لحن الحياة
قالت لي الدنيا تعالي واعزفي
وعن الهوى والحبّ لا تتوقّفي
وتأبّطي غصن الحياة وأقبلي
كفراشةٍ حومي كطيرٍ رفرفي
هيّا اخلعي ثوب الكآبة وانثري
للسعد ذرّاتٍ ولا تتأفّفي
هيّا اغرسي في الروض ظلّاً وارفاً
وتراقصي حول البراعم واهتفي
ودعي السعادة تعتلي درب المنى
لتحطّ في أرجائها بتلهّف
فأجبتها والسيل مجرى أدمعي
وسألتها هل تقبلين تأسّفي؟
دنياي إنّ بلادنا مسبيّةٌ
تشكو الأسى من جائرٍ متخلّف
من فاسقٍ ورث الجهالة حاملاً
فكر السفيه القاتم المتعسّف
متقمّصاً إبليس في إغوائه
متظاهراً بإزاره المتصوّف
يهوى الأذيّة آثماً متجاهراً
يا ليته بالإثم كان سيكتفي
أورى بأوردة القلوب مآتم
فتوقّدت نزفاً بغير توقّف
أدمى عيوناً والغضون تورّمت
وتأرّقت صارت بحالٍ مؤسف
ردّت ونادت والحنوّ بصوتها
لا تقنطي هيّا دموعك كفكفي
ولتمسحي ذاك الشجا من مقلةٍ
شاء الزمان بأن تسيل وتذرفي
داوي الجراح ببسمةٍ و بلمسةٍ
فيهـا الشفاء لحالها المستنزف
لبيك لن أدع الصعاب تحوطني
مهما قست بمزاجها المتطرّف
فالحبّ يا دنياي سرّ شجاعتي
لأقول لا للغاضب المتعجرف
والحبّ يا دنيا الهوى قيثارةٌ
يا مهجتي آن الأوان لتعزفي
فاطمة الساحلي