في مواسم الحصاد … من جدّ وجد
إبراهيم وزنه
منذ أكثر من عشرين عاماً، وسعياً منها إلى تتويج الموسم الكروي بعرس احتفالي على قاعدة «لكل مجتهد نصيب»، أطلقت محطّة المنار مهرجانها الرياضي الذي تحوّل مع الوقت إلى الملتقى «رقم واحد» لكل العاملين في الوسط الرياضي عموماً والكروي خصوصاً، ومن سنة إلى سنة كان المهرجان يسير بخطى ثابتة متجاوزاً الألغام السياسية والطائفية والأمنية التي غالباً ما كانت تنعكس على مكان تنظيمه وأهمّية ضيوفه. وبعد كل مهرجان، لطالما انطلقت الملاحظات من قِبل المهتمّين والغيارى، والانتقادات من قِبل المتفلسفين، وأمّا النيران فكانت عدّة المتضررين والمغيَّبين.
ومع فوز محطة الجديد بالنقل الحصري للمواسم الكروية منذ ثلاث سنوات، عمل القسم الرياضي فيها على تفعيل المواكبة الإعلامية ورفع مستوى التواصل مع جماهير الأندية في خطوة تهدف منه إلى استعادة البريق والروح إلى اللعبة الشعبية، ويسجّل للمحطة وقسمها الرياضي خطواتهم المجدية في سياق تطوير الأداء ومراقبة العطاء، إنْ لجهة استقدام المحلّلين وتشجيع آخرين على طرق أبواب التحليل الفني مع الحرص على تقديم الجوائز العينيّة التحفيزيّة للمسجّلين في المباريات، أو عن طريق برنامج «أوف سايد» الذي قارب بمضمونه ما يقدّمه برنامج «غول» المنار، ولكي تكتمل صورة المقاربة أكثر فأكثر، أطلقت مؤخراً محطة الجديد مهرجانها الكروي السنوي على خطى المنار، وأيضاً لمكافأة المجتهدين من اللاعبين، ودائماً هناك «تشكيلة مثالية» ولاعب «سوبر».
وبعد «المنار» و«الجديد» وجهودهما لإبقاء كرة القدم اللبنانية حديث الشارع، ها هو تلفزيون لبنان يقوم من سباته العميق مع برنامج «تي أل سبورت»، وعلى خطى من سبقه من البرامج، تتكرّر الفقرات مع الاختلاف في الخيارات.
وبانتظار محطة رابعة لتقوم بالخطوات نفسها أيضاً، نبارك اهتمام المحطات وجهود الزملاء في ترجمة العطاء الرياضي المبذول من قِبل اللاعبين والحكام والمدربين إلى جوائز ومكافآت، على أمل أن تكون الخيارات محل ارتياح للضمائر التي أُعطيت حق الاختيار.
ختاماً، نسأل الله أن يمنّ على لعبتنا بالارتقاء والتألّق، وعلى ملاعبنا بالعافية و«السلامة»، وعلى لاعبيينا بالجدّ والاجتهاد والابتعاد عن الأنانية، فليكن ختام الموسم غداً في نهائي مسابقة كأس لبنان بين النجمة والعهد محطة حقيقية تعكس الروح الرياضية والعلاقات الإنسانية الصادقة على عتبة استقبال شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران والمحبة والصدق والإيمان … فمن جدّ وجد ومن زرع حصد، وكل موسم وأنتم بألف خير.