المشنوق: الداخلية جاهزة للنيابية
استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس في السراي، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وفد ضمّ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص والمحافظين والمديرين العامين وعدداً من كبار الضباط والموظفين في وزارة الداخلية.
بعد اللقاء قال المشنوق: «زيارتنا لشكر الرئيس سلام على دعمه عمل وزارة الداخلية خلال فترة الانتخابات البلدية والاختيارية، وأكّدنا جهوزيّة الوزارة للقيام بالانتخابات النيابية في موعدها بكل أجهزتها الأمنيّة والإداريّة».
وأضاف: «دولة الرئيس وأنا وجميع الحاضرين، نوّهنا بدور الجيش اللبناني وقيادته وبقوى الأمن في حفظ الاستقرار خلال عملية الانتخاب في مراحلها الأربع، والتي تؤكّد رغبة اللبنانيين وصدقهم واستمرار رهانهم على الدولة، وكذلك رهانهم على صندوق الاقتراع كوسيلة التعبير الأمثل لانتخاب من يمثّلهم اليوم في كل المجالات في المجالس البلدية، والسنة المقبلة في المجلس النيابي، ولكن طبعاً كلّنا اتّفقنا على أنّه إذا كان هناك من أولوية حالياً فيجب أن يُعمل في أسرع وقت ممكن لضمان استقرار النظام ولضمان أمن اللبنانيين ولاستمرار الحد الأدنى من الأمن الذي نعيشه وسط الحرائق حولنا، أي أنّه يجب انتخاب رئيس للجمهورية. هذا النظام لا يستوي ولا يعمل من دون أن يكون هناك رئيس للجمهورية».
من جهةٍ أخرى، أقام المشنوق حفلاً تكريمياً في وزارة الداخلية لفريق العمل العسكري والأمني والإداري، الذي شارك في الإعداد والإشراف على مختلف مراحل الانتخابات الأخيرة، في حضور بصبوص والضباط الكبار وأعضاء غرفة العمليات المركزية والمديرين العامين في الوزارة والمحافظين والقائمقامين وممثلين عن السلك القضائي ومتطوعي الأمم المتحدة، وفريق عمل «مشروع دعم الانتخابات اللبنانية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».
وألقى المشنوق كلمة، قال فيها: «إن أهم شيء تعلّمته من هذه الانتخابات أنّه في كل واحد فيكم الدولة هي الأساس، هي عقلكم وتصرّفكم ولا تعتمدون إلّا عليها في ممارستكم لمسؤولياتكم. ويجب أن نعترف أنّ هذا الشيء قليل جداً في الوزارات، فقد أثبتت هذه الوزارة أنّها لكل اللبنانيين بكل تصرّفاتها ومسؤولة من دون تحيُّز ومن دون أي حسابات سياسية، إنْ كان للجهة السياسية التي أنتمي إليها أو لأيّ جهة سياسية أخرى».
أضاف: «لقد أثبتت الانتخابات الحيادية المسؤولية لوزارة الداخلية باعتراف كل العالم من خلال التحكّم بكل تصرفاتها. ينظر العالم إليكم بإعجاب لما أنجزتموه، وبتقدير للسهر والتعب. ويقع علينا الظلم عندما يقارن البعض بين الانتخابات البلدية والاختيارية الحالية وانتخابات 2010. في العام 2010 لم يكن في لبنان مليون ونصف مليون نازح، ولم يكن هناك غياب لرئيس الجمهورية، ولم يكن هناك على الأقل عشرة نقاط ضعف متوافرة اليوم ولم تكن متوافرة في 2010».
وتابع: «أنّ جهدكم كان مضاعفاً من حيث المسؤولية وقدرتكم على تمرير المراحل الأربع بأكبر قدر ممكن من المسؤولية ومن النجاح أيضاً، على عكس ما يقوله البعض الذين اعتقدوا أنّ الانتخابات فرصة ليطالوا من وزارة الداخلية ووزيرها لأسباب سياسية».
وأردف: «كل ما أنجزتموه هو فخر للدولة، وأنجحتم فكرة الدولة، وإذا نظرنا إلى المديرات العامات و«القائمقاميات»، إذا صح التعبير، نرى أعلى نسبة سيدات في المواقع المسؤولة في الوزارة، وهي وزارة ذات طبيعة أمنيّة وإداريّة عالية. والحقيقة أنّ الجيش اللبناني لم يقصِّر هو أيضاً، وقيادة الجيش تصرّفت بمسؤولية عالية وكانت على تجاوب ممتاز مع اللواء إبراهيم بصبوص وقيادة قوى الأمن الداخلي، وجميعهم تصرّفوا بكل دقّة ومسؤولية وبحيادية تامة، ولم يتركوا نصّاً في القانون إلّا واستعملوه لإنجاح الانتخابات في كل المناطق الحارة والباردة وفي مناطق الائتلاف، وفي مناطق الخصومة والخلاف».
وختم: «أنا فرح جداً بكم وبوجودكم، الفرحة بكم كبيرة. أتمنّى أن تبقوا على تصرّفكم ومسؤولياتكم واحترامكم الجدّي، وسنُجري خلال أسبوعين أو ثلاثة مراجعة جدّية لهذه المرحلة، ونتعلّم منها للانتخابات النيابية المقبلة لتكون أخطاؤنا ومشاكلنا أقل، وهنا أتحدّث عن الإدارة، لأنّي لم أشهد أي تقصير لقوى الأمن والجيش. وفّقكم الله لكم وللدولة، التي أنتم أولادها الشرعيون والمسؤولون والقادرون على تحمُّل المسؤولية».