قهوجي: معركتنا مع الإرهاب ماضية إلى الأمام ولا هوادة فيها
ترأس قائد الجيش العماد جان قهوجي في نادي الضباط ـ اليرزة، احتفال إطلاق مشروع تنفيذ الهبة الأوروبية المقدمة إلى الجيش والمديرية العامة للأمن العام في مجال دعم القطاع الأمني، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، المدير العام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ممثلين للدول الأوروبية، أعضاء فريق العمل اللبناني ـ الأوروبي المشترك، ممثل الشركة الفرنسية المنفذة للمشروع CONSEIL CIVIPOL الجنرال ألان بللغريني وعدد من كبار الضباط.
بعد نشيدي الاتحاد الأوروبي والنشيد الوطني، تحدثت لاسن، مشيرة إلى «أنّ الجيش والأمن العام يقفان في مقدم القتال ضد الإرهاب والسيطرة على الهجرة غير الشرعية والاستقرار الداخلي للبلاد، عبر تقديم الدعم للجيش والأمن العام نكون قد ساعدنا في تعزيز قدراتهما ما سيكون له تأثير على حياة اللبنانيين اليومية».
وأعلنت أنه»سيتم تطبيق مشروع إصلاح القطاع الدفاعي خلال ثلاثين شهراً وستبلغ القيمة الإجمالية لهذا المشروع 3 ملايين يورو ونصف مليون وهو يستهدف بشكل مباشر التطورات التنظيمية وقدرات وسائل التواصل الذي يتمتع بها الجيش اللبناني والأمن العام في خطوة إضافية تشكل المساعدة الفنية أساساً لتسليم المعدات لكلا المؤسستين».
وختمت لاسن مؤكدة «أنّ الاتحاد الأوروبي مهتم للغاية بالاستقرار في المنطقة ومن الضروري تقديم أي دعم ممكن للبنان بهدف إبقائه بعيداً عن الاضطرابات الاقليمية».
ثم تحدث ابراهيم، لافتاً إلى أنّ لبنان «يعيش أدق مراحل تاريخه الحديث وأخطرها من خلال مواجهته الإرهاب الذي يتهدده دولةً ورسالةً حضارية، في مواجهة عقل إلغائي لا يعترف بالتنوع والتفاعل الحضاري بين الثقافات».
وقال: «في معركته الشرسة هذه ينوب لبنان عن العالم عموماً وأوروبا خصوصاً، لا سيما في منع الهجرات غير الشرعية. وطننا آخر شطآن المتوسط التي يمكن لأوروبا أن تأمن منها، وهذا ما يحتم على الجميع مد يد العون إليه لحماية القيم الإنسانية والفكرية المهددة بالزوال اذا لم نحسن التصرف، ووضع المشاريع المشتركة التي تحصن بلدنا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وطبعا الامنية. وما المشروع الذي نحتفل اليوم بإطلاقه سوى نموذج العمل المشترك».
وتوجه بالشكر إلى الإتحاد الأوروبي وممثليه في لبنان على إطلاق هذا المشروع وتمويله،
مؤكداً «مواصلة العمل على رفع مستوى مهارات عناصر المديرية العامة للأمن العام إدارياً وعملانياً».
وأضاف: «نتطلع إلى مزيد من التعاون والدعم على أنواعهما المختلفة، بما يؤدي إلى حماية المصالح والقيم المشتركة، وندعو إلى التنبه إلى أنّ الأمن المرجو منا ومنكم لا يمكن أن يتحقق في معزل عن رؤية مشتركة للفجوات العميقة التي أصابت لبنان ومؤسساته جراء موجات نزوح الوافدين إلينا وقد تجاوزت بعديدها ثلث الشعب اللبناني، وتوزعت على جغرافيا لبنان بأكمله ما استنفد امكانات ضخمة في شتى المجالات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والديموغرافية».
وختم ابراهيم، مؤكداً «استمرار العمل على دفع الخطر عن وطننا بكل ما أؤتينا من قوة وعزم بالتعاون مع الجيش وكلّ الأجهزة الامنية، وبدعم من السلطات الرسمية والشعب اللبناني والمجتمع الدولي».
بعد ذلك تحدث العماد قهوجي، فقال: «لا شك في أنّ الحروب والأزمات الإقليمية التي لا تزال تعصف بالمنطقة العربية، وغياب آفاق الحلول السياسية لها في المدى المنظور على الأقل، قد أرخت بظلالها على جميع بلدان المنطقة، وطاولت بشظاياها الجوار الأوروبي على الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، سواء على المستوى الأمني المتمثل بتمدد الإرهاب إلى هذا الجوار واستهدافه عدداً من دوله الصديقة، أم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتمثل بتدفق موجات كبيرة من النازحين إليه. أما بالنسبة إلى لبنان، فهو كما يدرك الجميع، في قلب هذا المشهد المأسوي، إذ تحمل ولا يزال، ما لا طاقة له على تحمله من الأعباء، خصوصا تجاه تدفق ما يزيد عن مليون ونصف مليون لاجئ سوري إلى أرضه، وتجاه التحديات التي فرضها وجود التنظيمات الإرهابية على حدوده الشرقية، ومحاولاتها المستمرة جعل لبنان جزءا من مشاريعها التدميرية».
وأضاف: «لقد كان قرارنا الحاسم منذ الأساس، أن نحمي لبنان من هذه الأخطار، بكلّ الإمكانات المتوافرة ومهما بلغت التضحيات، فكانت عين الجيش ساهرة على الحدود التي تمثل السياج الأول للوطن، حيث واجهنا التنظيمات الإرهابية بكلّ قوة وحزم، واستطعنا في جميع المعارك إلحاق الهزيمة بها، وصولا إلى محاصرتها في مناطق محددة على السلسلة الشرقية، وشل قدراتها ومبادراتها القتالية إلى أكبر قدرٍ ممكن، وذلك من خلال قصفها اليومي بالأسلحة الثقيلة، واستهدافها بعمليات نوعية استباقية في العمق، الأمر الذي أدى إلى إحباط جميع مخططاتها الهادفة إلى التوسع باتجاه الداخل اللبناني، واستهدافه بالسيارات المفخخة والمتفجرات والعمليات الانتحارية».
وتابع: «إنّ معركتنا مع الإرهاب ماضية إلى الأمام ولا هوادة فيها، ولن تتوقف إلا بالقضاء على تجمعاته وشبكاته التخريبية، وأي نشاط يقوم به على الحدود وفي الداخل. ونحن نعتبر هذه المعركة أولوية مطلقة لدى الجيش، كما نعتبرها جزءاً من جهد لبنان في إطار جهود منظومة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يتربص شرا بالإنسانية جمعاء. ومن هذا المنطلق لدينا ملء الثقة بالدول الصديقة وفي طليعتها دول الاتحاد الأوروبي، التي نتشارك وإياها قيم الحرية والسلام والانفتاح، أن تواصل تقديم الدعم للجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، آملين أن يكون هذا المشروع المهم، المُخصص للتدريب والجوانب التقنية والإدارية، ركيزة لبناء المزيد من مداميك التعاون بيننا في المراحل المقبلة».
من جهة أخرى، زار وزير الاحتياط لدى وزارة الدفاع البريطانية جوليان برازييه والمسؤول عن ملف السياسة الدولية والتخطيط دافيد هوغان هيرن يرافقهما السفير البريطاني هيوغو شورتر والملحق العسكري في السفارة، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل.
وكان اللقاء، بحسب بيان، «مناسبة لاستكمال البحث بما تم التداول فيه بينه وبين وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إثر زيارته الأخيرة إلى بريطانيا. وتطرق المجتمعون إلى المساعدات التي قدمتها بريطانيا للبنان، وخاصة أبراج المراقبة المجهزة بوسائل الاتصال وكاميرات المراقبة التي تم تشييدها على الحدود اللبنانية السورية والتي بفضلها أصبح في استطاعة الجيش اللبناني تغطية ما يقارب 65 من الحدود، كما التدريبات لاكثر من ستة آلاف من عناصر الجيش من الوحدات الخاصة».
كما زار الوفد البريطاني قائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وبرنامج المساعدات البريطانية المقدمة للجيش.