنسيق كامل مع حميميم، حيثُ تواصل القوات التقدم باتجاه بلدة زكية ومفرق النباج شرق اثرية، و باتت تبعد عن مطار الطبقة حوالي 70 كم.

وبالتوازي مع تقدم الجيش السوري، تمكنّت «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على قرى خربة بشار، والجديدة، وفرس الصغير، وجب النشامة، وغرة كبير، والصندلية، في محيط مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها الجوية في سورية تواصل تنفيذ مهام تهدف إلى تقويض البنية التحتية لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وأوضحت أنّ طائرة قاذفة من طراز «سوخوي 34» استهدفت مصفاة للنفط واقعة في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في محيط مدينة رأس العين في ريف مدينة الرقة، مشيرة أنّ الضربات الجوية على صهاريج للنفط في المصفاة أدت إلى اشتعال المشتقات النفطية فيها وأسفرت عن نشوب حريق ضخم وتعطيل الأجهزة التكنولوجية في المصفاة.

الى ذلك، أسفر تفجير انتحاري في حي الدعتور في مدينة اللاذقية عن استشهاد 3 مدنيين و جرح أربعة أخرين، في حين تمكنّت القوى الأمنية من القاء القبض على انتحاري ثاني في مكان الحادث.

سياسياً، أعلّن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ خطوات روسيا في سورية ترمي إلى إيجاد تسوية من خلال الحوار الوطني. وقال «إن خطوات روسيا الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية بالتعاون مع السلطات السورية ومكافحة الإرهاب وتهيئة الظروف لاتفاق وقف القتال بين الجيش السوري والمعارضة تهدف إلى تحقيق ذلك».

وأكدّ الوزير الروسي أنّ موسكو ستصر على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السياسية في سورية من أجل الحفاظ على استقلالها ووحدة أراضيها وعلمانيتها، مؤكداً أنّه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سورية عموماً، وحماية حقوق المسيحيين في المنطقة، دون القضاء بفعالية على الأخطار الإرهابية وتسوية الأزمات المتعددة من خلال الحوار الوطني بمشاركة كافة الطوائف.

من جهتها، شددّت الخارجية الروسية على ضرورة الفصل بين فصائل المعارضة المعتدلة في سورية والإرهابيين، معتبرة أنّ هذه الخطوة ضرورية للتقدم على مسار التسوية بسورية.

وأشارت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الوزارة إلى ضرورة إغلاق الحدود السورية-التركية، من أجل وقف تدفقات الأسلحة والمقاتلين الجديد إلى صفوف التنظيمات الإرهابية التي تواصل انتهاكاتها للهدنة في سورية.

وتابعت قائلة «يبقى الوضع في سورية متوتراً إلى درجة كبيرة، ومازال نظام وقف إطلاق النار صامداً بشكل عام، وتستمر الاتصالات الروسية -الأميركية المكثفة من أجل تعزيز هذا النظام. ويكمن الهدف الرئيسي في الفصل بين التشكيلات المسلحة التي تلتزم بالتهدئة، والتنظيمات الإرهابية».

وذكرت زاخاروفا أنّ بعض وسائل الإعلام الغربية المتحيزة تحاول، كما يبدو، بتغطيتها الهستيرية للوضع الميداني في سورية، أن تدافع عن تنظيم «جبهة النصرة» التي لا يشملها نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، مشيرة إلى الاتهامات الموجهة إلى سلاحي الجو السوري والروسي باستهداف مستشفيات وقتل مدنيين في سورية.

واستطردت زاخاروفا «إنّهم يحاولون تحميلنا مسؤولة قتل المدنيين، لكن هدفهم الأساسي يكمن في الدفاع عن «جبهة النصرة» والحيلولة دون هزيمتها». وذكرت أنّ هذا التنظيم يتحكم بعمليات فصائل معارضة أخرى ويستخدمها كدروع بشرية، مشيرة في هذا الخصوص إلى الوضع في ريف حلب الغربي، حيثُّ ينشط تنظيم «جبهة النصرة» وراء ظهور أفراد تنظيم «جيش المجاهدين»، ويواصل عمليات القصف على مواقع الجيش السوري وأحياء سكنية.

وفي الوقت نفسه ذكرت زاخاروفا أنّ الأحداث الأخيرة تؤكد أنّ أفراد ما تسمى «المعارضة المعتدلة» لا يختلفون كثيرا عن عناصر التنظيمات الإرهابية، وأشارت إلى الأحداث الدموية في بلدة مارع بريف حلب الشمالي التي هاجمها تنظيم «داعش» قبل أيام. وذكرت بأنّ وسائل إعلام تناقلت صوراً مثيرة للصدمة تظهر مقاتلين من تنظيم «أحرار الشام» وهم يمثلون برؤوس «دواعش» مقطوعة.

هذا ووصفت زاخاروفا استقالة القيادي في تنظيم «جيش الإسلام» الارهابي من منصب كبير المفاوضين لهيئة معارضة الرياض، بأنّها مسرحية، مشيرة أنّه سبق لعلوش أن بذل الجهود القصوى من أجل تخريب الحوار السوري – السوري الهش حول التهدئة برعاية الأمم المتحدة.

وأعادت إلى الأذهان أنّ علوش يمثل تنظيم يتحمل مسؤولية معظم عمليات القصف العشوائي على دمشق، وارتكب مجازر بحق المسيحيين والعلويين، لكنه لدى تقديم استقالته من منصب المفاوض، أعلن أن خطوته هذه جاءت احتجاجاً على رفض المجتمع الدولي إدراك أهمية وقف حمام الدم بسورية، وقالت «بذلك صور هذا المتطرف نفسه كأنه يمثل الأفكار الإنسانية».

وفي السياق، أكدت زاخاروفا أنّ التنظيمات المتطرفة تتحمل المسؤولية الرئيسة عن خروقات الهدنة في سوريا، وتابعت أنّه من المعروف أنّ السلطات التركية تقف وراء هذه التنظيمات. وأردفت «لولا تدخل تركيا الإجرامي في شؤون الدولة المجاورة، لتحركنا نحو التسوية السلمية بوتائر أسرع بكثير».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى