زيباري: الفلوجة ليست لقمة سائغة
قال وزير المالية العراقي، هوشيار زيباري، إنّ «الفلوجة لسيت لقمة سائغة»، مشيراً إلى أنّ تنظيم داعش يخوض قتالاً شرساً في الفلوجة وتوقع أن يحتاج الجيش العراقي وقتاً لاستعادة المدينة.
وأوضح زيباري، في مقابلة مع «رويترز»، مساء أول أمس، أنّ «داعش تحتجز السكان كرهائن ولا تسمح لهم بالفرار وهي تخوض قتالاً شرساً هناك.»
وقال زيباري: «داعش متحصنة. الفلوجة مشكلة تواجه العراق الجديد منذ البداية. وقبل ذلك، كانت قاعدة لتنظيم القاعدة وللمتمردين».
وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يحدد موعداً لتطهير الفلوجة من «داعش»… ويرجع ذلك أساساً للمقاومة وللعبوات الناسفة وللأنفاق» التي حفرها المقاتلون دون أن يتم رصدهم.
وقال زيباري: «حققت قوات الأمن وقوات الحشد الشعبي تقدماً واضحاً، لكن أعتقد أنّ اقتحام قلب الفلوجة فعلياً سيستغرق وقتاً. يجب ألا نعلن النصر قبل الأوان».
إلى ذلك، شددت الحكومة العراقية على ضرورة حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لإخراجهم من المدينة، في رد مباشر على تصريحات زعيم ائتلاف «متحدون للإصلاح» أسامة النجيفي الذي أشار إلى حدوث انتهاكات واتهّم مجموعات مسلحة خارجة عن السيطرة بارتكاب انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي في معركة الفلوجة.
وحمل النجيفي القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية إدارة المعركة والحفاظ على حياة الناس، كما حمله مسؤولية محاسبة من وجد في معركة تحرير الفلوجة فرصة لإنزال العقوبات بالناس الأبرياء.
وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري قد كشف أول أمس، عن معلومات تشير إلى حصول تجاوزات من قبل أفراد بالشرطة الاتحادية وبعض المتطوعين بحق مدنيين، فيما حثّ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي على تعقب هذه الممارسات ومعالجتها.
هذا ودعت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني، الجمعة 3 يونيو/حزيران، جميع أبناء القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي إلى حماية المدنيين وعدم التعرض لهم والمحافظة على أرواحهم وأمولهم وممتلكاتهم في المعارك الجارية حالياً لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة «داعش».
وأكّدت المرجعية على ضرورة حماية المواطنين الذين لا يقاتلون القوات العراقية، لأنّه لا دخل للأبرياء بهذا القتال، ولا يجوز أبداً التعرض لممتلكاتهم، كما لا يجوز التمثيل بجثث القتلى.
ووفق منظمة الأمم المتحدة فإنّ نحو 50 ألف مدني لا يزالون في المدينة، بينهم ما لا يقل عن 20 ألف طفل، بينما تشير تقديرات أمريكية وعراقية إلى وجود ما بين 60 و90 ألفاً.
هذا وتخشى المنظمات الدولية والمحلية من أن «داعش» يسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.
ميدانياً، أعلنت خلية الإعلام الحربي عن مقتل قادة بارزين من «داعش» بقصف اجتماع لقياديي التنظيم في الفلوجة.
وذكر بيان للخلية أنّه وبناء على معلومات دقيقة لجهاز المخابرات العراقي، قامت طائرات التحالف الدولي بتوجيه ضربة جوية أسفرت عن تدمير مركز قيادة تابع لـ«داعش».
وأضاف البيان أنّ الموقع المستهدف كان يتواجد فيه ما يسمى بالأمير العسكري الجديد لولاية الفلوجة، كما يتواجد فيه العشرات من عناصر التنظيم الذين يطلق عليهم «الإنغماسيون».
من جهتها شنّت المقاتلات الحربية العراقية، الجمعة، ضربات جوية استهدفت مواقع «داعش» بجزيرة الخالدية الواقعة بين مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان إنّ القوة الجوية العراقية وجهت ضربات، أسفرت عن تدمير 8 آليات تحمل رشاشات أحادية وقتل مجموعة من مسلحي تنظيم «داعش» في جزيرة الخالدية.
هذا وأعلنت «سرايا الجهاد» إحدى الفصائل التابعة للحشد الشعبي عن أنه لم يتبق سوى 1 كم لدخول مركز ناحية الصقلاوية شمال مدينة الفلوجة.
وذكر بيان صادر عن السرايا أنّ قواتها والقوات المتحالفة معها واصلت تقدمها الجمعة 3 يونيو/حزيران من جسر الكرمة غرب الصقلاوية واستطاعت بعد معركة شرسة مع الـ»دواعش» من التوغل وتدمير خطوطه الدفاعية وتكبيده خسائر كبيرة.
وأضاف البيان أنّ القوة المهاجمة المكونة من قوات «سرايا الجهاد» والقوات المساندة لواء المنتظر واللواء 24 للجيش العراقي تمكن من الوصول إلى الأهداف المرسومة وباتت على مسافة 1 كم عن مركز الصقلاوية.