«روّاد الشرق» تكرّم ستّة من الفنانين الراحلين الكبار برعاية وزارة الثقافة

نظّمت «لجنة تكريم روّاد الشرق» احتفالاً فنّياً على مسرح قصر الأونيسكو، لمناسبة عيد الموسيقى برعاية وزارة الثقافة، كرّمت خلاله ستة من النجوم الكبار الذين رحلوا عن عالمنا، تاركين وراءهم إرثاً فنياً غزيراً يشفي قلوب عشاق الفنّ في زمن الفنّ الهابط وهم: العملاق وديع الصافي، شحرورة الوادي صباح، المميز نصري شمس الدين، عاشق الفنّ عصام رجّي، والشاعر والموسيقار الكبير زكي ناصيف، وصاحبة الصوت الرائع سعاد محمد.

حضر الاحتفال المدير العام السابق للشؤون الثقافية فيصل طالب ممثّلاً وزير الثقافة ريمون عريجي، العقيد حاطوم ممثّلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدّم أيمن سنو ممثّلاً مدير عام أمن الدولة، المقدم حسين خشفة ممثّلاً مدير عام الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المقدّم هادي أبو شقرا ممثّلاً مدير عام الأمن العام اللوء عباس ابراهيم، نقيب الصحافة عوني الكعكي، ونخبة من عشاق الفن الجميل وأهالي المكرّمين.

وتحدّث رئيس «لجنة روّاد الشرق» الدكتور أنطوان عطوي عن توقيت الحفل الذي عُدّل لأن عيد الموسيقى يصادف في رمضان، مشيراً إلى أنّ تكريم كل من الفنانين الراحلين: نصري شمس الدين، عصام رجّي، زكي ناصيف، سعاد محمد، وديع الصافي، وصباح، يلقي الضوء على هؤلاء المبدعين الذين تركوا للبنان إرثاً لا يقلّ قيمة عن الآثار التاريخية المنتشرة في أرجاء لبنان.

وختم: نتاجهم نتاج الكرمة في الخوابي تنتظر متذوّقيها وأبواب الخمارة مقفلة والمفاتيح بأيدي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

ثم قدّم الفنان جهاد الأطرش نفحة عن المسيرة الفنية وعن حياة كل من الفنانين الستّة الذي خصّص الحفل من أجل تكريمهم.

بدورها، ألقت شادية زيتون دوغان كلمة نقيب الفنانين المحترفين، فلفتت إلى أنّ الموسيقى هي لغة النفوس التي تطرق أبواب المشاعر ولغة الفهم والفكر والمرآة التي تتجلى فيها مدنيات الشعوب وحضاراتها.

وأضافت أنّ الموسيقى هي الصلة الإنسانية الأعمق والأوثق بين البشر والقضية الحقيقية والشأن الثقافي المهم والدينامية التربوية التي تساهم في تقدّم المجتمع ورقيّه.

من جهته، لفت نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى أصالة المكرّمين وتميّزهم بأعمالهم الفنية على رغم مرور سنوات على رحيلهم. وأشار إلى أنه على رغم غيابهم تبقى ذكراهم العطرة ترافق أصواتهم الغرّيدة.

وأضاف: أمام هؤلاء العمالقة ونحن نترحم عليهم، أجد نفسي أقدّم عظيم الشكر والامتنان إلى «لجنة تكريم روّاد الشرق» التي أتابعها منذ سنوات، وهي التي قرّرت الإضاءة على عباقرة أنبتتهم هذه الأرض المعطاء.

وأثنى على دور رئيس اللجنة وأمينة السر إكرام الشرق وسائر أعضاء اللجنة.

وأخيراً، ألقى كلمة وزير الثقافة ريمون عريجي، المدير العام السابق للشؤون الفنية فيصل طالب، مشيراً إلى أن نزار قباني قال يوماً: «أبكي دائماً حين تختلط حدودي بحدود الناس، فلا أكاد أعرف من منّا الشاعر ومن منّا المستمع، أبكي حين يصبح الناس جزءاً من صوتي وأبكي لأن مدينة عربية على الأقل لا تزال بخير، مدينة كشجرة التين تفتح ذراعيها لأفواج العصافير».

وسلّط الضوء على بيروت مدينة الإبداع التي ما انفكّت تفتح ذراعيها للحياة وعشاقها وترقب مواكب المبدعين لتقدم إليهم قوارير العطر و أطواق الياسمين، كما ترقب الحبيبة فارس أحلامها يأتي إليها على صهوة الشوق والحنين.

وأردف: هو الزمن الجميل إذا التي تقلّد أوسمة الإبداع شعراً ولحناً وصوتاً وأداء على صدور كبار من بلادي. أطال الله أعمار من لا يزال منهم ينشر رحيق الجمال في ربوعنا ورحم آخرين ارتحلوا لكنهم ما زالوا يحرضوننا على مقاومة العبث والاعتلال والاختلال، كبار سكنوا الوجدان والذاكرة والتاريخ وانتصبت قاماتهم في فضاء حضورنا الحيّ وصدحت أصواتهم في تردّدات الزمن المفتوح على الرسوخ والتجذّر.

وسأل: هل يكون العيش اسماً على مسمى إذا لم تجرح ظلمته مصابيح الكلمة والموسيقى والألوان فيستبدل بنشوة الإحساس بالوجود مغموراً بغيث الفرح والدهشة؟ وهل يكون الاحتفال بالحياة بغير الغوص على دررها والبحث عن كنوزها؟

وختم: أيها النجوم الساطعة في سماء الذاكرة والفن الأصيل: الوديع والصباح والشمس والسعاد والزكي والعصام، شكراً لأننا عشنا في زمانكم، شكراً لأنكم قَطْر الندى على صباحاتنا والنسيم العليل في أماسينا، شكراً على الفرح الجميل وعلى الحزن الجميل وعلى الزمن الجميل الذي ليس كمثله زمن.

وقدّمت اللجنة عربون التقدير والوفاء لأقارب المبدعين الرحلين وهم: إبن الفنان نصري شمس الدين مصطفى، وزوجة الفنان عصام رجي نوال، وابن أخ الشاعر والموسيقار زكي ناصيف نبيل، وابنة خالة الفنانة سعاد محمد إلهام الأسير، وابنة شقيقة الشحرورة صباح كلودا عقل، وشقيق العملاق وديع الصافي العقيد إيليا فرنسيس.

وأحيا الحفل النجوم: عفيف شيا، زاهي صفية، فهد عقيقي، بيرتا أبي راشد، كاتي زخور، شادي عيدموني، ماريا عازار، وفرقة هياكل بعلبك للرقص الشعبي بقيادة عمر حمادة صُلَح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى