هوس الأنفاق في الشمال: عريضة تطالب الحكومة «الإسرائيلية» بأخذ الموضوع على محمل الجد

بعد الشكاوى من أصوات حفر في باطن الأرض في منطقة الشمال، بادر عدد من سكان منطقة الشمال لنشر عريضة للتوقيع تدعو الحكومة إلى أخذ شكواهم على محمل الجد وإجراء فحص شامل ومعمق لمعرفة مصادر الأصوات التي سمعوها. فيما سردت مستوطنة في منطقة حدودية رواية جديدة حول الأنفاق التي يقوم حزب الله بحفرها، وتقول إنها لا تنام الليل من الخوف؟

ووقع على العريضة حتى الآن 3000 شخص من سكان المناطق الحدودية، وتدعو الحكومة وأجهزة الأمن «الإسرائيلية» إلى تمشيط المنطقة بحثاً عن أنفاق بعد أن استمعوا في ساعات الليل لأصوات حفر تصدر من باطن الأرض.

وقالت العريضة: «هذا ليس وقت دفن الرأس بالرمال، دمنا ودم أولادنا ليس مباحاً. للأسف حملة «الجرف الصامد» بيّنت لنا كم هي خطيرة ومتشعبة هذه الظاهرة. علينا أن نتعامل مع هذا التهديد كتهديد استراتيجي، كيف لا؟ وهو يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية. علينا أن نعمل وألا نكون متفاجئين من هجوم منسّق شامل وخطير».

وقد اشتكى كثير من سكان المنطقة الحدودية في منطقة الشمال من أنهم يستمعون لأصوات حفر تحت بيوتهم، لكن ليئات كوهين وهي مستوطنة في مستوطنة زرعيت لديها رواية جديدة متعلقة بالأنفاق وتقول: «منذ أكثر من أسبوع لا أستطيع النوم في الليل»، وتضيف: «بعد سنتين من حرب لبنان أقيمت على بعد 500م من الحدود دفيئتان زراعيتان كبيرتان، وبعد ذلك بنيت بيوت ومبان في المكان. ومنذ ذلك الوقت أشاهد بشكل يومي حركة نشطة لشاحنات محملة بالتراب وخلاطات باطون وآليات ثقيلة تدخل وتخرج من الدفيئات ومن منطقة المباني الجديدة وهي محملة بالتراب وبمواد البناء. في ظاهر الأمر يبدو أن الحديث يدور عن شاحنات وآليات تستخدم لأعمال بناء عادية، لكنني أسأل نفسي طوال الوقت كم شاحنة تراب يمكن أن تخرج من دفيئتين زراعيتين».

وفي وقت سابق كان رؤساء سلطات محلية ومستوطنون في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية قد أعربوا عن خشيتهم من احتمال وجود أنفاق هجومية لحزب الله شبيهة بالتي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في غزة لشن هجمات على «إسرائيل».

وكان رئيس بلدية كريات شمونة نيسيم ملكا، قد أرسل رسالة لوزير الأمن «الإسرائيلي» موشي يعلون، وطلب منه إصدار تعليمات بتمشيط المنطقة والبحث عن أنفاق هجومية في المنطقة الشمالية الحدودية، بعد الانتهاء من الحرب على غزة.

وقال ملكا: «منذ بدء العملية العسكرية في غزة تلقيت العديد من الشكاوى من مواطنين يقيمون في المنطقة الحدودية ويدّعون بأنهم يستمعون لضجيج يصدر من باطن الأرض». وأشار إلى أنه «تلقى شكاوى من سكان مستوطنتي مرغليوت ودوفيف، وكلتاهما قريبتان جداً من الحدود». وأضاف: «بعد أن سمعنا عن كشف أنفاق تصل إلى مداخل المستوطنات في الجنوب، اشتعلت لدينا الأضواء الحمراء، فإذا كانت حماس قامت بذلك فبالتأكيد حزب الله لا يقف مكتوف الأيدي».

وتابع رئيس بلدية كريات شمونة: «حينما أستمع لشكاوى من هذا النوع من السكان لا يمكنني أن أهدأ، ومن واجبي التحذير ومطالبة الأجهزة الأمنية بعدم الاستهتار بالموضوع وفحصه بشكل بشكل جدي.»

وقال مسؤولون أمنيون «إسرائيليون» إنه «بخلاف تضاريس قطاع غزة المنبسطة والترابية السهلة للحفر، فإن طبيعة منطقة جنوب لبنان الجبلية والصخرية تعتبر صعبة جداً للحفر، لهذا السبب لم يجر العثور حتى الآن على أنفاق هجومية في المنطقة الشمالية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى