سعد: لتوفير الغطاء الكامل للقوى العسكرية ووقف رعاية وتمويل الجماعات المسلحة
أقيم مهرجان في مركز معروف سعد الثقافي بدعوة من التنظيم الشعبي الناصري تضامناً مع الأسير يحيى سكاف وسائر الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وحضر اللقاء إلى جانب الدكتور أسامة سعد، أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وعائلة الأسير يحيى سكاف، وممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والجمعيات الأهلية والنسائية والشبابية، إضافة إلى حشد من المواطنين.
بدأ اللقاء التضامني بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني
ثم ألقت الإعلامية لينا مياسي كلمة أكدت فيها أن التضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، انما يتم عبر التأكيد على أن خيار المقاومة الذي مضى فيه هؤلاء الأبطال هو الطريق الصحيح لاستعادة الأرض والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية.
كلمة لجنة وعائلة الأسير
شقيق الأسير يحيى سكاف الحاج جمال سكاف ألقى كلمة لجنة وعائلة الأسير وجّه فيها التحية لأبناء صيدا والجنوب الصامد، وقال: «ليس غريباً على صيدا وأبنائها الوقوف إلى جانب قضية الأسير يحيى سكاف. فصيدا من أوائل المدافعين عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهي قدمت كما أبناء الجنوب عدد كبير من أبنائها شهداء دعماً لفلسطين الجريحة، فلسطين قضية العرب والمسلمين وأحرار العالم كانت وستبقى كذلك حتى تتحرر ويعود شعبها إليها، بخاصة أننا في أجواء ذكرى يوم الأرض.
أبو العردات
وأكد أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات: أن صيدا هي قلعة العروبة والنضال، وبوابة المقاومة التي نعتز بها ونفخر بشهدائها وبشهداء لبنان وشهداء الأمة العربية، وقال:«نحن نرى اليوم أن البعض حرّف البوصلة عن فلسطين باتجاه أعمال إرهابية إجرامية نشاهد فصولها هنا في لبنان. لذلك نقول عندما نجتمع هنا وفي صيدا وفي مركز معروف سعد أنه يجب علينا أن لا نضيّع البوصلة، وأن تبقى دماء شهدائنا هي الموجّه لنا ولمعركتنا الأساسية مع الاحتلال. ونحن في ما بيننا لا نختلف، بل نتباين لأن الصراع الأساسي هو مع الاحتلال، وأي إطار للمعارك إنما تعتبر معارك مجانية تقدم خدمة للعدو الصهيوني».
وأكد، أن الموقف الفلسطيني الرسمي والموقف الفلسطيني الشعبي ملتزم بثوابت وطنية شكلت إجماعاً وطنياً فلسطينياً، مع الاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع الاعتراف بحق اللاجئين في العودة، وعدم الاعتراف بيهودية الدولة تحت أي شعار أو مسمى ورفض الوجود الاستيطاني في الداخل. هذه الحقوق غير قابلة للتصرف.
سعد
وألقى أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد كلمة أكد فيها، إنه «بفضل صمودهم وكفاح الثوار المقاومين نجح آلاف الأسرى والمعتقلين خلال فترات سابقة في كسر القيود والسلاسل والعودة إلى ميادين النضال الرحبة. ومما لا شك فيه أن ساعة تحرير سائر الأسرى والمعتقلين قادمة … ساعة تحرير يحيى سكاف، ومروان البرغوثي، وأحمد سعدات وسائر الأسرى لا محالة قادمة.»
وقال سعد:«على الرغم من كل الفتن والصراعات العبثية المشتعلة في وطننا العربي، لا نزال نصر على ضرورة توجيه البوصلة نحو فلسطين، وتوجيه البندقية نحو العدو الصهيوني. كما لا نزال نتمسك بضرورة توحيد كل الطاقات تحت راية المقاومة في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يسعى لاستكمال تهويد فلسطين، ويهدد لبنان في سيادته وأرضه وثرواته الطبيعية، كما يهدد الأقطار العربية الأخرى».
وأوضح: «لقد بات واضحاً أن المخطط الاستعماري الصهيوني العربي الرجعي الذي يمعن في إثارة الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية، وتفجير النزاعات في البلدان العربية، إنما يهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتوفير الأمن للكيان الصهيوني، كما يهدف إلى تعزيز السيطرة الاستعمارية على هذه البلدان ومواصلة نهب مواردها الطبيعية، ولا سيما الموارد النفطية، كما بات واضحاً أيضاً أن الجماعات الظلامية الإرهابية التي تتلطى وراء ستار الدين والمذهب، إنما تخدم أهداف الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي العربي على الرغم من ادعاءاتها اللفظية بالعداء للحلف المذكور. والجميع يتساءل: لماذا توجه تلك الجماعات عملياتها الانتحارية وغير الانتحارية ضد المدنيين العزل، أو ضد حواجز الجيش اللبناني، ولا تنفذ أي عملية ضد جيش العدو الصهيوني»؟
وتابع قائلاً: «كما يتساءل كثيرون: لماذا تنفق الأنظمة العربية الرجعية الأموال الطائلة لتسعير نار الفتنة في سورية، ومصر، وليبيا، وتونس، ولبنان وغيرها من البلدان، لكنها تبخل في تقديم أي شيء لمواجهة التهديدات الصهيونية، أو لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة أو في الشتات»؟
وأضاف: «مما لا شك فيه أن البحث عن إجابات عن التساؤلات المثارة يقودنا إلى استيعاب أبعاد الصراعات الدائرة في بلادنا، وتحديد العوامل الفاعلة فيها». مشيراً الى «الوجه الإيجابي المتمثل في الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين، وفي الانتفاضات الشعبية في عدد من الأقطار العربية. وهي إنجازات كبيرة الأهمية لمصلحة الشعوب العربية وكفاحها المديد ضد الصهيونية والاستعمار وأنظمة التبعية والاستبداد، وخطوات أساسية على طريق التحرير والتحرر من الهيمنة الأجنبية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية».
وتطرق سعد إلى الخطة الأمنية الجديدة وقال أن نجاحها «يتطلب من الحكومة توفير الغطاء السياسي الكامل للقوى العسكرية لكي تقوم بالمهام المكلفة بها، كما يتطلب من القوى السياسية والمرجعيات المعنية التوقف نهائياً عن توفير الرعاية بأي شكل من الأشكال للجماعات المسلحة، فضلاً عن وقف التمويل الخارجي الذي يتدفق عليها».
وختم بالقول:«إن ما شهدناه بين أهالي التبانة وبعل محسن من تبادل لعبارات الحب والتقدير والوفاء والوحدة والتماسك ورفض الفتنة، إنما يعتبر مشهد ربيع جاء ليؤكد على أن عوامل الوحدة بين أبناء الشعب الواحد أقوى من الفتنة.