العباني لـ»سبوتنيك»: أطراف خارجية تتجاذب الدولة الليبية الهشّة لتنفيذ مصالحها
أكّد محمد العباني، عضو مجلس النواب الليبي، أنّ هناك تخبّط وخروقات وتجاوزات في السياسة الليبية ساعدت عليها أطراف داخلية بضعف مجلس النواب في استخدام صلاحياته الدستورية، وأطراف خارجية تتجاذب الدولة الهشة لتنفيذ مصالحها، الأمر الذي مهّد للمبعوث الأممي إلى ليبيا أن يكون حاكماً فعلياً يمنح ويمنع ويتطاول على الجيش الحقيقي الذي يحارب الإرهاب منفرداً.
وقال العباني: «المشهد السياسي يعاني من حالة اختلاف سياسي شديد، وكل الأطراف مصرّة على مواقفها، وهناك بعض الأطراف التى تتقوّى بأطراف خارج المشهد السياسي ممّا يجعلها بعيدة جداً عن الحل والتوافق، والساحة السياسية الليبية تمر بعواصف خارجية تفرضها الدول الأجنبية ودول الجوار نتيجة لما تعانيه هذه الدول من هجرة غير شرعية. وكذلك الصراعات الداخلية واستغلال حاجات المواطن الليبي من قِبل قوة معيّنة داخل ليبيا، قد أثر ذلك على الوضعين السياسي والاجتماعي معاً».
وعن ما يملكه مجلس النوّاب دستورياً إزاء محاولات الالتفاف على الشرعية وفرض حكومة الوفاق، تابع: «مجلس النوّاب يملك الكثير ولكنّه غير قادر نتيجة لضعفه وسوء إدارته، ولم يجعل منه لاعباً قوياً في إدارة الصراع على الأرض، وأعاد الحياة للمؤتمر الوطني المنتهية، إضافةً إلى أنّ فريق الحوار المنبثق عنه قدّم تنازلات كثيرة في جلسات الحوار المختلفة، الأمر الذي جعل المشهد ضبابياً، وعلى المجلس الآن أن يجتمع بكامل أعضائه في أى مكان داخل ليبيا ويُعيد ترتيب أوراقه من جديد من أجل إصلاح المكتب الرئاسي والنظام واللائحة الداخلية».
وحول حديث المبعوث الأممي إلى ليبيا، الذي أكّد أنّ رفع حظر التسليح لن يستفيد منه سوى الجيش الحديث الموحّد، أشار إلى أنّ «السيد كوبلر، وهو الحاكم الفعلى لليبيا، قوله هو الواقع لأنّه سيفرضه على الليبيين. وبنظرة المتعقّل المتروّي نجد أنّ مجلس النوّاب هو الذي أنشأ الجيش وكلّف الفريق حفتر بقيادته، وبالتالي حينما يُقال الجيش الليبي فحتماً المقصود به ما أنشأه مجلس النوّاب الجهة التشريعية في البلاد، وعليه لا يكون هناك جيشان ليبيّان. أمّا الاتّجاهات التى يقوم بها المجلس الرئاسي لمحاولة خلق جسم موازٍ للجيش الليبي هى محاولة قد سبقه إليها المؤتمر المنتهية ولايته حين شكّل الدروع والحرس الرئاسي من غير الجيش الليبي، فلا داعي لهذه التشكيلات الجديدة وليبيا لديها جيش واحد هو من شكّلته الشرعيّة في ليبيا».
وأشار العباني إلى أنّ «هناك أجندات من خارج ليبيا تحاول العبث بسياسة ليبيا واقتصادها، تهدف إلى تقسيم ليبيا إلى عدّة مناطق، وبسبب ذلك أصبحت ليبيا دولة هشّة تتجاذبها هذه الأجندات».